المحرر موضوع: في طـريق الوحـدة ، وعـلـى بـركـة الله ..... لـنـعـمـل معـاً .  (زيارة 1139 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Sulaiman

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 16
    • مشاهدة الملف الشخصي
في طـريق الوحـدة ، وعـلـى بـركـة الله .....
لـنـعـمـل معـاً .

                                                                                 
   (الجزء الأول )

كـثــُرت في هـذا الـزمان ؛ الأحاديث والمقالات ، المُـناظرات والسِـّـجالات ! ، ثم الخـلافات ! ، حول التسـمية الأقـرب والأصـح ،  لحـقـيـقة الـوجـود القومي للشـعب المسيـحي في منـطـقة الشـرق عـموما والعراق خصـوصا ، وبالتـالي كثـُرت الإجتهادات ، والتوقعات حول مَن هي الجـهة الأقرب والأحق والأكـثر كفـاءة  !!؟  لتمثـيل شـعبنا المسـيحي في الرقـعة السـياسـية الحالية للبلاد ! .
والحـقيـقة إن كـُــلّ الأقـطاب والـتـيارات الحـالية لها الحق في أن تـقـول كلمتها وُتعـبّـر عن وُ جـهة نظـرها ، وتعـتـز بوجـودهـا ، وبالإرث النـوعي الذي تمتـلـكه كل حركة من الحركات الســياســية ! ، ولِما لا  ؟؟   طالـما ان الجـميع لايـزالوا مسـيحـيـيـن ، ويعـمـلون جاهـدين بحســب بـرامجـهم الســياســية المُعـلنـة ، على حماية حـقـوق المســيحيـين !! .
كما وازدادت التجـاذبات السـياسـية مابـيـن الأقـطاب الكبـيـرة من جهة وأقـطابنا السـياسـية الصغـيـرة ( إلى حدٍ ما ) من جـهـةٍ أخرى .... فتـلـوّنـت الضـمانات والنـتـائج المـتوقـعة من هـذا التحـالف او ذاك ، دون ان يكون لأي فـردٍ مـنـّا سـواءُ كان موقـعه في قـمة الـهرم أم في القاعدة !! .. ضمانة حـقـيـقية لما سـتـؤول الـيه تلك التحالفات ، والإنـتماءات !! ، في الوقت الذي لايزال أبناء شعبنا يدفع بضـحاياه وشـهـداؤه الـواحد تـِلـوَ الآخـر ، وقد وصل الأمر حتى الى اسـتهـداف الكهـنة والمســؤلـيـن أيضاً !!! كما ولايزال في ذات الوقت نزيف الهجـرة والتهجـير يزداد يوما بعـد آخـر تجـاه المجـهـول !!! ، بما يسـتهدف كل ذلك جسـد وكيان أبناء شعبنا المسـيحي المغـلوب على أمـره في الوطن الجـريـح !!! .
إنه الضـياع بعـينـه ، نعم الضـياع !! حـيث وجـد إنسـاننا المســيـحي نفسـه لاسـيّما في السـنوات الأخـيرة ؛ وحـيـداً ، تائـهاً ، مـبـعـثراً ، مستــهـدَفـاً !! دون أن يكون لـه أيُ إســناد ؛ لامادي ولامـعـنـوي !! من اي ّ جـهـةٍ سـواءُ كانت حـزبـيـة ؛ ( بكل المسميات السياسية ) .. أو ديـنـيـة ؛ ( قـادة الكـنـيـسـة ورجالات الـدين الذين باتـوا هـم هـدفـا سـتـراتـيـجـيـاً لـلإرهاب ) .. أو إجـتـمـاعـيـة ؛ ( فلا رؤساء عشـائر ولا شـيوخ ولا أغـاوات لنا !! ) ، وحتى الوجـهاء لم يـعُـد لديـهـم القـدرة في مواجـهـة هـذا الكم الهـائـل من المشـاكل والإعـتداءات المسـتمرة ، السـافـرة والعـلنـية تجـاه أبـنـائنا وبـنـاتـنا وعـوائـلنـا المســـــيحـية !! .
