المحرر موضوع: ما الذي جعل الشعوب التي تمردت...تتيه2  (زيارة 941 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد شامايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 125
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ما الذي جعل الشعوب التي تمردت على الاستعمارتتيه اليوم           (2)
                      أيـن الـحـــــل
تناولت في القسم الاول وضع شعوبنا في الشرق الاوسط ومثلها في مناطق أخرى باوضاع ونتائج مشابهة لما لدينا ، المهم اوضاعنا بالاخص وضع شعبنا في العرا ق وماهي سبل إنقاذه ، ومسعاي اليوم هو (الحل عند الشعب ليكون المنقذ لوطنه و لوضعه ) .
قد تكون مهمة المخلصين الواعين صعبة وطويلة وبحاجة الى قيادة شعبية تعتمد جهودا تربوية فكرية لتعد الشعب المؤهل ليقود عملية الانقاذ الحقيقية والنابعة مما يعاني اليوم سائرا خلف الاوضاع تائها مودِعا مستقبله كامانة بايدي لن تتوفر لها فرص الانقاذ مهما لجأت الى إصلاحات ترقيعية ربما مجدية لوضع آني ترهقه الاخطاء والارهاب والفساد او إصلاحات جانب مطَمئِن وقتيا لكنه لا يحمل الحل الاساسي لينقذ الوطن وشعبه وبجعله حرا كريما في واقع ملائم للاوضاع المناطقية والعالمية البعيدة عن التفاؤل بمستوى الاعاجيب ، حاولت ان أُشخص باختصار في الجزء الاول واقعنا وكيف فرض بعد التغيير الذي أنجزته الولايات المتحدة مع الاخرين ، وكيف إعتبرها بعض أبناء شعبنا ثورة أنقذتهم من الدكتاتورية وحلموا بمستقبل حسن وما كان لهم دور في التخطيط للوضع الجديد لاصلاح وتأسيس ما تهدم في إسقاط الدكتاتورية (خصوصا حين بحث المدمون تاريخيا لمتابعة اوضاعنا ، ما وجدوا من بين معظم المسؤولين البانين الجدد مناضلين وسياسين كان لهم دور تاريخي مخلص)لان من خطط للتغير وضع خارطة بعيدة المدى لتضمن حاجة من يكون مسؤولا في الوضع الجديد اليه وأستكان معظم ابناء الشعب منغمرين في التغيير حلموا أن ظروفا ساسية اصلاحية ستغير حياتهم مادام الوضع الجديد يلبس جلباب الحرية والديمقراطية  والمشرف (برايمر) ينفذ ما أُعطي له من خطوات مطمئنا ان الشعب الذي مسحت الدكتاتورية السابقة الكثير من عنفوانه وتطلعاته السياسية وصلابته بل افرغته واشغلته عن تمرده وثوريته ، لان الجيل الذي استقبل التغيير وصل خائفا مرتبكا منهكا ، أنهكته الحروب الطويلة وعنف الدكتاتورية واذلال شخصيته وعزته وعزيمته بأساليب أمنية قهرية دموية وبات يفكر فقط بالامان والحرية وبقوت اطفاله ، متجاهلا من القادم الجديد مادام انقذه من الدكتاتور ، أيضا المستجدات كانت اكبر من ان يكون للقوى السياسية التي ناضلت وللمواطن المطمئن للتغيير اي تأثير على ما يجري او المشاركة في مسؤولياته (ذكرت في الجزء الاول كيف أصبحت الامور السياسية وبيد من أمست وما تحمله الاطراف التي باتت مناوئة لا متعاونة )لكن المواطن تفاجأ بوضع مقلق وعدم أطمئنان أعقبته مرحلة من الاغتيالات والارهاب الذي تعددت منابعه وبات الامن حملا ثقيلا ومطلبا صعبا خصوصا قضايا الخطف والتفجير والانتقام  . والمواطن حائر بين المتنافسين على السلطة والمتخاصمين عليها والتي اخذت طابع