غادر سريرك يا صديقي .. تبا للمرض
مهداة الى صديقي يونان هوزايا
غادر سريرك يا صديقي ..
لملم بعض اوراقك
واجعل من قطرات المطر
تروي ضمأ حروف لغتنا العطشى
لم يثنه المرض من لغة
عشقها ، عشق الارض للمطر
ارفع شراعك يا صديقي
أعتلي منبر الشعر لتقرأ لنا...
انشودة المطر
اتعلم يا صديقي) اي حزن يبعث المطر؟
وكيف تشج المزاريب اذا انهمر؟(*
فاي عشق يا ترى ..يجري في شرايينك؟
لتربط كل قطرة مطر بحروف لغة السورث
غادر سريرك يا صديقي.. تبا للمرض
الزهور في الرياض تتراقص مع سحر اغنياتك
باحات المدارس لا زالت رغم القحط
تردد صدى كلماتك
لتغزو بها قلوب اولادنا بوشائج المحبة
للأمة للوطن ...
الاشعار والقصائد تسيل بين يديك كمياه الينابيع
تملأ الفضاء بأمل جديد
غادر سريرك يا صديقي .. تبا للمرض
عرفناك عندما كنت تنسج من شعاع بهرا
ثوبا ترتديه ( بهرا) من جديد
كانها في مطلع كل شهر تبشر بالف عيد
حروفنا توهجت كالنجوم .. تناثرت بين يديك
لتفيض روحك و يجتاحها الامل
.. عندما تجد لعباراتنا القديمة
مكانا او معنى في قواميس الزمن
كتب تضعها في حقائب الاجيال
تصوغ من الاحداث قصص وقصائد
يرددها الاطفال
واناشيد يتردد صداها عندما تقرع الاجراس
في باحات المدارس
غادر سريرك يا صديقي ..تبا للمرض
قم يا صديقي أعتلي المنبر ..
قم ترجم لنا انشودة المطر
قم لقد وعدوني ( وقالوا : بعد غد تعود
لابد ان تعود )
قصائدك ..قصصك .. تنتظر أن تعود
كراريس التلاميذ تدعوك ان تعود
رفاقك في انتظارك ان تعود
وليتهامس الرفاق انه هناك
ينشر تراب الوطن ليرتوي بقطرات المطر
فمن اجل قطرة مطر
من اجل الارض العطشى للمطر
عليك ان تعود لتملأ روحي
وروح صديقنا صباح
بوهج الكلمات ..واريج الذكريات
اليوم يا صديقي نشوتي الوحشية تعانق
متضرعة إلى السماء
لعلها تاتي بمعجزة لتشفي جروحي
وتحيي في كياني بذرة الامل بالشفاء
غادر سريرك يا صديقي... تبا للمرض
*بين القوسين اشتقاق من قصيدة المطر لبدر شاكر السياب ..
في إحدى زيارتنا للأخ العزيز يونان هوزيا انا و صديقنا صباح هرمز قرأ علينا ما ترجمه الى السورث من قصائد بدر شاكر السياب ومنها هذه القصيدة فتأثرت بترجمته الرائعة بحق ..