لماذا انقلب الدكتور حيدر العبادي 180 درجه ؟!!وحوّلتم العراق الى جمهوريه لللطم ..
لطيف نعمان
في بداية ولايته استبشرنا خيرا وهللنا له وقلنا حمد لله انتهينا من المالكي المقرف والطائفي والفاسد وجاءنا العبادي يحمل لنا تباشير التحول نحو الافضل ، لاسيما عندما بدأ بكشف الفساد والمفسدين وكانت فضيحة قوائم الفضائيين(*) المهوله خير دليل على ذلك ..وانتظرنا بفارغ من الصبر المزيد من التحول نحو الاحسن ..
لكن الغريب في الامر ان الرجل في قادم الايام امتثل للصمت المريب والسكوت المطبق عن الحماقات الغزيره والفساد المستشري والطائفيات الحقيره في الرئاسات الثلاث ، وتبين ان وعوده ان هي الا مواعيد عرقوب خالية من الصدق والفعل الحقيقي لاسيما عندما نستذكر وعوده وتصريحاته عند مطلع تسليم الرمادي للدواعش بدون اطلاق رصاصة واحده حيث اوعدنا بأنه سيحررها من ايديهم خلال ايام !!! ومرت الشهور ولا جديد ، والدواعش في تمدد وتوسع اخطر ..
وبالامس تم استشهاد وجرح اكثر من 15 عراقي في النعيريه وهدم 5 منازل بالكامل على رؤوس ساكنيها على يد طيار عراقي وطائره سيخوي مقاتله عراقيه عن طريق الخطأ حسب زعمهم ، والبعض صرح بأن الطيار ايراني ، ولا مجال هنا للعبادي ان يتنصل من المسؤوليه لأنه القائد العام للقوات المسلحه ..
والامر من هذا كله اليوم العبادي وقع فعلا بيده على امحاء نصب الشهيد في قلب بغداد الذي كلف العراق الملايين وهو صرح فني كبير ورمز وتكريم لدماء مئات الالاف من الشهداء والمعوقين والمفقودين ورمز لحرب دامت ثمانية سنين عجاف امضاها الشعب بقساوتها ومرارتها ، وكأن العبادي يمتلك هذا الصرح شخصيا ويحق له التصرف به كما يشاء ..
وهنا اسوق المثل الآتي :- عندما سأل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر المعنيين :- لماذا لم نعد نسمع اغاني السيده ام كلثوم ؟.. قالوا له انها باتت مكرره وقديمه !!! اجابهم اذن شيلو الاهرامات .. وكانت اجابته لاتخلو من الحكمه ..
قبل نشر هذا المقال عرضته على الصديق الكاتب نامق ناظم ال خريفا عندما قرأه قال :- (بعد الثوره البلشفيه في روسيا لم نر تمثالا او نصبا يعود للقياصره تم هدمه !!! ترى هل كان لينين رجعيا أو مواليا للنظام السابق ؟)..
بالامس تعرض 50 من المسلحين (البلطجيه) من جماعة الميليشيات التابعه للاحزاب الدينيه المتخلفه لمقر اتحاد الادباء في بغداد دون ان يرف للمسؤولين جفن ..
وبعلم العبادي وفي ضحى النهار يتم منع الموسيقى والرقص ، وغلق دور السينمات والمسارح ، وغلق النوادي العائليه الليليه ، ومنع تداول الخمره واسلمة كل مرافق الحياة ..والمزيد المزيد من المهازل الاخرى التي التزم الصمت تجاهها ، لاسيما فيما يتعلق الامر به من محاربة صريحة للثقافه والمثقفين ، والفن والفنانين ..
ولاننسى مطلقا في عهد العبادي يتم تعليق صور الخميني في الساحات العامه والشوارع في بغداد والبصره وكربلاء والنجف وغيرها ..وكأني بهم يريدون رفع صرح الشهيد في بغداد ليضعوا بدلا عنه جداريه عملاقه للخميني لاستفزاز العراقيين !!يا سيد عبادي هل صار العراق ولاية تابعة لجمهورية ايران الاسلاميه في عهدك ؟؟..
ترى هل نصدق ان لاعلم لك بكل هذه الحماقات الغزيره التي تقترف بحق العراق والعراقيين والتي تعيدنا مئات السنين الى الوراء ؟..
وملفات كثيره جدا بدأ العبادي يتورط بها ، وكأني به يحذو حذو سلفه الذي دمر العراق خلال ولايتين مشؤومتين ..
خوفي كل الخوف من انه يفوق سلفه بما سيتركه من اثار جسيمه في قادم الايام بحق العراق والعراقيين لفرط ولائه وولاء حزب الدعوه المستميت لايران ..
كلمه أخيره وبأختصار شديد طالما بقي حزب الدعوه يستأسد الامور في العراق المبتلى به لاننتظر الخير من الحكومه العراقيه ، وكل الامور تسير من سيء الى أسوأ وتحول العراق الى جمهوريه لللطم ..
(*)الفضائين : هم الموظفين والعسكريين الوهمين الذين كان المالكي وزمرته يتقاضون رواتبهم التي كلفت الدوله آلاف المليارات من الدنانير شهريا ..
عنكاوا 8/7/2015