المحرر موضوع: مباركين ومشجعين الثلة الخيرة لشمامستنا الانجيليين بمختلف أبرشياتنا  (زيارة 1467 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الأب نويل فرمان السناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 169
    • مشاهدة الملف الشخصي
مباركين ومشجعين الثلة الخيرة لشمامستنا الانجيليين بمختلف أبرشياتنا

بقلم الأب نويل فرمان السناطي

((تنويه لابد منه: الشماس الانجيلي، رتبة كنسية في الكنائس الرسولية الكاثوليكية والأرثوذكسية. ومع حفظ الاحترام والالقاب، لا علاقة لهذه الرتبة بمسميات الانجيلية في الكنائس البروتستانتية- الكاتب ))

مداخل تمهيدية

أوردت التنويه أعلاه، لحصول خلط في الأمر عندما كنت اساعد عمي القس جميل نيسان السناطي كشماس انجيلي في كنيسة الصعود، مما جعلني في الاحد اللاحق اقدّم الوعظة وبيدي السبحة الوردية.

وبعد، أود التعبير عن شعور الارتياح، لقبول الموقع البطريركي مار أدي، بنشر هذا الموضوع الذي يؤشر الى تطلعات بنوية مُحبّة، مرفوعة بوفاء الى  الأحبار الأجلاء والبطريركية التي سبق وأن قدّمتني شماسا انجيليا، لمدة زمنية مفتوحة بلغت الخمسة سنوات (1999-2004) وأتيحت لي فرصة طيبة للخدمة. هذا الموضوع أعالجه ايضا في هذا المدخل، قبل أن أورد نص المقال، في أدناه، بعنوانه الموسوم: مع شمامستنا، ترتيلا للإنجيل، ووعظا دوريا وخدمة للاسرار. وحرصت أولا ان أقدّمه الى الموقع البطريركي، للوقوف على مقبوليته من رئاستنا الجليلة، سيما وأنه يتعلق بسياقات ذات مستوى كنسي معتبر. فيكون من ثم التطلع منبثقا من داخل البيت الكنسي. مع مشاعر الحبور أن نشره يدل على انفتاح بطريركيتنا الى التجدد في ما من شأنه دعم مسيرة الكنيسة الايمانية.
وإذ أصدي للموضوع إياه على هذه الصفحات، فلكي يأخذ مداه تجاه القاعدة الواسعة من قراء الموقع؛ وكذلك لمواكبة مسيرة الكنيسة في احتضانها لرسالة المؤمنين العلمانيين، على مختلف الاصعدة، كالمجالس واللجان الخورنية وجوقات الكورال والتعليم المسيحي، والخدمة الليتورجية الطقسية، التي يقدمها الشمامسة الرسائليون؛ وهنا جاء التركيز، على الدور الذي يعود للكنيسة تشجيعه بما تراه مناسبا من حيث عيش الشماس الانجيلي الدرجة الكنسية التي منحت له بموجب الوزنة التي منحه الرب إياها.

دياكونية ما بعد الفاتيكاني الثاني

ومن بوادر السعد، أن عددًا من كنائسنا الرسولية، وكنيستنا الكلدانية، ضمن الكنيسة الجامعة قطعت أشواطا طيبة، في تشجيع الدعوات المسيحية على مختلف مواهبها، من التي تنبثق في صفوف العلمانيين، والتي تهيأ لي عيشها بالنعمة وليس بالاستحقاق، سواءً بالكتابة بالشأن المسيحي، أو التعليم المسيحي والخدمة الليتورجية، وأخيرا في خدمة الشماسية الانجيلية.
وبصدد الشماسية الانجيلية، كانت قد انطلقت في أبرشيات كركوك، وأربيل، وقبلها البصرة، وغيرها على سبيل المثال لا الحصر، خبرة وجود شمامسة انجيليين في ابرشياتنا وتكللت في ابرشية بغداد البطريركية، في 9 نيسان 1999، برسامة ثلاثة شمامسة انجيليين بوضع يد مثلث الرحمة مار روفائيل بيداويد، مباركة بذلك بنحو رسمي خطوات وجود هذه الدرجة الكنسية، ليس كمرحلة انتقالية للكهنوت، بل في ما يوصف في الكنائس الغربية، بدرجة الشماسية الانجيلية الدائمية، وذلك من خلال رسامة كل من: الشماس جرجيس إيشو ميخو والشماس (الاب) عمانوئيل القس كوريال وكاتب السطور.
ولأن هذه الخبرة، على مستوى الكنيسة الجامعة الكاثوليكية، والكنائس البطريركية المتحدة بها، في مرحلة ما بعد الفاتيكاني الثاني، تبقى خبرة فتية، من الطبيعي أنها تحتاج الى المتابعة والرعاية على مر الزمن، وذلك للتآلف مع الجديد وترسيخه، وصولا أن يبلغ كل هذا إلى بسياقات مقرة وثابتة.
كل هذا شكل تطلعات المقال تجاه بطريركيتنا بآباء مجمعها الأجلاء، وتحديدا السينودس الدائم.

