المحرر موضوع: المضحك المبكي مع تصرفات العرب / بقلم سلوان ساكو  (زيارة 772 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المضحك المبكي مع العرب - بقلم سلوان ساكو   
استراليا بلد جميل جداً ومتعدد الثقافات كما ذكرت في وقت سابق ، ويرقد على كمْ هائل من التعددية العرقية والإثنية والدينية من كل حدب وصوب اقبلوا ومن جميع اصقاع الارض ، الكل يحترم الاخر ، والكل يتعايش  مع الاخر في تعاطف وانسجام ، يقل هذا الانسجام  في كثير من  الدول !!!. طبعا انا هنا لا اقصد مجتمع طوباوي خالي من المشاكل ولا المدينة  الفاضلة في  جمهورية أفلاطون ، بل مجتمع أسس له وفق منهج عِلْماني ليبرالي .   يحزم  ويربط  هذا  المجتمع مجموعة قوانين وتشريعات منها عرفي ومنها مكتوب ، والكل على مسافة واحدة من هذه القوانين والمخالف يعاقب ويحاسب كل واحد على ما رتكبه من جنح وجنايات . وهكذا  تسير الامور في سلاسة وانسيابية  وتطور من جيل الى اخر. فقد الاستثناء الوحيد في هذه المعادلة هم مع الأسف العرب او من مناطق عربية او من أصول عربية ، او من ثقافات عربية. 
في سفرتي الاخيرة الى مقاطعة Colt Coast. التابعة الى ولاية Queensland ، حيث ذهبتُ برفقة زوجتي لقضاء  Honeymoon هناك في اجواء جميلة وطبيعة خلابة على شواطئ وقلوعْ ورمال حارة ،  وشمس تسلب الالباب وتنعش النظر وتستريح النفوسْ لما لها من سحر أخاذ ، ويشبهونها  الناس بجزر هواي أو الكاريبي،  ولا يوجد ما يعكر صفاء  الجو سوا مجموعة من الشباب العراقيّين جائت الى المدينة لمشاهدة المبارة بين العراق والأردن ضمن تصفيات كأس اسيا المقامة في استراليا . وبعد انتهاء المبارة على ما يبدو نزلت الى المدينة وخاصة شارع surfers paradise  المشهور ، وهو عبارة عن شارع يشمل  كل شيء من مقاهي الى مطاعم  الى بارات الى نوادي ليلية،  الى مهرجين وبهلوانيين  فتيات شبه عريات ، عشاق يسيرون على ضوء القمر  ، وهذا حال الشارع من يوم تأسس الى حد الان  . ويطل الشارع من الجهة الاخرى الى البحر ، والنَّاس تسير به في امواج متلاطمة الكل في حاله  ، فقط هذه الزمرة من ( الزعران ) تارة تنظر الى الفتيات بوقاحة فجًّا وتارة اخرى  تتحرش بالمارة في تصرفات رعناء ، الى ان وصل الامر ان تدخل احد رجال الشرطة المرابط هناك وصرخ بهم ، ولكن لم ينصاعوا فتدخل واحد من هؤلاء الشباب وصرخ على الشرطي ثم دفعه الى الوراء، فما كان من الشرطي ألا أن استدعى دعم على عجل ، ولم تمضي سوا دقائق وجائته مجموعة من الدوريات واحطوا باشباب ورشو عليهم مسيل للدموع واقتادوهم بعد ذَلِك ، في حالة من الارتباك والفوضى قلمةْ تشهدها هذه المنطقة.   
من الصعب تحديد مكمن العلّة ومن الصعب تحديد ماهو الإجراء  المناسب من الناحية السيكولوجية ، هل هي عقلية المواطن العربي التي لا تتحمل هكذا  صور من حياة عادي بالنسبة للغير ، فترجع الى الحالة الهمجية الاولى قبل آلاف السنين حين كانت الغريزة تتحكم بالتصرفات ، أم هو احتياج فطري كامن في أعمق النفس البشرية لتخريب كل ما هو جميل ، كما يحدث الان في دولهم  الأصلية ، ام هو مرض نفسي استعصى على الزمان ان يهذبها. فتظهر على شكل سلوكيات وتصرفات حيوانية. 
كلّما تعمّق المرء في سعيه لمحاولة فهم ظاهرة الأخلاق والتصرفات المسيئة ، زادت الأسئلة. الثابت الوحيد الان  هو الحاجة إلى مقاربة شاملة للموضوع وفهم شخصية المواطن العربي الذي لم يتمدن بعد ،  تقوم على اتخاذ مواقف جريئة. مع العلم ان هذا الموضوع الشائك طرحه بشكل مميز الدكتور عابد الجابري في كتابه نقد العقل العربي، ولكن من يقرأ ؟.
ما ينبغي الانتباه إليه هنا الطريقة التي آلت اليه هذه الشعوب الغربية ،  في التعامل مع الآخرين ، على أُسُس إنسانية ترفع من مستوى التعامل مع المواطن بغض النظر عن اللون او الجنس او العرق او الهوية ، ولكن على ما يبدو أن المواطن العربي لا يقدر هذه المزايا  أبدا .