هـكـذا وُلــدت وتـهــيـأت أرضــيـة خـصـبـة !! ، لاســيـما بعـد أحداث نيســان / 2003 لـهـذا الـتـشـرذم والإنـقـسـام الملحوظ على السـاحة السياسية المسـيحية !! وصولاً بطـبـيـعة الحـال الى الضـياع ! ، في كل شئ ولكل شئ ! وحتى المـسـمـيات الحـزبـيـة السـابقة والحـديثة لاتـعـدوا اكثر من مِـظـلاّتٍ صغيـرة لاتـقـي أبـداً آثار التـقـلـبات والإنـعـطافات السياسية التي امتلأت بها أرضُ وسـماء بلاد الرافـديـن ...... ومع كل النوايا الطيبة والصالحة التي يحرص عليها قادة التـيارات والحـركات السـياسـية المُـمـثـلة لنا ؛ فإن أمواج السياسة العـارمة لم ولن تـرحـم بـقـايـانـا في بـلادٍ بات فـيـهـا ( وللأسف ) الكـبـيـر يـبـتلع الصـغـيـر ... في بلادٍ أصـبحـت الحـاجـة مُـلحّـة جـداً لـلقـوةِ الكـبرى والـكـبـيرة ، لـلقـوة الواحدة الـمـوحّـَدة ، أصبحت في بلادنا الحاجة أكـبر لـلـواحـد !! ، وليـسَ للأعداد والتعدد والمـسـميات الكثيرة !! ، ( رغـم حـلاوتهـا وجاذبـيـتـهـا وجمال أسمائها !!) ، والأمر كـله يدعـو الى التوقف  قليلاً بُـغـيـة إعادة الحسـابات بما يـتـماشـى ومتـطـلـبات الـمـرحـلـة الـراهـنة !! .
 وعلى قـادة الـتـيارات والحـركات السـياسـية المسـيـحية كافة ، أن تعرف حقـيـقة مـطـلـقة وجـوهـرية ، ربما لم يجـرؤ أحـد أن يـقـولها لـهـم  ؛ وهي أن الكراسـي والمناصب التي يشـغـلـونـهـا لاتمتـلـك اليوم ولا في المسـتــقـبل الـقـاعدة الرصـيـنة والكاملة لـلــثبات والـديـمـومة !!! ، وبالتالي فـهي مـعرضـة لـلسـقوط والإنهـيار ( لاسامح الله ) وإن سقوط الـقائد يـعني سقوط الجميع وهذا ما لانـتـمناه ، ولانـقـبل به مـطـلقاً ، وعليهـم إذاً بـحث الســبل الكـفـيلة لبقـائهـم ومعـهم شـعبـهـم ، لـيـســـتمرّوا في كفاحهـم ونضـالهـم الـيـوم ولـيـس غــداً !!! .
ورُبّ قـائـلٍ يـقـول :-  إن هذا الـتـوقـع سَــوْداوي ! وتشـاؤمي !  وبـعيد عن الـواقـع ! ، خـصـوصاً من أمَّــنَ لـنـفـسه ( مؤقتاً !) ولـلـمـقـربـيـن منه أرضاً مـفـروشـة بالـورد والياسـمـيـن والـدولارات !!!! ، وراح يطـمـئن الرفاق الباقـين ممّـن هـم في القـاعـدة ويشـكلـون الأكـثـرية المطـلـقة ؛ ممن لاتزال أرضهم اليوم مزروعة بالشـوك والموت ، بالمـتـفـجرات والمفخخات وأيادي الغادرين .... راح هذا يطمئنـهـم ويُـجـمـِّل لـهم صورة المسـتـقـبل ، وإنّ فـقـط علـيـهم الـصـبر والإنتظـار والـنـضال حتى تحـقـيق النصـر وإن بعد حين !!!! . إن ذلك أيها الرفاق هـو السـراب ، بل الإنـتـحـار بـعـيـنه !! وان على القادة وأصحاب القرار السياسي أن يَـعُـوا ويـعـرفـوا جـيـداً أن الفرص لاتـتـكرر ! وانّ مياه النهر