أصداء في رسالتين

وفي هذه الغضون، وقبل نشر الموضوع في موقع عنكاوا جاءتني رسالتان أخويتان من شماسين انجيليين موقرين، من أماكن مختلفة في العالم، كلاهما أيّدا ما ذهب إليه المقال من حاجة الى دعم هذه المسيرة الصاعدة. فوددت التوقف عند آرائهما، قبل ترك القارئ الكريم مع المقال. خصوصا وأن الوقت، وللأسف الشديد، لا يسمح لي عمليا وكما كنت ارغب بشدة، في التعامل مع ما قد يرد من تعليقات، لا أشك مقدما في دورها البناء والمحب لكنيستنا ودعم نهجها الرسولي، في ظل الظروف التي تعيشها في الوطن وبلاد الانتشار.

الرسالة الأولى للشماس جرجيس، أكد فيها على ضرورة أن تتميز الخدمة الروحية المجانية للشماس الانجيلي كدرجة كنسية تكرسوا من خلالها، بعيدا عن أي توهّم بأن تكون منافسة لخدمة الكاهن، وما أوسعها من خدمة لكاهن اليوم بما على كاهله من أعباء راعوية متزايدة.
ولي رأي متواضع فيما يخص إشارته، إلى أنه قبل ان يكون لديهم كنيسة كلدانية، كانت توفر الكنيسة المارونية التي خدمها، مجالا واسعا للشماسية الإنجيلية. فأود التعليق أن ما رأيته بهذا الشأن في لبنان، زاد من اعتقادي بأن الشماسية الانجيلية في عموم الكنيسة الكلدانية، قطعت في مرحلة قصيرة أشواطا اوسع شقيقتها المارونية. في مقدمة التحليل غزارة الدعوات الكهنوتية والرهبانية من الجنسين، على تفاوت مستوى الأداء فيها. أما الكنائس المارونية في بلدان الانتشار، وهي على وفق ما أعرف، بحاجة الى الناس من حيثما جاؤوا مما يقتضي في نهاية الأمر، وخصوصا في أماكن الاغتراب التي تشهد قيام رعيات كلدانية وأبرشيات، الى التنسيق مع رعياتنا الكنسية تنسيقا أخويا مناسبا ومتكافئا، ومحترما لإمكاناتنا المتواضعة، لما يخص تبادل الخدمات للكنيستين، وبطريقة تتبعد عن المنحى التوسعي والاستيعابي. وهذا ليس مطلوبا بالتحديد على نطاق الشمامسة الانجيليين، بل على مستويات عديدة أخرى قد تكون مثيرة للتساؤلات.
ذلك أن الشركة العقائدية التامة التي تجمعنا، مع الكنائس البطريركية الشقيقة، تستوعب أيضا الاعتبار بحد من الآليات الراعوية. وهذا ما عشناه بين كنائس متجاورة سريانية وكلدانية في بغداد والموصل، يتحدث أبناؤها العربية ويشتركون بذات اللغة الطقسية.
أما إذا حتمت الظروف الجيوسياسية والاقتصادية والمتطلبات الراعوية الى ما يقارب الوحدة الكاثوليكية الاندماجية، عندئذ، وبتلقائية ومحبة، سيكون لكل حادث حديث.
وفي إشارة الشماس العزيز الى ترتيل الانجيل، يبقى هذا السياق، كما نعتقد بحسب توجه كاهن الرعية في ما يراه ضروريا لإيصال كلمة الله، مع بقائنا على مبدأ أن يكون للشماس الانجيلي دوره المعتاد في ذلك سواء من حيث الترتيل أو القراءة، وعلى وفق خصوصية كل مناسبة. على أمل أن يتم التوصل إلى تفاهم طيب بين الكهنة والشمامسة، إذ على المستوى الطقسي، اطلقت في عدد من رعايانا، ومنها كالكري، طاقات على نطاق الشمامسة الرسائليين والقارئين، فباركهم الرب بثمار رائعة لم تكن في الحسبان.
وهذا الرأي يأتي ايضا تفاعلا مع الشأن الطقسي المتصل، طرحه الشماس الانجيلي ليث عفان. كما تفضل أيضًا وأشار اشار فيها إلى انه في الرسامة الانجيلية وبسجود المرتسم على القدم اليمنى الواحدة اثناء حلول الروح القدس هو بذلك يحصل على وزنة واحدة .. مما يؤهله إلى استثمارها على مستوى الخدمة المتبادلة في "نطاق الكنيسة الكاثوليكية الواحدة. وهنا أود أن أشير إمكانية رعاية هذه بحيث تكون منطلقا للتفاعل المقبول مع الكنائس الأخرى، وليس بديلا لها في الكنيسة الأم بغية إنعاش رسالتها في بلاد الانتشار واحتضان أي مستوى متواضع  احتضانا رسوليا مسؤولا. فالكنيسة الجامعة تدعو الى المثاقفة والاثراء المتبادل، بين الشرق والغرب.
وزاد الشماس ليث وشخـّص، كما فهمت، مسألة مهمة وهي واقع الخلط بين الوضع شبه البروتوكولي للشماس الانجيلي بين كنائس روما الكاثوليكية وبين غيرها ككنائس رسولية، ونأمل ان مسيرة الوحدة والانفتاح الى اليها يجعلها تلتفت الى ضرورة تفعيل هذه الخبرة في الزمن المعاصر، قد تؤول فيه الكثير من تلك الكنائس خصوصا في بلاد الانتشار، الى الاستحالة الى كنائس مجهرية منعزلة، قد ينصهر رعاياها في المحيط الغالب. ولكن ثمة مؤشرات إيجابية متباينة في الأفق: تفاعلها مع مجلس الكنائس الاقليمي والعالمي، توجهها في خط العائلة الارثوذكسية مشتركة ومتحدة، وكلها مراحلها قد تقربها من الشركة الكنيسة الجامعة، تباشير ذلك خطوات مار فرنسيس المسكونية الوثابة.

