في الحقيقة تفاجئت واستغربت من المقال الذي سطره الأستاذ ابرم شبيرا والذي بدا وكأنه يخاطبنا من برجه العاجي ، فهو يتعامل معنا بعقلية تفوقية ويدرج بعض الأمثال التهكمية السقيمة ويحاول ألصاقها بنا ، بجهة اعتقاده انه يملك الحقيقة ومعاني النضال وأسباب الوحدة ، والأخرون على باطل ويعملون على تمزيق الأمة ، وعليهم اعلان التوبة لكي يعودوا الى طريق الحق والخلاص الذي يمثله الكاتب شبيرا والحزب الذي يدعمه الذي يجسد آمال الأمة .
هذا الكلام غير صحيح. الكاتب ابرم شبيرا قام فقط بالرد عليك بعد ان اتهمته انت بعدة اشياء. وما قاله برده عليك صحيح جدا وخاصة الفقرة التي قال فيها " جعل زوعا شماعة لتعليق كل أعماله الفاشلة خاصة الإنتخابية منها وحتى لو واجه أي كلداني أو مؤسسة كلدانية أو الكنيسة الكلدانية أية مشكلة فليس سبب ذلك إلا زوعا"
هو عندما كان يملك رؤية في كتابه السابق والان يمتلك رؤية مختلفة فهذا شئ صحي وطبيعي ويحدث في الغرب الديمقراطي بشكل يومي. بشر يغيرون ارائهم او يطورونها او يجرون عليها تغييرات ولعدة اسباب مختلفة. اما عندنا فان من يقوم بهكذا اجراءات وتغييرات فاما يسمونه خائن وعميل او يقومون بوصفه بانه استغلالي او غير ها من الصفات المضحكة.
يا اخي حينما هاجر الكلدانيون التلاكفة ، وهم رواد المهاجرين الكلدانيين ، منذ العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي الى اميركا ،افصحوا عن اسمهم القومي ( CHALDEAN) بمعنى كانوا واعين لأسمهم القومي .
في اوائل القرن التاسع عشر ، ذهب رجل من عائلتنا ( تومي) وزوجته وهي من بيت (كولاّ) الى القدس ، وبعد ذلك استقرا في الأردن ، واتخذ لقباً له ( كلداني ) وفي الأردن ( في مدينة مأدبا ) حالياً عائلة من بيت تومي تطلق على نفسها لقب كلداني ، واحدهم هو الاب حنا سعيد كلداني مؤلف كتاب : المسيحية المعاصرة في الاردن وفلسطين . ويقول لقد اتخذ الأب الأول لقب كلداني لكي لا يضيع مع الأسماء ألأعتيادية مثل هرمز وتومي وكوركيس .. الخ فاسم الكلداني كان تعبيراً عن هويتهم .
هناك فرق هائل مثل الفرق بين المسافة بين الارض والشمس بين ان يكون هنا او هناك شخص قال بانه كلداني وبين القيام بتسيس القومية, اي جعلها حركة سياسية لتتحول الى ظاهرة قومية سياسية واضحة للعيان. اذا كنت لا تستطيع ان ترى هذا الفرق فاذن نعم انت لم تفهم السياسة.
وفي هذا الشأن فبكل تاكيد كانت زوعا الحركة السياسية القومية المعروفة وهذه ستبقى حقيقة سواء ان اعجبتنا ام لا وهذه الحقيقة لن تتغير حتى ان وصلت مداخلاتك الى عدة مليارات .
والشئ الاقوى في هذه الفروقات هو ان زوعا ظهرت كرد فعل على تسيس القومية العربية والكوردية . اما من امثالك فانتم موجودين فقط كرد فعل على زوعا وليس لديكم اي رد فعل على اي تسيس قومي للعرب او الاكراد. وهذا يعني اذا اختفت زوعا فانتم ستختفون بشكل اوتماتيكي وتلقائي.
ونعم لو لم يكن هناك زوعا لما فكرت انت او غيرك بالتفكير بانشاء اي حركة كلدانية.
انا اتفق كليا مع الكاتب ابرم شبيرا عندما قال "أن زوعا كحزب سياسي يصلح للدراسة والتحليل والنقد أيضا كنموذج لأحزابنا السياسية في مجتمعنا" وبالضبط على هذا الاساس قمت انا ايضا بتوجيه انتقادات لزوعا وخاصة علاقة القاعدة بالقيادة.
واذا كان هناك اشخاص ينتقدون زوعا بطريقتك فالمفترض ان يقدموا احزاب افضل من زوعا.
كثرة حديثكم اليومي عن زوعا وتعليق كل شئ بزوعا قاد الى نتيجة واحدة فقط وهي ان لا احد الان مستعد بان ياخذ ما تكتبونه بجدية. انا مثلا اعتبر كثرة حديثكم المبالغ جدا وبشكل غير طبيعي عن زوعا بانه يشبه قيام شخص برياضة يومية او ممارسة هواية او قضاء وقت مثل لعب الطاولي او الدومينو.
انا دخلت هنا لاذكر لك بعض الحقائق ولاجعلك تقبل بعدة حقائق حتى وان لم تعجبك. هناك الكثير من البشر في العالم يقبلون بعدة حقائق وتعلموا التعايش معها حتى وان كانت مزعجة لهم, وانا اعتقد بانك تستطيع ان تتعلم العيش ايضا مثلهم.
الشخص اللذي يقوم باللف والدوران والالتجاء الى اساليب غير متحضرة وغير منطقية من اجل القيام بعدم الاعتراف بحقائق معينة لانها لا تعجبه ولانه كان يتمنى بان لا تكون صحيحة فهكذا شخص غير صالح حتى لكتابة سطر واحد وسيكون عديم المنفعة في كل المجالات ولن يكوم صادق حتى مع زملائه في اية حركة مستقبلية, والشخص الغير القادر على التعايش مع الحقائق سيكون مصير افعاله دائما الفشل.