لماذا لا يكون القنصل العراقي العام في ولاية مشيكان الامريكية من ابناء شعبنا المسيحي ؟
----
قرار فتح قنصلية عراقية عامة في ولاية مشيكان الامريكية اتخذ من قبل وزارة الخارجية العراقية بتاريخ 24 - 9 - 2009 وكان لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الولاية دورا فعالا وبارزا ومؤثرا في القرار المذكور واستكملت اجراءات الفتح الرسمي بتاريخ 22 - 3 - 2010 حيث تم فتح القنصلية لتقدم خدماتها لابناء شعبنا العراقي في الولاية والولايات المجاورة اضافة لبعض مدن دولة كندا القريبة من حدود ولاية مشيكان وتم تعين السيد (لؤي نوري بشار) المسلم من المذهب السني قنصلا عاما لها يعاونه شخصان مسلمان احدهما من المذهب الشيعي والاخر من المذهب السني وبعد انقضاء مدة ثلاثة سنوات من الخدمة المقررة قانونا للقنصل ومعاونيه في مشيكان تم تعين قنصل عام جديد في تموز عام 2012 محله هو السيد (المنهل الصافي ) من المذهب الشيعي يعاونه شخصان اخران من المذهب الشيعي ايضا واستلم الرجل المسؤولية في القنصلية مع معاونيه في نفس السنة ولغاية الوقت الحاضر وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - حتى لا يم تفسر رأينا في اعلاه بصورة خاطئة وفي غير محله اود القول والتوضيح اني شخصيا ليس لدي اي اشكال او تحسس مع القنصل العام الاول والثاني في مشيكان وكذلك مع معاونيهم اطلاقا من اي مذهب كانوا طالما اصولهم عراقية واكن لهم كل التقدير والاحترام وكذلك اني شخصيا لست من الباحثين عن المناصب والكراسي والمصالح الخاصة اطلاقا لكن يبدو ان نظام المحاصصة القومي والديني والسياسي المقيت سيئ السمعة المطبق في وطننا العراق تحت ثوب الشراكة الوطنية زورا وبهتانا هو اساس تهميشنا ومشاكلنا ومعاناتنا
2 - عدد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في ولاية مشيكان الامريكية في احصاء شبه رسمي اعده (الاتحاد الكلداني الامريكي) يقدر اكثر من 200000 مائتي الف انسان وعدد الاخوة المسلمون العراقيون من المذهبين الشيعي والسني لا يزيد عددهم عن 50000 خمسون الف انسان ولغة الارقام واضحة لا تحتاج الى تعليق وتأويل السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يكون القنصل العام في ولاية مشيكان الامريكية من ابناء شعبنا من الوطن او من المقيمين في الولاية !!؟ استنادا للكثافة السكانية والحقوق المشروعة حيث تشير الاحصاءات والبيانات الرسمية في ولاية مشيكان بوجود المئات بل الالاف من ابناء شعبنا من حملة الشهادات الأكاديميين العليا واصحاب الاستثمارات والمال والمصالح والنفوذ ويتبؤ الكثير منهم مراكز رسمية ونواب في الكونغرس (البرلمان) ومجلس الشيوخ الامريكي ومواقع علمية وإعلامية واقتصادية وفنية هامة إضافة إلى الإمكانيات المادية والمساهمات المالية الكبرى في الاقتصاد الأمريكي
3 - اقول لوزارة الخارجية العراقية تزامنا مع انقضاء مدة القنصل الحالي السيد (المنهل الصافي) من مسؤوليته كقنصل عام ان المواطن العراقي من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي مشهود له من كل شركاء الوطن بكل مكوناته المنوعة بأنه انسان كفوء ومخلص ووطني ونزيه وصادق ومسالم ووديع وعقيدته الدينية نابذة للعنف ولم يحمل السلاح يوما ما ضد وطنه ولم يخونه ولم يكن جزء من مؤامرة او مكيدة ضد مصالحه او ضد اخوته من كافة المكونات الدينية والقومية والسياسية الاخرى وقدم شهداء قربانا لوطنه ضد الاستعمار والانظمة الدكتاتورية والفاسدة ويعتبر نفسه شريك اساسي وحقيقي فيه ومتساوي في الحقوق والواجبات مع شركاء وطنه فلماذا لا يكون احدهم قنصلا عاما في ولاية مشيكان وولايتنا تزخر بكفاءات عراقية مسيحية لها دور وطني مشهود امثال السادة عصمت كرمو ومارتن منا وظافر نونا ونبيل رومايا وعبد فرنسي وحميد مراد وجوزيف كساب وعلاء منصور وقيس ساكو وكمال يلدو في سبيل المثال لا الحصر وغيرهم الكثير
4 - اثبتت الاحداث والوقائع التاريخية المتعلقة بحياة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في وطنه ما بين النهرين ومنذ تأسيس الدولة العراقية 1921 ولغاية الوقت الحاضر بأنه لا اصدقاء حقيقين وجادين وصادقين له في كافة الحكومات العراقية المتعاقبة على بغداد وكذلك في الاحزاب السياسية العراقية الكبيرة عدا بعض الحالات الاستثنائية في الموقف الوطني المتمل بالتيار القومي والديمقراطي والعلماني رغم حصول تراجع في شعبيته ومكانته السياسية بعد 2003 لاسباب ذاتية وموضوعية لسنا بصددها الان
حيث من خلال قرأءة موضوعية محايدة لتاريخ شعبنا وامتنا مع بقية المكونات القومية والدينية الصغيرة في وطننا ومنهم اليهود يمكن ان نطلع على الظلم والمأسي والويلات والمجازر الدموية والتهجير القسري الذي طال شعبنا لذلك لا بد من مراجعة ودراسة تاريخنا ليس لنصبح مؤرخين وانما لنعرف ما نحن مقبلون عليه وما يحيط بنا من مخططات سرية خفية وعلنية لتصفية وجودنا وقضيتنا القومية والوطنية سوى كانت من القوى القريبة منا او البعيدة عنا وحتى لا نقع في متاهة تكرار أخطاء الماضي
لهذا يعتبر التاريخ مدرسة تحمل معها العظات والعبر للحاضر والمستقبل وهنا لابد من الاشارة الى الأحداث المعاصرة المأساوية التي تعرض ويتعرض لها شعبنا بعد 1921 في مذبحة سميل 1933 وصوريا 1969 والانفال 1988 ومذابح سيدة النجاة 2010 والموصل وسهل نينوى في 2014 كل هذه الويلات والنكبات لا زالت ماثلة للعيان من دون مبالغة او تجميل أو تزييف أوتزوير وتعتبر وصمة عار وخزي بوجة الحكومات العراقية المتعاقبة على بغداد من الشوفينين والفاسدين والدكتاتوريين والعملاء والخونة هولاء هم اعداء شعبنا وامتنا
انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com