لايمكن للمرء ان يـلـمسهـا مرتين !!!! ........... عليه ومن موقعٍ مُتـواضـع ، جـُـلّـهُ ؛ الـغـيرةُ الوطـنية والـدينـية والـقومـية التي سـتُـحـرقُـني أو كادت !! ، واسـتنـاداً الى المـعـطيات الـمـرئـية والـمـخـفـية لصفحـة المؤامرة الـقذرة المرسـومة لـمـنطقـة الشـرق الأوسط عمـوماً ! ولـنـا في بلاد الرافدين خصوصاً ولكل مافـيـها ومن فـيـها !!!! ، أقول بـتـواضـع لكـل الـغـيارى من أبـنـاء شعـبـنا المسـيـحـي لاسيما القادة والـعُقـلاء والسـيـاسـيـيـن والمُـنـظـرين ، أقول لقد آن الأوان حقاً ليكون ، ويعمل الجميع تحت مـظـلـة واحـدة ، تحميهـم وتُمـثـلـهم وتُدافـع عنهم ........ على أن تـتـوافـر في هذه المظـلة كل مقومات الـقـوة والـقـدرة بكل معانـيـها في مـواجـهـة التحـديات الكـبـيـرة والمـصـيـرية في البلاد !!!!.
ولابـد مـن توافـر مايـلـي فـي هـذه المـظــلـة ( الـتـسـمـيـة ) :
اولاً / الــبــعــد الـقــومي ،  إذ بدونه لاتُـمـنـح الحـقـوق لـلشـعـوب بحسـب القـوانـيـن والدسـاتـيـر الأمـمـيـة الـمـعـروفة ( التفاصيل في ذلك يطول شرحها ) .
ثانياً /الـبـعـد الــديـنـي ، حيث لابد من هـذا الـبـعـد الحيوي ، باعتباره الأرضية الخصبة التي تـعـمل فـيـها كافة التـنـظــيـمات والأحـزاب لـشــعـبـنا المســيحي ، فـبدون ذلك نـكـون (كـمـلـكٍ بــلا مـمـلـكـة !!!! ).
ثالثاً / الـبـعـد الـمـكـانـي ( الـجـغـرافـي ) ، وأقصد من ذلك الأرض التي تعـتبر سـاحة العـمـل للـتـنـظـيمات السـيـاسـية ، وأرضنـا هـي بلاد المـشـــرق ، منذ أن كـنـّا وكـان أجدادنا ولـحـد الآن !! ، والمشــرقـيـون ( مـذنـحـايـي ) سُكان هذه الأرض  هم الأعـضـاء الـمـنـظـوِّيـن والـعامـلـيـن كـلاً أوجُـزءاً تحت هذه الـمـظـلـة ( التســمـيـة ) كـغـاية وكـهـدف !! .
رابعاً / الـبـعـد الـوحـدوي ، لكي تـكـتمل آلــية بـناء مثل هذه الجـبـهـة الوحـدوية ، لابد من هـذا الـبـعد الذي يـعـتـبر من أهم الأبعاد حـيـويـةً واسـتـراتـيـجـيةً ، وذلك بُـغـيـة تحـقـيق أهداف وطموحات شعبنا المسيحي في الإسـتـقـرار والأمان ونـيـل الـحـقوق كاملة غـير مـنـقـوصة !! ، وما أحـوجـنا اليوم الى الـتـوحد والوقوف وقـفـة رجل واحد ، لابالـسـلاح ولابالـعـنـف ! بل بالـعـقـل والسـياسـة والجـرأة في اتخاذ القرارات الوطنية الصادقة والمُشَـرِّفـة حتى ولوكانت هذه القرارات( عُـذراً ) على حِـسـاب الكـراسـي والـمـناصـب !!.
وللحديث صلـة ..... فـي الـمـقـالـة القـادمـة إنـشـاءالله .


               صباح سليمان كويسا
               مالبورن  / استراليا
               Sabah_youhana@yahoo.com [/b] [/font] [/size]