بعد هذه المداخل التمهيدية، أترك القارئ مع بقية فقرات الموضوع وتحديدا، في جانبه المنشور في ا لموقع البطريركي، اقدمه بعد بعض المراجعة وبعض ماء السمّاق...

مع شمامستنا الإنجيليين ترتيلا للانجيل ووعظا دوريا وخدمة أسرار
لعل هذا يحدث عموما في أماكن عديدة يتواجد فيها شمامسة حائزون على الدرجة الكنسية الكهنوتية كشمامسة انجيليين، وهي ما سمي بدرجة الوزنة الواحدة. وأشك أنه يحدث في كل مكان بالقدر عينه. لهذا جاء هذا المقال لتسليط بعض الضوء، على هذا الموضوع، ولعله يصدر يوما في البطريركية أوعلى مستوى السينودس الدائم، تعليمات محددة بهذا الخصوص.
 إذا كان لدينا في كنيستنا المشرقية الكلدانية، خصوصية طقسية مستقلة ومتميزة، فلنا ككنيسة ذات شركة مع الكنيسة الجامعة أن نتناظر مع السياقات المماثلة لتعاملها مع درجة الدياكونية، للشماس الانجيلي. وإلا فلنا بالأصل، ما ليس للكنيسة الجامعة في الطقس اللاتيني. لنا شمامسة رسائليون، يخدمون الكنيسة الطقس بنحو متميز، بورع وبنكران ذات، وهم علمانيون متزوجون أو مؤهلون للزواج. ولولا الحاجة الى دور محدد للشماس الانجيلي، لما تم تنشيط هذه الدرجة منذ المجمع الفاتيكاني الثاني. وإذا أطلقت لدينا منذ التسعينيات وما قبلها، فلا بدّ ان يكون ذلك لكي تشغل فعلا حيزًا معينًا في الخدمة يبرر رسامة الشمامسة الانجيليين انطلاقا من كونهم شمامسة رسائليون.

