المحرر موضوع: البطريركيه الكلدانيه - مرور عام على مأساة الموصل وبلدات سهل نينوى نداء من اجل مصالحة وطنية حقيقية  (زيارة 503 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6328
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي


عام يمر على تهجير المسيحيين واليزيدين الذين يعيشون أوضاعًا انسانية ونفسية واجتماعية صعبة في المخيمات، وارضهم مغتصبة وتراثهم مهدد بالانقراض، هذا الى جانب وجود الاف القتلى المسلمين وثلاثة ملايين لأجيء وبنى تحتية شبه محطمة.
الجماعات المتطرفة تلبس عباءة الدين وتستخدم القتال لبسط سيطرتها وفكرها، تشكلُ خطراً على الجميع، لذا ينبغي للسياسيين في الحكومة والبرلمان الذين اقسموا على الولاء للوطن، ان يفتحوا حواراً عميقا بينهم ويقوموا بمبادرات مصالحة وبناء الثقة وعلاقات تعاون من اجل السلام وحل النزاعات قبل ان يتدهور الوضع أكثر وينتهي التنوع الاجتماعي في العراق.
المصالحة الوطنيّة يجب ان تستند الى الاسس البنيويّة والانسانية، إذ ان ايَّ مشروعٍ جديٍّ خصوصاً المشاريع المعنويّة مثل "المصالحة الوطنيّة" لا يَستقيم الا برؤيةٍ واضحةٍ للوطن، وأنموذجِ الدولة المزمع بناؤه، وتبني آليّة تنفيذ فاعلة.
اوضاعنا مأسوية والصراعات محتدمة، ينبغي ان يوحدّ الخطر وتداعياتُه أبناء الوطن الواحد، لذا تبقى المصالحة الوطنيّة أساسُ إنهاء الصراعات، وإعادة اللحمة الى النسيج الوطني. هذه المصالحة تقوم بالمصارحة واعادة النظر في المسيرة، وتبدأ من الذات:

المصالحة مع أنفسنا، أي السعي ليتطابق الداخلي مع الخارجي بتناغم.

 المصالحة مع اخينا الانسان، اعتبار الاخر اخاً وشريكاً وليس خصماً، والسعي لبناء علاقة حقيقية معه بالاعتراف به، وقبوله من دون السعي لامتلاكه أو إلغائه.
 وهنا لا بدّ ان نفكر جديًّا كيف نفتحُ الطرقَ المسدودة ونرفعُ الحواجز النفسية، وننظر الى بعضنا البعض كأشخاص احرار ومسؤولين فنحترم التنوع والاختلافات في الرأي وبذلك نغدو اقوى من الانقسام. لسلطة ليست الزعامة والتعالي والاكتساب، بل السلطة خدمة الناس والخير العام وخصوصًا المغلوبين منهم والمظلومين.

المصالحة مع الله، علاقة شخصيّة وجماعية تتمّ من خلال مصالحتنا مع ذاتنا واخوتنا. والعلاقة مع الله توصلنا الى عمق العلاقة مع الانسان، وتتدفق على علاقتنا مع الاخرين بمحبة غير متناهية.
 الاساس الاصيل للمصالحة هو الاخلاص للعراق – للوطن الجامع وليس للأشخاص او القبيلة او الكتل السياسية. اما المعارضة فهي ظاهرة صحيّة تقوم على الحوار والتفاوض وتغليب الخير العام، فتغدو ممارسةً خصبةً، ولقاءً مفرحاً، وحياةً متدفقة.
المصالحة تعني تحمل المسؤوليّة بعزم وثقة، وإخلاص وحكمة ورؤية، واشراك كافة المكونات في العملية السياسية، وتقديم تنازلات من اجل ارساء السلام والاستقرار وازدهار البلاد. فقوة العراق هي في وحدته!

المصالحة الوطنيّة والسياسيّة خيارٌ جوهريٌّ يتطلب:
-     اعادة النظر في المؤسسات القائمة ومدى ملاءمتها لزماننا، وايجاد هيئات جديدة على اساس الدولة المدنية الحديثة القوية غير قابلة للانهيار.
-    الانهاض بالاقتصادي العراقي وتنميته فالبطالة والفقر وغياب الخدمات بيئة ملائمة للإرهاب، بينما الاقتصاد الجيد يحتوي البطالة والفقر ويبني بنى تحتية متينة ويقدم خدمات جيدة للمواطنين وهذا حلمهم ؟ قوة دولة ما هو في اقتصادها ويساهم في استقرارها.
-    مناهج جديدة للتعليم واعلام بنّاء، فبالتوعيّة والتربية نقضي على الافكار المتطرفة التي تحثّ على الكراهيّة والعنف.
-    استعادة دور الطبقة الوسطى وهو في غاية الأهميّة لدعم الحراك الاجتماعي-الاقتصادي.
-    خطاب ديني يتمسك بدوره النبوي الشجاع ويدافع عن حقوق الناس. ونقصد بالدور النبوي، كل ما يساهم في تطوير المجتمع واستقراره وتوجيهه نحو القيم العليا، أي الجذور المؤسسة.
-     اصدار قانون يقضي بتجريم ومعاقبة من يقوم بنشاطات مرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، وأشكال التمييز، وبث الكراهية والفرقة، عبر مختلف وسائل التعبير.

ختاما قرار المصالحة بات ملحا وهو خشبة النجاة لتحقيق السلام الدائم، وعودة المواطنين المهجرين، على مختلف انتماءاتهم الى بيوتهم وبلداتهم واعمالهم.


رابط الموضوع http://saint-adday.com/permalink/7702.html
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.