لنحمد الرب ان شبابنا لا يقراءون ما نكتب
ابو سنحاريب هناك مقولة ( ان لكل جيل افكاره )
ولذلك نرى ان لكل جيل اراء وافكار وتطلعات ومواقف واجراءات ومخططات تختلف عن جيل الاباء مما يسهم في دفع عجلة التقدم والتطور في معظم او كل مجالات الحياة تقريبا نحو الافضل في كل ما يمس وجود الانسان كفرد او مجتمع من النواحي الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية الاخرى وحتى في المجالات الايمانية والتي تعتبر في الكثير من اعتباراتها وقيمها ومواقفها محسومه الراي او الموقف حيث نجد بين عقد واخر بروز مذاهب جديدة لبعض الشعوب تختلف عما كان مالوفا سابقا
كما نجد ان الانسان لا يستقر على مبدا او راي ثابت في الكثير من الامور الحياتية بل يميل الى تحديث او تطوير او خلق شيءا يليق به وينسحم مع تطلعاته واهدافه ويشبع اماله
فما كان يرضي الاباء من الرضوخ للواقع والاستسلام لافكار متوارثه من الاجداد وبما يجعل الحياة كلها تدور حول نفسها في رقعة ضيقة وبما يجعل الناظر الى تلك المجموعة وكانها تسجن نفسها بتفسها وبرضاها منقادة بافكار اجيال سبقتها وحكمت عنوة على الاجيال التي تلتها بالعبودية وتقديس الموروث العقاءدي او الفكري
ونحن الشرقيين نجد مجتمعات حيه لتلك النماذج التي تخاف الخروج عن المالوف وتحنط نفسها بنفسها بافكار عفى عليها الزمن ولم تعد تتماشى مع السيل الحضاري الانساني
حيث لم يعد هناك مجتمع منغلق على نفسه بحكم التطور الاتساني الحديث والذي جعل شعوب العالم تتقاسم وتتغذى وتتلقح بمفاهيم وقيم انسانية جديدة ومقبولة ومشتركة في العديد من الممارسات الحياتية
وهذا الامر او المفهوم نجده واضحا بين شباب شعبنا الجديد المتربي في الخارج خاصة
واننا نستطيع ان نجد امثلة حية تجسد طموحات وافكار واجراءات شبابنا في الخارج تختلف عما نمارسه كجيل الاباء
وتشكل المظاهرات الضخمة والناجحة التي عمت الكثير من مدن العالم
للتنديد بممارسات داعش الاجرامية ضد شعبنا في الموصل في السنه الماضية حيث كانت تلك المظاهرات من تنظيم وترتيب وقيادة جيل شبابنا وعبر الانترنيت استطاعوا ان يعمموا افكارهم وينظموا المظاهرات
وبذلك الاجراء اتضحت الصورة الحقيقية لامكانيات ومخططات واهتمامات شبابنا
ودفنت الفكرة السابقة بان شبابنا المتربي هنا في المهجر لا يهتم بما يجرى لشعبنا في الداخل وانه قد فقد اي ارتباط له بجذور اجداده
واصبح لسان حال الجيل الجديد هنا يقول كيف انسى اصلي وفصلي وانتسابي وانا اجد اثار اجدادي. الاشوريين في كل متاخف العالم واسمع العالم بكل قنواته الاخبارية والاعلامية الاخرى يتناول ماساة شعبنا
ونجد كذلك ان هوءلاء الشباب قد استطاعوا ان يشكلوا لهم جمعيات ثقافية واعلامية واجتماعية من اجل التقارب وتوثيق العلاقات فيما بينهم
ومن جانب اخر نجد ايضا ان هوءلاء الشباب لا يعرف او يكاد يجهل او يبعد نفسه عن مشاكل جيل الاباء
ربما اعتقادا منه بان جيل الاباء قد انتهى دوره وحان الوقت للشباب للنزول الى الساحة وقيادة شعبنا
ولذلك ايضا نجد ان جدالات اقلامنا الفارغة حول التسمية وغيرها لا تجد لها موضعا في اعمالهم وافكارهم ومخططاتهم
وربما يكون جهل الابناء للغة العربية التي يتصارع كتابنا بها هو السبب الرءيسي لكي يحموا انفسهم من هذا الفايرس الاعلامي الخطير
حيث يمكننا ترجمه ما يرمي اليه جيلنا الواعي المغترب بقول الرب دعوا الموتى يدفنون موتاهم
ولذلك نستطيع ان نقول حمدا للرب ان جيل شبابنا لا يفهم اللغة التي نكتب بها
لا نهم لا يحتاجون الى لغة تثير الحساسيات وتبعد بينهم ونخسر بذلك طاقاتهم الفكرية والاعلامية والسياسية. الاخرى