الصراع الطائفي وإجتهدت كل جهة ان تشتري جماهيرها والمواطن القادم من عوز وحرمان سنين الحروب والدكتاتورية سهل الاصطياد فافلحت كل حهة من الاحزاب الكبيرة ان تتعززمواقعها بمؤيدين من أجهزة و مؤمنين طائفيين ومن الجهة المقابلة القوميين الذين استمالوا (بل كانوا بانتظارهم) الجهات التي خسرت بزوال الدكتاتورية مصالحها وبعضها بات مطلوبا للعدالة ومستعد أن يكون إرهابيا يوجه ارهابه الى من تقتضي المصلحة والظرف السياسي أن يعمل ارهابه . وإبتسمت أمريكا مطمئنة أن الامور تجري كما تم التخطيط لها ، وإن طلب منه أن يخرج (بلهجة المطرود)كإحدى الخطوات التي إعتبرها اصحاب السلطة ثورية فهو!! التحرر ، وظل  الشعب البعيد و المحذور من وعيه منخرط مع الجوانب المتصارعة يدعمها وينتخبها لتكسب شرعية وطنية ودستورية تمنحها قوة ممارسة اخطائها ، ومحاولات الصارخين الفاضحين لهذا الواقع والمطالبين بنزاهة الانتخابات وحرية الراي والاعلام وضعت لهم مطبات وملاحقات وكتم لاصواتها وتهميشها وأحيانا إنهائها مهما ابدت من تقدير واقعي للاوضع الخطرة على الوطن ، لكن محاولاتها  ضاعت وكم من الذين مل ويئس وهاجر او هرب من إرهاب يلحقه ، مع ذلك ظلت الجوانب المتصارعة  قلقة على مواقعها حين باتت الاخطاء كبيرة والمشاكل معقدة فارتأت ان تشترك في معالجات أخطائها متعاونة فكانت المحاصصة لتوزيع المناصب والمكاسب والسكوت على الاخطاء ايضا وحين تذكرالمواطن متأففا متذمرا من الوضع أنه هو من انتخب هذه القيادة وما يجري هو من صنعها فلعن نفسه حائرا وكأن لسان حاله يبرر أن الدين أهم من ألمصالح الانية ومقابله أن القومية والطائفة التي باتت مظلومة وهي التي تنجده اهم من الوطنية . بهذه المفاهيم راح المظلومون والمغبونون يناضلون مع من هو في الحفيفة خصمه ومستغله ، مع من هو القوي الذي يبقى يفرض الظروف القاسية والظالمة ما دامت تحمي موقعه، هكذا تحول النضال من طبقي الى قومي وطائفي يضمن بقاء من في السلطة وابتسمت أمريكا والدول المستفيدة من الوضع البائس فكريا للعراق لان الافكار التي كانت تنبه الشعب الى واقعه الحقيقي والى مكامن الخطأ في تشخيص علة ما وصل اليه إختفت ، ورضخ الشعب الى الوضع الماساوي . فلا صراع على حقوق الكادح الذي تسرق قوته ولا الفلاح الذي تحول الى عامل في حقل المالك او في دروب المدينة كادحا طارئا بينما ارضه تتحول الى صحراء مالحة ، وكان لهذ الواقع تأثيره على الساحة السياسية والاقتضادية والتي غيبت المخلصن إن سياسيين او تكنو قراط كفوئين بآخرين وصوليين منتفعين وبات الوصول الى البرلما وفق شروط ومقاييس بعيدة عن متطلباتها ، وأُكررلاحاجة لوصف واقعنا الوطني الحالي رغم التوجه المتواضع والايجابي لحل بعض جوانبه لكنه لن يكون المنقذ ما دام ليس جذريا لاستئصال المسببات التي لازالت قوية .
مـا العمـل وايـن الحـــل ؟؟
•   تأييد ودعم أية خطوة إيجابية يُلتفت اليها او يُباشر بها خصوصا في إصلاح الفساد الاداري والمالي لاعطاء قوة شعبية تشجع المبادرين مهما كانت مواقعهم وإنتماءاتهم .
•   الالتزام النزيه والشجاع في التطهير للمفسدين الذين هم منابع رئيسة للمفاسد .
