الرابطة الكلدانية المقترحة لا تعالج مشاكل وفشل الاحزاب والمؤتمرات والاتحادات الكلدانية !!
----
انهمرت هذه الايام المقالات والتحليلات والمقترحات على الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عشية انعقاد المؤتمر التأسيسي الاول للرابطة الكلدانية المقترحة في مطلع شهر تموز 2015 في الوطن تلبية للدعوة الكريمة من لدن غبطة البطريرك مار ساكو واعلام البطريركية الكلدانية الموقر لبلورة واغناء وانضاج المسودة المقترحة (وهذه الحالة صحية وديمقراطية) لتأسيس رابطة كلدانية ثقافية اجتماعية حيادية وليس قومية وسياسية منحازة في الوطن والمهجر وتوزعت الكتابات بشأنها حيث قسم منها اتسم بالموضوعية والاعتدال والهدؤ والقبول والقسم الاخر مشحون بالعواطف والمزايدات والتعصب والتشنج بهدف اضفاء الشأن القومي الانقسامي لشعبنا على المسودة المقترحة للرابطة ومن ضمن المقترحات كان ترشيح غبطة مار ساكو لرئاسة الرابطة وغبطته رفض ذلك بشكل قاطع ورسمي عندما قال (لن اقبل ان اكون رئيساً لها باي شكل من الاشكال وبعد اعتماد النظام الداخلي نهائياً وتشكيل الهيئة التأسيسية تُسلم الى العلمانيين) انتهى الاقتباس للاطلاع الرابط الاول وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - بعض الاخوة الكتاب والمهتمين بالشأن الكلداني من المتعصبين حاولوا في كتاباتهم وطروحاتهم خلق اجواء سلبية بافتراض معارك (دونكيشوتية) (وهمية) غير واقعية وعدو وهمي غير حقيقي لمنازلته ومنافسته وكأنه يقف على تخوم حدود وابواب الرابطة الكلدانية !! احساسا بالضعف والنقص وحاول البعض الاخر صنع قناعا اعلاميا مضللا لتبرير حالة الارباك والضعف التي تعاني منها الاحزاب والمؤتمرات والاتحادات الكلدانية وانكشاف حقيقة نتائج اعمالها ومقرراتها سواء كان في فشل الاحزاب الكلدانية الانقسامية في كافة الممارسات الانتخابية في العراق والاقليم ومنذ 2003 ولغاية اليوم او بقاء مقرارات وتوصيات ما يسمى مؤتمرات النهضة الكلدانية حبرا على الورق ولم ترى النور اطلاقا (للحفظ والتحنيط) !! وكذلك فشل ما يسمى الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان الانترنيتي !! من تحقيق اي من اهدافه ولم يعقد منذ تأسيه عام 2009 ولغاية اليوم اي اجتماع وجها لوجه لهيئته الادارية او العامة !! واصلا تأسيسه غير قانوني !!
ان هذا الفشل والاخفاق المرافق لهذه المؤسسات كظلها اصبح عقدة لدى بعض الكتاب المتعصبين وهو بحد ذاته يعتبر القطرة التي افاضت الكأس وكأن الرابطة الكلدانية المقترحة تمتلك العصا السحربة التي بواستطها يتم معالجة وتسوية كل مشاكل وهموم واخفاقات هذه الاحزاب والمؤتمرات والاتحادات والتي لا يمكنها أن تحل الكم الهائل من المشكلات والاخفاقات والتحديات والتعقيدات التي تواجه المؤسسات المتعصبة في الوطن والمهجر حيث تواجه وضعا جماهيريا وتنظيميا وفكريا وقوميا وانتخابيا صعبا وحرجا ومقلقا للغاية على الارض في الوطن
