* بأسم الدين باكونا الحرامية * يعتبر أقوى و أجمل شعار رفعه العراقييون في أنتفاضتهم ضد الفساد و المفسدين في بغداد ، فهذا الشعار العفوي البسيط كبساطة الأنسان العراقي الكادح و العميق في معناه كعمق جذور النخيل في تربتنا العراقية الطيبة ، يختزل معاناة كل العراقيين المكتوين بفساد حكومة المحاصصة الطائفية السياسية منذ 2003 ولحد يومنا هذا و يعكس نبض الشارع العراقي المنتفض ضد تجار السياسة بأسم الدين و تجار الدين بأسم السياسة و يعتبر لطمة قوية توجهها الطبقات الشعبية الثورية الكادحة المهمشة و المقموعة ضد الأسلام السياسي القذر و سياساته الكارثية الفاشلة على كل المستويات الأقتصادية و السياسية و الأجتماعية حيث لم يحصل أي تحسن في الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين ولا في البنى التحتية المدمرة رغم الأنفاق الحكومي المعلن بمئات المليارات من الدولارات ، أفلا يدل هذا على المستوى المريع الذي وصل اليه الفساد المالي و الأداري في كل مؤسسات الدولة العراقية في ظل نظام المحاصصة الطائفية و الحزبية التي أوصلت البلد الى حافة الهاوية ، لا بل الى الهاوية نفسها ؟
لقد دأب الاسلام السياسي و رموزه منذ بدأ الاننتفاضة الشعبية ضد الفساد بمحاولات دنيئة لتشويه سمعتها و الأيحاء للشعب العراقي بأنها مؤامرة أجنبية ووصف المتظاهرين بأنهم عبارة عن مشاريع اجنبية لا تمت للواقع العراقي بصلة كما تبجح أمير الفساد نوري المالكي في مقابلته الأخيرة مع قناة الفضائية العراقية قبل بضعة أيام من أن المتظاهرين يحملون أجندات أجنبية لأنهم أنتفضوا ضد الاسلام السياسي وهى نفس الاساليب التي كان يستخدمها النظام السابق ضد معارضيه و التخلص منهم تحت عنوان نظرية المؤامرة سيئة الصيت . على المالكي و رهطه أن يعوا جيدا بأن القوى الوطنية العراقية الحقيقية التي تطالب بالأصلاح الجذري و المؤمنة بالعدالة الاجتماعية الحقيقية لا يمكن خداعها بعد الآن و هي ماضية في الكفاح السلمي المدني المتحظر من أجل قلع جذور الفساد و المفسدين في الدولة العراقية ، و يبدُ إن المالكي و من على شاكلته فقدوا بصرهم و بصيرتهم و نود أن نقول لهم بأن الشعب العراقي لم يرى أعلاما روسية او امريكية او اسرائيلية مرفوعة في بغداد بل العلم الوحيد الذي كان يلتحف به المتظاهرين هو العلم العراقي الذي كان وحده يرفرف في سماء بغدد و تحت نصب الحرية الخالد .
أود أن أختم مقالتي هذه بشعار آخر رفعه أحد الشباب العراقيين المنتفضين لروعته و لدلالاته الوطنية العراقية الأصيلة المنتقدة للأسلام السياسي الحاكم :
* جدي حمورابي لم يكن مسلما ولكنه كان اعدل من كل حكام الاسلام السياسي الحالي *