المحرر موضوع: الدين جلاد الشعوب  (زيارة 1281 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدين جلاد الشعوب
« في: 01:49 12/02/2007 »
الدين جلاد الشعوب


الحديث عن الدين لم يعد محرما، او غير محببا، او غير مسموحا به. فلقد اسقط اهله هالته المقدسة. وكشف علمائه ورجاله زيف رحمته. فكثير من الاحزاب الاسلامية، والشخصيات الاسلامية، والجمعيات الاسلامية، والجماعات، والعصابات الاسلامية، والجيوش الاسلامية، والفرق الاسلامية تنشطر كالاميبيا في سوق المتاجرة بالدين. وهذا لا يخص الاسلام وحده بل كل الاديان فظاهرة التعصب، والتحزب، والتحجر، والتمذهب ظاهرة عالمية جاءت بعد سنوات طويلة من التحضير، والتهياة، والاستعداد في الدهاليز المظلمة. ووفر الانقلاب الديني في ايران وانهيار الاتحاد السوفياتي مجالا رحبا لذلك، وصعود نجم الولايات المتحدة الامريكية، وظهور مايسمى بالعالم الاحادي القطب. واذا كانت الكنيسة قد خسرت هيبتها في بعض الدول وارتفعت في بعض الدول حسب موقفها من الفكر، والاحتلال النازي، والفاشي في اوربا والعالم. وظهرت الفاتيكان دولة خاصة للمسيحية الكاثوليكية. لكنها وظفت كل امكانياتها لمحاربة الشيوعية ودعمت الامبريالية العالمية بحجة محاربة الالحاد. الصهيونية استخدمت اكذوبة ارض الميعاد لتبني قاعدة متقدمة للامبريالية في الشرق الاوسط. في الهند قاد غاندي الشعب الهندي الموحد الى الاستقلال. لكن اسلامي الهند، وبالتعاون مع بريطانيا قسموا القارة الهندية الى بلدين وشعبين لا زالا يتحاربان ضد بعضهما بعد ان حاربا سوية ضد الاستعمار البريطاني. ثم انقسمت باكستان الى دولتين بعد انفصال بنغلاديش. ولا زالت باكستان مهيئة لمزيد من الانقسامات باسم الدين اضافة الى تورطها في افغانستان. ومشكلة كشمير اخذت طابع ديني متزايد وهي حقل حروب  داخلية وسبب نشوء حروب متعددة بين الهند وباكستان. وفي الهند يتجدد القتال والعنف بين المسلمين والهندوس. وفي باكستان بين السنة والشيعة. وفي سيرلانكا وتايلاند بين البوذيين والمسلمين. وبينهم وبين المسيحيين في الفيلبين. ولازال الدم الايرلندي يساح في الشوارع ويستمر اقتتال الاخوة وتقسم البلاد منذ عقود بسبب النزاع بين البروتستانت والكاثوليك. والقائمة تطول والدم يسفك بسبب قوة الشحن الديني الذي يدفع لقتل الانسان اخيه الانسان، رغم ادعاء كل الاديان بالسلام والتسامح والاخوة وغيرها من الشعارات الفارغة. وفي عراقنا الحبيب عراق التسامح والمحبة والتعايش حيث استقبل اهله الطيبين الارمن الهاربين من التصفية العنصرية في تركيا وحيث احتضن العرب الاكراد الذين تهجرهم الانظمة الديكتاتورية المتعاقبة. واحتجوا على مذابح الانكليز ضد الاشوريين وضد التهجير القسري لليهود والاكراد الفيلية. وعاش السنة والشيعة والنصارى واليهود والصابئة والشبك والايزيدية الاكراد والعرب والتركمان، والاشوريون والسريان، والكلدان  وغيرهم جنبا الى جنب متاخين، متحابين، متصاهرين، متعايشين.

 

الان يعاني هذا البلد الجريح من مذابح ومقاتل ومقابر جماعية وقتول بربرية باسم الدين والطائفة والشرع. كل ذلك لان الغربان من رجال الدين صاروا يقودون البلد ويتحكمون باهله وانكشف الوجه القبيح للدين في العراق وكشر عن انيابه الهمجية. فلم تعد هناك حرمة للمعابد والكنائس والجوامع والبيوت والاعراض والارواح والاعمار. وتشرد في اقل من اربع سنوات من حكم الدين 4 ملايين انسان عراقي في الداخل والخارج وتمزق النسيج الاجتماعي الجميل وغرقت الفسيفيساء العراقية في بحر الدماء الطائفية والعنصرية، وتقسمت الوحدة الوطنية بحروب الثار العنصرية. وتمزقت الخيمة العراقية الجامعة الى كانتونات ومليشيات مسلحة تقتل الاخ، والنسيب، والجار، والصديق، والقريب.

 

عودوا الى جحوركم، وصوامعكم، وافكاركم المتخلفة، ونفسياتكم المريضة، وشهوتكم الدموية. فباسم الدين والرب غزا بوش افغنستان، والعراق، ويخطط لغزو ايران وسوريا. وباسم الدين ذبحتم كل الجمال في بلدي الحبيب. عودوا لربكم ان كنتم تتقون.

 عندما شاهد فيلسوف العصر والزمان كيف تستعمر البلدان، وتستعبد الشعوب، ويستغل الفقراء وتستباح الحرمات باسم الدين قال: "ان الدين افيون الشعوب". ولو شاهد اليوم الجرائم في فلسطين، ولبنان، وافغانستان، وايران، والصومال، والسودان، والجزائر، واندونيسا، والرياض، ونيويورك، ولندن، وانقرة، ومدريد، ومذابح العراق اليومية باسم الدين لقال ان الدين جلاد الشعوب.

عذرا للمؤمنين الصادقين الذي تضيع صلواتهم السلمية بين ضجيج الحرب الدينية والمقاتل الطائفية.

رزاق عبود

5/2/2007[/b][/font][/size]