2 - ان اصرار بعض الاخوة الكتاب والمهتمين بالشأن الكلداني على تولي غبطة مار ساكو لرئاسة الرابطة الكلدانية جاء بسبب عدم قدرة الاحزاب والمؤتمرات والاتحادات الكلدانية من تحقيق اي نجاح او تقدم او هدف مهم وذو قيمة في الوطن والمهجر الا بغطاء الكنيسة الكلدانية !! وهنا يكمن الخلل والضعف وفقدان الارادة لان الارتماء في احضان الكنيسة الكلدانية والمراهنة على ذلك دون قراءة لرغبات وارادة وواقع شعبنا في الوطن والمهجر هو خطأ كبير ويدلل على الجهل بالشأن القومي والسياسي وقراءة الاحداث والوقائع المتعلقة بشعبنا !! وهنا نشيد بموقف البطريركية الكلدانية التي ميزت بين العمل القومي والعمل الكنسي بشكل واضح وصريح لمنع التداخل والازدواجية من اجل المصلحة العليا لشعبنا فشكرا لها اما محاولة البعض اللعب على الوتر الحساس الذي يجمع بين الكنيسة الكلدانية والسياسة وهو التسمية القومية الكلدانية لتأجيج واعتماد لغة المشاعر والعاطفة الفطرية لدى ابناء شعبنا الكلداني من اجل حشد الدعم والتأييد الجماهيري لها لكن هذا لن يتحقق اطلاقا
وكما هو معروف ان تدخل الكنيسة في السياسة ومهما تكن المبررات والذرائع فأن مخاطرها وانعكاساتها السلبية عن كيان الكنيسة كبيرة وكثيرة لانه سوف يؤدي الى خلق جو من الصراع الخفي والعلني داخل اقطاب الكنيسة نفسها اولا وبقية مؤسسات شعبنا الاخرى معها ثانيا لذلك اصبحت مهمة الكنيسة مثار شك وجدل وصعوبة حيث قد تتحول من قوة ايجابية للخير والسلام والصلاة والحب وخدمة المجتمع برمته الى جزء من الصراع السياسي وهي في غنى عنه للمحافظة عن مكانتها وهيبتها وألقها ومبادئها ان المزايدة على الدين والقومية تؤدي بالنتيجة الى التعصب والتشدد وحتى التطرف وقد تقود الكنيسة لتصبح ملاذا وملجأ للمتدينين والقوميين المتعصبين لان الصراعات السياسية والقومية في حالة تدخل رجال الدين فيها تتحول الى صراعات دينية ومذهبية وقومية طالما اصطبغت السياسة بالدين وتلون الدين بالسياسة وان فصل الدين عن السياسة في الدين المسيحي واضح وصريح ولا يحتمل التأويل والمواربة
3 - المطلوب من الرابطة الكلدانية المقترحة في حالة تأسيسها ان تنمي الثقافة الكلدانية وتعريف الاخرين بالحضارة الكلدانية ونشر التنوع الثقافي في المجالات الادبية والفنية والتاريخية والمعرفية والعلمية والاجتماعية والابداعية بين ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من جهة وشركاء الوطن من جهة اخرى ليكون لها دور رياديا وطليعيا مرموقا في تحقيق الكثير من اهدافها وبرامجها الثقافية والاجتماعية والتاريخية والتراثية والفنية والمعرفية استنادا لنظاهها الداخلي
كمنتدى ومركز ثقافي حيوي وفعال لشعبنا بالتعاون والتنسيق مع بقية مؤسسات واتحادت شعبنا في الوطن والمهجر وتحتضن كل المفكرين والمثقفين والادباء والكتاب والفنانين من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري دون تميز وعلى نحو شفاف وديمقراطي نزيه حتى يشكل هولاء المثقفون وليس السياسيون قاعدتها الثقافية والاجتماعية العريضة لتأسيس مشروع ثقافي منوع ومتكامل وناضج ومتوازن لارساء ونشر وترسيخ ثقافة الوحدة القومية لشعبنا وامتنا وقبول الاخر والتعايش المشترك وتعزيز السلم الاهلي مع شركاء الوطن والتسامح والسلام والمحبة والتنوير ونبذ مفاهيم الكراهية والحقد والانانية والضغينة والتعصب والغاء الاخر لان اختصاص ومهام الرابطة ثقافية اجتماعية حيادية تعمل بأستقلالية بما ينسجم مع القوانين العراقية النافذة ونظامها الداخلي والاسباب الموجبة لتأسيسها
http://saint-adday.com/permalink/7497.html انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com
ملاحظة وتوضيح رجاءا :
--
المقصود بالاحزاب الكلدانية في عنوان المقال (الاحزاب الكلدانية الانقسامية) والمقصود بالمؤتمرات ما يسمى (مؤتمرات النهضة الكلدانية) اما الاتحادات (الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان وغيرها)