المفهوم الشعبي والصفة الشائعة

لا نعتقد ان سواد الناس لهم فكرة محددة عن الفرق بين الشماس الانجيلي كدرجة كنسية وبين الشماس (هوبدياقنا -الشماس الرسائلي) كبركة اسقفية للخدمة. فمعظمهم عندما ينوّهون بشماس متميز، يؤكدون أنه (مرسوم عنجيلي اي إنجيلي) وعند التأكد من ذلك تجد انهم يتحدثون عن شمامسة رسائليين. ولفرط ما فرضت صفة الشماس نفسها، بنفس الاسلوب وشاعت، لتعني اي شماس، وحتى القارئ وخادم المذبح، فبتنا نألف الصفة بالإنكليزية تطلق على شمامستنا الكلدان في المجتمع الغربي تحت مفردة (Deacon) والتي لا تعني مجرد شماس، بل تعني الشماس الانجيلي، حصرا. فيما يكون الشماس الرسائلي (ولا زُغرا) يحمل بالإنكليزية صفة (Sub Deacon) وما تقارب بمعناها هوبدياقنا.
 
ما بين الكاهن والشماس الرسائلي

لمرحلة معينة، كان ثمة في كنيستنا الكلدانية المشرقية شمامسة، ارتقوا الى ثقافة طقسية تؤهلهم لخدمة الكنيسة في الليتورجية، كشمامسة رسائليين، ثم كشمامسة إنجيليين. وكدليل ان الشماس الانجيلي الحقيقي هو صاحب درجة كنسية، فإنه عرف بعدم امكانيته الزواج عندما يترمل في عنفوان الشباب، لا سامح الله. عندئذ تم مع الوقت، في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، الاكتفاء بخدمة الشمامسة الرسائليين، لعدم تقيدهم في موضوع الزواج الثاني بعد الترمل المفاجئ. فصار كتحصيل حاصل، الخيار ما بين، شمامسة رسائليين متزوجين أو كهنة متزوجين. وعندئذ اقتصر التحديد على رسامة الانجيليين كمرحلة انتقالية (Transitional) للكهنوت.
ولكن عندما انطلقت لدينا من جديد خبرة الشمامسة الانجيليين، بعد الفاتيكاني الثاني، ببضع عقود، سرعان ما اكتنفت الضبابية هذه الخدمة بحيث، بواقع عملي، لم يعد يوجد، أمام الكثيرين، فرق بينهم وبين الرسائليين، أو هذا هو انطباع عن بعد، لدى كاتب السطور. أما إذا كانوا أكثر من ذلك، فخير على خير، ويكون هذا المقال عندئذ لمجرد التأكيد ولبعض التنوير.
إنه لمن المحزن ان هذه الدرجة قد يؤول بها الحال، الى ان تضيع في سرب الشماسية الرسائلية حتى تختفي، اذا لم يتم تشجيعها من نواحي عملية، لما هم يستحقونه بفعل درجتهم. أما من يتعذر عليه ذلك لأسباب موضوعية، أو عمرية، فهذا لا يعني ان عددا غير ذي بأس من جيل شمامستنا الانجيليين المتنورين والدارسين والمواكبين، يحرمون من ممارسة حقهم؛ فيجدر ان يُحثوا الى ذلك بدعوتهم لبذل المزيد من الجهد، لممارسة دورهم بالحد المطلوب من الجدارة.
 
نسبة التهاون على مستوى الكنائس اللاتينية

ليس التهاون، في دعم الشماسية الانجيلية، ان وجد في بعض خورناتنا، حالة منفردة في كنيستنا الكلدانية، بل في الكنائس اللاتينية أيضًا. كما لمست ذلك في الكنيسة اللاتينية المضيفة للخدمة الاسبوعية لخورنتنا الكلدانية. فالشماس الانجيلي، صار له تقارب طيب معي، وكان صحفيا مرموقا في جريدة بارزة في المدينة: كالكري هيرالد. ما أن أحس بثقف ظل عند الخوري الجديد، حتى طلب التنسيب الى خورنة أخرى، فلاقى فيها ترحيبا أكثر.  قد يحدث ذلك إذن، ولكن ليس بنسبة مهمة، وذلك ضمن مؤشرين:
قد ينسحب الشماس الانجيلي في الطقس اللاتيني، إذا أخذت تهون قواه ولا يوحي بكفاءة متميزة، فيعتزل ويجلس ضمن المؤمنين. وبخلاف ذلك، فلهم قانونهم ورياضاتهم الروحية، واسبوعهم الدراسي الثقافي السنوي. كما يطالبون بالنقل من خورنة الى اخرى، مثل تنقلات الكهنة، لكيما يشحذوا همتهم، مع خوري يتعشمون ان يكون بتفهم الخوري السابق أو أكثر.
وكالمعتاد يُرسم الشمامسة الانجيليون بعد دورة مكثفة، أو بعد دورات شهرية لمدة ثلاث سنوات، ينتظمون فيها ومعهم زوجاتهم، بصفة حضور اطلاع وليس لأداء الامتحان.
 