•   تشجيع الاقلام الحرة ، والاعلام الهادف ليكون له دور النقد والتقييم الرامي الى البناء ، ومن الجانب المقابل تشجيع كل خطوة ايجابية وعدم التراوح في القاء اللوم على من يسعى نادما راجعا الى اطريق السوي الحقيقي ،
•   الاستفادة من استرداد بعض الحقوق التي ضاعت بسبب الفساد ومحاسبات عادلة وهذا مهم لانه يعزز ثقة ابناء الشعب بالمحاولات الاصلاحية بسبب الخيبة التي عانها المواطن من الوعود والخطابات ، بل والاجراءات الخيالية الخادعة للشعب دون تنفيذ فعلي .
•   على المثقفين بأجناسهم / على منظمات المجتمع المدني بمثقفيها ومهنييها ومفكريها/ على التيارات التي تتبنى الاصلاح بانتماءاتها / على المربين والمعلمين والاساتذة ، من رياض الاطفال الى أعلى المرتبات التعليمية/ والاهــم على الاحزاب من خارج الساحة التي تمتلك مفاتيح السلطة والقوة أن يكون لها إستراتيج وطني وإتفاق فكري يتوافق مع القوى التي ذكرتها في هذه لفقرة ، أي أفكار توعوية وطنية مع الجماهيروهي تتعامل في ساحتها السياسية تربي كوادرها الى تعاون جبهوي ديمقراطي يرمي إلى بناء الانسان الوطني الذي يعرف من هم المغبونون ولماذا وكيف يتراوحون في غبنهم ومن هم الممتلكون للمكاسب التي تعطيهم القوة في البقاء في مواقعهم دون حق وما هي الشرعية التي منحتهم هذا الحق بإسم الوطنية وبسلاح الدستور، بتقدير ليس خيالي وبجهود ونشاطات لمن ذُكر بنفس الاتجاه كل بلونه الشعبي ممكن ان تحصل نتائج ظاهرة في الانتخابات التي تعطي كل مرة وعيا إضافيا لمراقبة العملية الانتخابية وجرأة بل شجاعة لمقاومة التزويروإقبالا نحو التضحية ، بهذه التحولات التي ليست أحلاما لاُمنيات بل واقعا يربي تيارا ديمقراطيا جارفا للعمليات الفاسدة ، هكذا ممكن أن نربي شبابا واعيا منذ طفولته لتتوالى اربع دورات إنتخابية بهذا التطور البطيئ ، فمن يكون في العاشرة او الثانية عشرة يصبح شابا في العشرين واعيا صلبا مستعدا للمجابهة تاركا خلفه التعصب القومي والطائفي والعشائري  . ولا ننسى دور المنظمات المهنية كالنقابات ونضالهم من اجل الصناعات الوطنية ورعايتها وتشجيع عمالها وهكذا الجمعيات الفلاحية المستقلة ورفدها بافض الارشادات والمعلومات التي تطور العمل في مجال الزراعة ، وهكذا تشجيع ورعاية المنظمات النسوية وتفعيل دورها من خلال العلاقات الاجتماعية.
•   أليس ممكنا أن تَنتبه الطبقة الواعية اليوم وتترك شيئامن ذاتيتها وآمالها في الانفراد بالمغانم لوثوقها ان الامور في الوطن باتت تتطلب التغيير الشعبي الديمقراطي الحقيقي ، هل ممكن أن يؤمن المظلومون بمقاييس وطنية وأفكار تمتلك صدق العدالة وتفضح حقيقة مظلوميته ومن أين تأتيه وأنهم العامل الاعظم في ترسيخها ، هذا التيار الوطني ممكن له أن ينمو ويقاوم بداب وجرأة كل معرقلات الاقوياء ويفضحها معها اساليب الاعوان في الخارج ممن يهنأون في جعل الشعب مخدوعا ضعيفا جاهلا لا يدرك سبب ماساته ولا الاسلوب الوطني في مقاومة الاخطاء وإصلاحها وليبقى ينخدع منقادا خلف الخطب السياسية المغلفة بتعابير ايمانية لا يمكن تكذيب مصادرها.
•   بدراسة هذه المفاهيم المبسطة لكل المستويات ممكن ان ينشأ جيل مؤهل بكل صفات المواطن الملم بحقوقه ومؤمن بواجباته كإيمانه الديني ،مؤهلا أن يجابه كل المصاعب بجراة ودراية ليختار من يمثله صادقا مخلصا   
                                                           سعيد شـامـايـا
                                                           20/12/2014