الأخ تيري بطرس المحتـــرم
اعتقـد بان معطيات مسيرة تناهـــز خمسون عامــاً جديرة بالوقوف حيالهــا وتحليلها تحليلاً محايداً سليماً عقلاني منطقي من الناحيتين الاساسيتين في الكنيسة الآ وهما الروحيــة والآداريـه وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي، كفيلة لايضاح الرؤية السليمة الصائبة التي يجب اتباعها . واعتقـد بان الآباء في شقي كنيستنا كل من جانبه على اطلاع بالكثير من الآمور والمعوقات التي تحذوا بهم نحو رفض سلبييات الماضي والتطلع نحو مستقبل افضل لبناء كنيسة تليق بان تكون خليفة كنيسة المشرق وكنواة حقيقية لكنيسة المشرق الجامعة ، كنيسة حية تدرك الواقع وتستطيع التعامل والتفاعل معه بما يخدم ابنائها ويثبت حيويتها ككنيسة للرب، وبحكم انفتاح كنيستنا وتشتتها في انحاء العالم لذا يتحتـم على الجميع وآبائنا الأجلاء في المقدمه ان نضع متطلبات المرحلـه للتماسك والوحدة التي تبقى مطلوبة روحياً وقوميـا ، هذه هي فرصة اثبات الروح المسيحية الحقه في نبذ الانا والتواضع امام الرب والطلب منه لكي يهدي آبائنا بروحه القدوس الى التقارب والوحده وبقلب واحد لانتخاب خليفة لمثلث الرحمات ابينا البطريرك مار دنخا الرابــع.
انني اتفق معك بان الوحدة أولى بكل القياسيات ، ولكن المرحلة تتطلب الراس المدبر الحكيم القادر والمتمكن من تذليل العقبات ومتابعة شؤن الكنيسة داخلياً وخارجيــاً ، وفي ذات الوقت ان المماطلة في اجرائات الوحـدة لا مبرر لها على الاطلاق وخاصة الكل يعلم اسباب الفرقة ومسبباتها حيث ليس فيها ما يخص الجانب الروحي او الطقسي اطلاقاً ولكي لا اطيل بان التقويم كان حجة لتبرير المواقف ليس إلاّ، (وقد تطرقت مشكوراً على هذا الجانب)، وان الجانبين على اطلاع كامل بما كان يجري في اللقاءات الوحدوية السابقة والتي كانت شكلية اكثر من ان تكون حوار او نقاشات جادة في سبيل الوحده ، بحكم عدم وجود خلاف اساسي تيثالوغي او طقسي لمناقشته ، ولا اعتقد بوجود اي اشكال حتى في حالة اعلان الوحدة اليوم ما دام الجوهر واحد، حيث يمكن استمرار الابرشيات بعملها بالشكل الطبيعي ريثما الآباء يستكملون ترتيبات هيكلة الكنيسة ، وكل شيء في المحبة الحقيقية وبالايمان النقي هين اكثر مما نتصــور.
نتمى ان يكون الجميع في مستوى المسؤوليه امام الرب، وتجاة رغبة وتطلعات ومتطلبات ابناء هذه الأمة، في الوقت الذي يحتاج ابنائها الى النظرة الواقعيه في طرح الأمور والاختيار الأمثل والنطق بالحق ومساندة الحقيقة بعيداً عن الولاءات والضغائن التي عملت على ترسيخ انشقاقنا الكنسي وآلت بنا الى قبول الواقع وان كان مراً ، انها فرصة تاريخية لمراجعــة الذات والرضــوخ للوحدة. نتمى العمل الجدي لأستثمارهــا.ومن الرب التوفيـــق
تقبل تحياتي