هل سيتم اختيار قداسة مار ادي لقيادة الكنيسة؟
تيري بطرس
في السبعينيات من القرن الماضي، كانت لا تزال اثار الخلافات التقويمية والعشائرية حية ولها تاثيرها، ورغم العمل القومي الجبار الذي قاده الشباب حينذاك واثمر حالة من التعايش وكسر الحواجز، الا انه لم يتمكن اي الشباب القومي من انجازات خطوات اخرى في طريق ازالة العوائق والصعوبات امام العمل القومي ومنها مثلا قضية الكنيسة وانقسامها الجديد والذي ابتداء عام 1964، ورغم اللقاءات التي اجريت مع طرفي النزاع واقرار الطرفين اوزعماءهم ان الانقسام لا معنى له حقيقة، الا ان الانقسام ظل وبقى لا بل استحفل وانتقل الى المهجر نتيجة اخطاء اقترفتها الكنيسة ورجالها وخصوصا كنيسة المشرق الاشورية والاحزاب السياسية، التي حاولت الدوخول الى الساحة لاستلام مهام ودور الكنيسة.
في كل حوارات كنيسة المشرق الاشورية وكنيسة المشرق القديمة، كان عائق وجود بطريركين عائقا مهما ووجد انه من الصعب تجاوزه، وقد يكون احد اسباب ذلك عدم الثقة في ادارة احد الاطراف من قبل الطرف الاخر، او لاسباب اساسها عشائري محض، لاتزال ونحن في بداية القرن الحادي والعشرون وبعد ان تركنا مناطقنا العشائرية التي نسبنا اليها باكثر من مائة عام تؤثر فينا سلبا.
وكان احد المخارج التي تم مناقشتها ان يكون للكنيسة بطريركين متساوين بالارادة وان ينتظران ما يقرره الله وحينها سيبقى بطريرك واحد ومن ثم تسير الكنيسة على هذه الخطى.
ونحن اليوم نودع قداسة مار دنخا الرابع الوداع الاخير، وامام المجلس الكنسي وقتا وان كان قصيرا، فهو اقل من شهر باعتقادي، لانتخاب من يجلس على كرسي البطريركية، نضع امام انظار الاكليروس والمؤمنين هذا الاقتراح.
ورغم ايماني واعتقادي ان في كنيسة المشرق الاشورية، رجال يمكن لهم ان يديروا الكنيسة بدرجة عالية من المسؤولية وان يخدموها وينقلوها خطوات الى الامام، ولكنني امام احدى الخطوات التاريخية لوحدة قسمين من الاقسام الثلاثة لكنيسة المشرق، اقف واقول لماذا لا نمنح الفرصة لهذا الخيار التاريخي والرباني لكي نحقق ارادته؟
سيقف الكثيرين مرددين الكثير من الاقاويل والاعتراضات وان الوقت ليس وقتها، ولكنني ارى بانه لم يبقى لنا وقتا اصلا، كشعب وككنيسة، ادرك المنافسات الطبيعية وادرك التضخم الكبير في الهيكل الاداري للكنيسة، ولكن امام الارادة الواحد، لاجل عودة الوحدة، فان الكثير من الجهد والتضحيات يجب ان تبذل. نعم ارادة الوحدة وارادة التقدم والتطور يجب ان تكون موجودة، ويجب ان تدفع الجميع من كلا الطرفين لكي يتم تسجيل اسمهم في التاريخ الناصع من تواريخ كنيستنا وهو تاريخ عودة اللحمة والوحدة بين الطرفين، مع وضع كل الضوابط والاسس الكفيلة بان تكون الوحدة عاملا في تطور وتقدم الكنيسة وليس في تشرذمها مرة اخرى. ويجب ان يتم الادراك ان من يكون في موقع البطريركية سيتمكن من خلال تكاتف جهود كل اعضاء المجلس السنهاديقي من التغلب على كل محاولات البعض استغلال اخطاء الماضي للتاثير عليه.
ان التاريخ لا يرحم من لم يستغل الفرص المواتية احسن استغلالا، انها فرصة الاهية، وهاهو الرب يقول لقد منحتكم الفرصة التي قلتم بها، فهل ستتمكنون من التغلب على شكوكم ومخاوفكم احدكم من الاخر؟
لنحصن موقع البطريركية والمجلس السنهاديقي من كل التاثيرات الخارجية، وليكن في خدمة تحقيق كلمة الرب، وخط الكنيسة، وهذا لن يكون الا بتظافر الجهود، من اجل اعلاء شان الكنيسة والامة ايضا.
انها صرخة وارجو ان لا تكون صرخة عاطفية، بل ان يعمل العقل قبل العاطفة، ولكن يجب ان لا ننسى ان العاطفة تعبر اصدق تعبير عن حقيقة الانسان ولحظته. وان يتم دراسة المقترح وانه يمكن تاجيل انتخاب بطريرك جديد باعتقادي بعض الوقت ان كان الامر جديا. والا فان انتخاب بطريرك جديد سيكون مدار تساؤل حول احقية رغبىة ابناء الكنيسة في الوحدة، وخصوصا ان ما يفرق الكنيستين، لم يعد له وجود، فلا النظام الديكتاتوري موجود، ولا اختلاف التقاويم ولا الصراع من اجل هذا اوذاك، لاننا كلنا اليوم في سلة واحدة، هي سلة التي يلعب بها الهواء وفي اي لحظة قد تطير بها هبة قوية منه.