المحرر موضوع: مصطلحات عرفناها قبل عام  (زيارة 739 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مصطلحات عرفناها قبل عام
« في: 13:05 11/06/2015 »
مصطلحات عرفناها قبل عام


سامر الياس سعيد
قبل عام تقريبا لم نكن نسمع بالكثير من المصطلحات التي اعتدنا عليها بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الموصل فبرزت للعلن الكثير من الافكار التي قام التنظيم بنشرها واعتبارها من البديهيات  رغم انها مستغربة في حاضرنا الراهن ومازلنا نضع امامها علامات استفهام كثيرة حول تبلورها وبروزها للعلن رغم اننا مع العالم نواكب تطورا ونهضة لكن  ما يبرز من مدينة الموصل من احداث وافكار يجعلنا نعيد التساؤل مرة ومرتين او اكثر ..
قبل عام برزت للعلن مصطلحات غريبة بعض الشي مثل جهاد يرتبط بالجنس رغم ان شبكة التواصل الاجتماعي والانترنت مهدت لظهور مثل هذا المصطلح وتداوله خصوصا مع الاحداث السورية التي نشبت في عام 2011وابرزت ربيعا عربيا كما تناولته وسائل الاعلام لكنه في الحقيقة لم يكن الا جحيما افرز الكثير من الدراما على سوريا والعراق بظهور الجماعات المسلحة وابرازها لايدلوجياتها  ومصطلحاتها التي لم تكن غائبة عن المشهد لكنها في ظل الاعوام التي تلت عام 2011 كانت محدودة التداول حتى منحتها الفرصة سيطرة التنظيم على مدينة الموصل لتتوالى  مثل تلك المصطلحات وتظهر لنا مع كل تقرير او فيديو ينشر على حساب تلك التنظيمات ليحمل لنا فكرا مغايرا لما اعتدنا عليه طيلة اعوام حياتنا التي عشناها على هذه البسيطة ولتجعلنا نبحث عن راس خيط اخر يعيد الصواب لنا بعد ان اصطدمنا بالكثير من هذه الاراء والافكار التي طالما شكلت تعليقا لما ينفذوه من جرائم  ومنها ازالة مظاهر الشرك التي كانوا يصفون فيها نزع صليب او تخريب معلم مسيحي من معالم مدينة الموصل ولمثل تلك المصطلحات التي كانت تعلن كانت الاسئلة تثار حول ما مدى اعتبار الموصليين  لتلك المظاهر بانها مظاهر شرك ولماذا لم يعمدوا الى مهاجمتها حتى انتظروا تبلور تلك الجماعات لتقوم هي بمثل تلك الاعمال على الرغم من ان تلك الكنائس والمعالم شهدت ايضا هجمات صغيرة  كانت بمثابة نواقيس خطر تقرع للايذان بعمليات اكبر طالما تسنح الفرصة وتكون مواتية من اجل ابراز هذه الصور وتمرير الافكار  المراد تمريرها من خلال تلك الاعمال  رغم اننا في المقابل كنا نود ان تكون لاهالي الموصل كلمة فيما يجري على مدينتهم خصوصا وانهم وقعوا بين مطرقة مؤزارة التنظيم لاعماله وسكوتهم طيلة سنوات التعايش  التي مرت على وقع ان لمثل تلك المعالم مظهر الشرك وكان الاولى بهم ان يبادروا الى نزعها لا ان ينتظروا طوال هذه السنين ليجدوا من يقوم بمثل هذه الاهمال ويطهر مدينة الموصل –حسب تفكيرهم –من اثار تلك المظاهر ..هذا السكوت المريب يجعلنا نتوجه للموصليين بكلمة حول ما كانوا يشعرون به امام تلك المعالم  التي ازالها وخربها التنظيم  واذ نبغي هذه الكلمة  ليس دفاعا عن وجودنا في المدينة طيلة  تلك السنين  فحسب بل لكن علينا ان نجسد حقيقة ما يشعر به الموصليين من مشاعر وهم يجدون ان  معالم مدينتهم باتت تختفي رويدا رويدا وما هي الافكار التي باتوا يترجموها في اعماقهم ازاء ما يجري في مدينتهم دون ان يبادروا ولو بكلمة  في ايقاف هذا النزيف التراثي  التي تشهده المدينة يوما بعد اخر رغم انها تعيش طراع مزدوج  بين المحافظة على الارث وبين اعتبار هذا الارث ليس الا مظهر من مظاهر الشرك كما بات متداول  من ضمن الافكار التي تنشر على الحساب الخاص بالتنظيم ..والبارز ان الموصل تعيش ازمة هوية فمع  كل تلك السنين التي عشناها لنلمس تقاربا وتعايشا برز في مجاورة منازل المسيحيين باخوانهم من المسلمين وكيف كانت الحياة تجري ببساطة رغم ان هنالك في الخفاء ما كان يهدد تلك البساطة المعاشة  والتي غالبا ما تبددها رغبة المسيحيين انفسهم بمواصلة الحياة متجاوزين عن هفوات يصفونها بالبسيطة  رغم انهم لو توقفوا ازائها لكانت حياتهم ايضا في اطار المدينة قد توقفت هي الاخرى فاكتفوا بحياة  بعيدة عن اثارة المشاكل ووجودا في المسامحة حلا ناجعا نابعا سواء من تعاليم الكتاب المقدس  والكنيسة وترسيخا للمجتمع الذي كان يركز على هذا الحل كسبيل لتواصل الحياة ..