من أجل كنيسة كلدانية قوية في الداخل والخارج
دعوة للتصالح بين غبطة البطرك وسيادة المطران
مقدمة
تمر اليوم كنيسة المشرق عموما والكنيسة الكلدانية خاصة في ظروف تاريخية ومصيرية عسيرة وصعبة ومأساوية للغاية قد ينهي وجودها في المستقبل المنظور بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها مسيحيي العراق والظروف القاسية التي أجبرت أغلبيتهم على التهجير الداخلي أو الهجرة وترك الوطن وخلال عقد واحد من الزمن.
كما أن أحتلال مسلحي داعش وعصاباته لمنطقة سهل نينوى حيث يسكن ويعيش غالبية من تبقى من مسيحيي العراق في اب من العام 2014 وطردهم لأهل هذا السهل بالقوة يعد الأسوأ في مسلسل أستهداف مسيحيي العراق، حيث أن هذا السهل كان يعد حتى وقت قريب ملجئا امنا لكلدان وسريان واشوريي العراق الذين كانوا قد هربوا من المدن الرئيسية مثل بغداد والبصرة والموصل ولجأوا الى بلدات هذا السهل وقصباته وقراه الامنة من بعد أحتلال العراق وسقوط النظام السابق في نيسان 2003 .
حملة أستهداف وتهجير المسيحيين
وكانت حملة أستهداف مسيحيي العراق وتعرضهم الى الأضطهاد والقتل والخطف والتهجير قد بدأت بصورة منظمة لأول مرة في يوم الأحد الأول من شهر اب 2004 وهو اليوم الذي فيه فجرت وأحرقت أكثر من عشرة كنائس وفي ان واحد في كل من بغداد وكركوك والموصل عندما كان المؤمنون يحييون قداديس مساء الأحد من اليوم المذكور، وراح ضحية هذه الأعمال الأرهابية العشرات من الشهداء والجرحى في خطة منظمة ومعد لها سلفا الغاية منها كان لزرع الرعب في نفوسهم ولدفعهم فيما بعد لترك بيوتهم ومصالحهم والهرب الى مناطق امنة كسهل نينوى وشمال العراق او الهجرة الى خارج العراق.
الأحتلال والحكومة تخلوا عن حماية مسيحيي العراق
مع الأسف لم تتحرك لا قوات التحالف – الجيش الأمريكي – ولا قوات الأمن الحكومية لحماية مسيحيي العراق ولذلك بقوا تحت مطرقة المتطرفين الأسلاميين وسندان الأرهاب ولا مبالاة الحكومة وكما أن تماهل المجتمع الدولي وعدم جديته في أيجاد الية لحمايتهم زاد من ماسيهم، وكانت النتيجة ان أفرغ العراق من مسيحييه ومن سكانه الأصليين – الكلدان والسريان والاشوريين – وأزدادت الهجمة شراسة ضدهم في حادثة مجزرة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوايك في منطقة الكرادة بغداد والتي راح ضحيتها حوالي خمسين شهيدا بين رجال ونساء وأطفال وكاهنين كانوا جميعهم يحتفلون بقداس مساء يوم الأحد المصادف 31 أكتوبر من العام 2010.
كنيستنا لا زالت صامدة
وأزاء كل هذه الماسي لا زالت كنيستنا صامدة وتأمل في لملمة جراحات أبنائها من خلال تشجيع من تبقى منهم للعيش والثبات في أرض الاباء والأجداد، كون العيش في الغربة رغم الأمان والحرية فيها الا أنها ستفضي في النهاية الى نهاية المسيحية المشرقية وذوبان سكان العراق الأصليين (الكلدان والسريان والاشوريين) في الثقافات الغربية وخلال عقود زمنية قليلة قادمة وبذلك سنفقد تراث وتاريخ شعب مشرقي حضاري أمد الأنسانية بمستلزمات الحضارة يوما الا وهو الشعب الرافديني.