مكانة الشماس الانجيلي في المناسبات اللاتينية الكبرى

ولنا أن نلاحظ المناسبات الكبرى، في الطقس اللاتيني. أكان مترئس الاحتفال، الحبر الروماني، او كردينالا أو أي أسقف. في تلك المناسبات يضطلع أحد الشمامسة المختارين، بدوره المتفرد الى جانب المترأس، وفي قراءة الانجيل. إنه دور لا يستهان به، ولا يزاحمه عليه اي من الكهنة المشاركين في القداس. ولا شك انهم يختارون في تلك المناسبة، من هو الاكفأ في قراءة الانجيل او ترتيله، من بين الشمامسة، وصولا الى مجرد قيامه بالقراءة الفصيحة دون الترتيل.
كما تُمنح للشماس الانجيلي ضمن قداديس الاحد، حصة دورية لإلقاء الموعظة. وقد لوحظ انه يطيلها بعض الشيء... ولكن لا تلغى هذه الحصة بل يلاحظ عليه ذلك،  ويطالب بالتحسن، سواء في حفظ الموعظة او بمجرّد قراءتها. كما يخدم الاسرار، مع عدا الاوخارستيا وسر الاعتراف. وكذلك يحثّونه على إجادة ترتيل الانجيل ولكن بدون استرسالات تجويديه قد نميل إليها في الشرق، إذا أطلق لنا العنان.
وكما ان المتميزين من الكهنة، دون غيرهم، يقومون باللقاءات الجماهيرية الكبرى، وليس جميعهم، فالموهوبون من الشمامسة الانجيليين لهم ايضا دورهم في الانجلة الجديدة في مثل هذه المناسبات، ومنهم من يصل الى النجومية، ويطلب على النطاق المحلي أو الوطني وهكذا تلقينا مرة، ككهنة مدينة كالكري،  دورة نهار كامل على طريقة الوعظ، على يد شماس انجيلي حائز على الدكتوراه.، استقدم لهذا الغرض من إحدى الولايات الكندية.
 
في كنيستنا الكلدانية

في كنيستنا الكلدانية، مثلما يتزين المذبح بوجود سرب جميل من الشمامسة الرسائليين لأداء الطقوس والاحتفالات الاوخارستية في الآحاد والاعياد المارانية، فإن الجماعة الكنسية تتبارك بأن يكون بين ظهرانيها، من اختيروا لدرجة الخدمة الدياكونية الانجيلية، بصفتهم متزوجين، منبثقين من صفوف المؤمنين وحاملي راية الرسالة العلمانية الملتزمة. ومن المعروف انه بوسعهم الوصول سواء بوظيفتهم، او موقعهم الاجتماعي، الى مختلف الاجيال وشرائح المجتمع، بالنحو الذي قد لا يتيسر للكاهن. وهم، من ثم، كما ترشحهم دعوتهم، يكونون عين راعي الابرشية واذنه، وأحد عناصر الوصل بينه وبين الرعية.

وبعد، 
لعل هذا المقال يشكل مناداة لنصرة الشمامسة الانجيليين ليعيشوا دعوة خدمتهم الروحية التي من أجلها تم منحهم هذه الدرجة الكنسية المقدسة. وعندما يحثون على ذلك، يكون شأنهم شأن اي كاهن مطالب بأداء ما عليه بدون تقاعس. وعندئذ سنجد فيهم من يجيد ترتيل الانجيل، بالنحو المقبول، أو يبدع في قراءته، كما يضطلع بالموعظة في دوره.
لكن هناك الخشية، أن اقرار هذه الحالة، سيكون متفاوت الاستجابة، وسيبقى التعامل معه اشبه بتعامل على مضض، وكأسقاط فرض حتى تمويعه.
وعليه فإن الاقرار العام لهذه الحالة لن ينجح حقيقة، إلا إذا كان ثمة قرار رسمي، إن لم يكن سينودسي مجمعي، يعهد إليهم بموجبه جهد الموعظة في أيام الاحاد بنوع دوري كأن يكون شهريا او فصليا.
وأكثر من هذا بان يبت في الامر بشكل حاسم، وذلك بأن تعهد إليهم بالدرجة الاولى مهمة قراءة الانجيل، ومن باب أولى ألا يستغنى عن وجودهم لهذه المهمة خصوصا في المناسبات الكبرى، كحالة اختصاص وحق.
24  شباط  2015