كنيستنا الجريحة بحاجة الى الدعم
كنيستنا لا زالت تعمل جاهدة بهمة مسيحية عالية وغيرة أيمانية متقدة لتشجيع ومساعدة من تبقى والذين يعدون حوالي 40% من مسيحيي العراق وربما أقل ليعيشوا بكرامة وتعمل الكنيسة على الصعيدين المحلي والدولي لأيجاد الية ومخرج لعودة أبناء أمتنا من النازحين الى ديارهم في سهل نينوى حيث بلداتهم وموطن الاباء والأجداد وحاضر الأجيال الحالية ليتم تحريره وأعادة بنائه وتأهيله ليعود كما كان وأفضل.
كنيستنا اليوم بحاجة الى دعم أبنائها والمثقفين منهم على وجه الخصوص وبحاجة الى دعم رجال الدين من كنيستنا المنتشرين خارج الوطن وخاصة الاساقفة منهم كونهم أكثر أستقرارا ويمكن أن يشكلوا تأثيرا لدى الدول التي يتواجدون فيها ولدى حكوماتها لأتخاذ قرارات من شأنها تقديم الدعم والعون والمساعدة لمن تبقى في الوطن والمساعدة بعد تحرير بلدات سهل نينوى من رجس الأشرار الكفار من مسلحي داعش.
دعوة غبطة البطرك والأسقفين الجليلين مار سرهد جمو ومار باوي سورو للقاء المحبة
وأكثر ما هي كنيستنا الكلدانية بحاجة اليه اليوم هو تكاتف أعضاء سينودسها المقدس من الأساقفة الأجلاء جميعا والذين من المؤمل أن يجتمعوا في الأسبوع الأول من تشرين الأول القادم أو بعده في الفاتيكان وحيث يتواجد اليوم عدة أساقفة في العراق مع غبطة البطرك مار لويس ساكو الكلي الأحترام، نتمنى من الأسقفين الجليلين مار سرهد يوسب جمو أسقف أبرشية غرب كاليفورنيا ومار باوي سورو الأسقف المساعد لهذه الأبرشية العامرة، أن يسافروا الى العراق ويلتحقوا ببقية أخوتهم الأساقفة ويتصالحوا مع أخيهم وأبيهم الروحي غبطة البطرك مار لويس الكلي الطوبى، من خلال مناقشة المسائل المختلف عليها بروح المسؤولية الكبيرة التي يحملونها على عاتقهم، وبروح المسيحية التي منهم تعلمنا التحلي بها وليسجلو الثلاثة معا تاريخا جديدا لكنيستنا الكلدانية المشرقية ولتكون نقطة قوة وأنطلاقة جديدة لكنيستنا وليوقف الجدال القائم منذ حوالي السنتين بينهم والذي لم يؤدي الى نتيجة مرضية لا الى الكنيسة عموما ولا الى أبنائها ولا الى أي من الجانبين.
غبطة البطرك مار لويس ساكو
كما نتمنى من أبينا غبطة البطرك مار ساكو أن يكون المبادر الأول لهذا اللقاء كونه الأب الروحي الذي يتراس كنيستنا ويرسل دعوة خاصة الى الأسقفين الجليلين مار سرهد يوسب جمو ومار باوي سورو لزيارة بلدهما العراق وكنيستهم الأم وأبيهم الروحي قبل أن تكون الدعوة للمشاركة في السينودس فقط، ولكي يتدارسوا ويتهيئوا قبل أنطلاق أعمال السينودس المقدس، ليكون سينودسا تاريخيا ويخرج بقرارات وتوصيات يخدم وحدة وقوة وأصالة كنيستنا أولا، ويخدم أبناء شعبنا المسيحي والنازحين منهم على وجه التحديد.
دعوة الكتاب والمثقفين والمهتمين
وكما أدعوا أخوتي من الكتاب والمثقفين والمهتمين بهذا الموضوع والذين لهم رأي وتأثير لدى الطرفين للمساهمة في أنجاح هذه الدعوة وليس بالضرورة أن يكون عبر هذه المقالة وانما الأتصال بالطرفين مباشرة أو الكتابة اليهما حول هذه الفكرة وشكرا .
كوركيس أوراها منصور
ساندييكو - كاليفورنيا