الاستاذ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحيه طيبه
لقد أحسنتم اخي خوشابا في طريقة عرضكم لما استجد عسكريا في الساحه (السوريه والعراقيه),وكما تفضلتم هناك اكثر من احتمال وقراءه لنوايا هذه المحاور ما بين التمني خيرامنها وبين ما هو مخطط لإنجاز مشروع يعود لصالح الدول المتمحوره.
اخي خوشابا:
ما دمنا قد تابعناحجم التبعثر الذي اصاب الشرق الاوربي الشيوعي وتهديدات الغرب للدول الشرقيه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ,فإن حصةروسيا من هذا الانهيار لم تكن بقليله سواء اقتصاديا او سياسيا , حيث انقسمت داخليا الى تيارين رئيسين ما بين ساع الى الانضمام للسوق الغربيه الراسماليه وبين تيار يجمع اليساريين والوطنيين والقوميين الرافضين لفكرة الاصطفاف مع الغرب.
اخي خوشابا , ارجو السماح لي بنقل بعض ما تختزنه ذاكرتي لمدى عقدين تلت سقوط الاتحاد السوفيتي , حيث ابرز ما لفت انتباهي كان اللقاء الذي تم بين روسيا والصين في 1996 من اجل حل مشكلة الحدود بين البلدين وتبادل تثبيت الثقه في المجال العسكري,ثم تواصلت اللقاءات ففي 1997 عقدت قمة اخرى في موسكو بين الصين وروسيا حضرها كازخستان وطاجكستان وقرغيز ستان , ثم عقدت قمه ثالثه عام 1999 في بشكيك عاصمة قرغيزستان,وفي العام 2000 عقدت القمه الرابعه في دوشنبه عاصمة طاجكستان,تلتها القمه الخامسه المنعقده عام 2001 في شنغهاي , وعلى اثر ذلك أطلق على هذا التجمع بمنتدى شنغهاي, لم تكن هذه القمم من اجل حل مشكلة الحدود بل تعدت ذلك بكثير من القرارات والبرامج.
في حينها اي اثناء تولي بيل كلينتون لرئاسةالولايات المتحده, كانت هناك اثارات لمشروع الدرع الصاروخي , وبالرغم من رفض كلينتون لفكرة هذا المشروع لاسباب اقتصاديه وتقنيه الصواريخ اضافة الى تجنب اثارة المعسكر الاشتراكي ,اجتمع رؤساءدول المنتدى الخمسه وأصدروا تأكيد على الالتزام بمعاهدة 1972 للحد من نشر الصواريخ على اعتبارها ضامنه للاستقرار, بينما كانت اميركا تطالب انشاء الدرع الصاروخي في اوربا الغربيهوهو مخالفه للمعاهده 1972.
كما اسلفت لم تقتصر لقاءات هذا المنتدى على حل مشكلة الحدود, بدليل ان قراراته منذ البدايه كانت تشمل امور ابعد مما كان معلن عنه, اي ان انفراد الغرب بريادة اميركا بات يشكل مصدر خوف للعديد من الدول الشرقيه, فبدأت فكرة تشكيل محور كانت نواته روسيا والصين ثم الدول الثلاث الاخرى , ومن خلال احصائيات ودراسات توصلت الاطراف الخمسه الى انها بامكانها ان تشكل قوة فاعله على مساحة ارض تقدر بثلاثين مليون كم مربع,وبطاقه بشريه تصل الى ما يزيد على المليار ونصف المليار ,بتعداد جيش جرار قوامه لا يقل عن خمسة ملايين جندي ,وبرؤوس اموال تحددها معدلات نمو هذه البلدان الخمسه التي تتجاوزال 9,5% ,علاوة على احتياطي ذهب يزيد على ال 130 مليار دولار في حينها, وأخيرا فروسيا تعتبر البلد الاول في انتاج الاسلحه .
لم تعطي الولايات المتحده اي اهمية لهذا المنتدى في وقتها , عدا محاولات قامت بها مادلين اولبرايت (وزيرة الخارجيه حينئذ)لمنع دول شرقيه اسويه من الانخراط في المنتدى .
اخي خوشابا, سبب سردي للمعلومات اعلاه هولإثبات حقيقة اصرار روسيا والصين على تشكيل قطب وليكن بديلا عن الاتحاد السوفيتي من اجل ضمان سيطرتها على مواردها وحماية مصالحها ومن اجل وضع حد للتدخلات الغربيه الامريكيه التي وصلت الى تايوان والتبت والبلقان ,ناهيك عن خوف الدول الشرقيه الصغيره من المد الاسلامي القادم من الشيشان وافغانستان والبلقان , المد الذي ترعرع ونما واصبح قويا بتمويل ودعم غربي من اجل المزيد من التفكيك والتقسيم .
الخلاصة التي يمكن للمتابع ان يخرج بها هي اننا اليوم وبعد جهد وعمل استغرق عقدين استطاع فيها بوتين ان يفرض وجوده وارادته بدعم حلفائه,اذن نحن نعيش ونشهد نتائج توافقات واتفاقات دول منتدى شنغهاي فقد بدأت تعطي ثمارها بعد ان اصبحت ايران شبه عضوه فيه زائدا تاييد الهند , وقد بدأالرئيس بوتين بإرساء دعامات ثمار المنتدى في سوريا بشكل واضح بعد ان وجد المبررات والحجج زائدا توافر الاجواء والامكانيات ,يبقى الشأن العراقي موقفه ومستقبله غير واضحا مادام سياسيوه بهذا المستوى من الضحالة قياسا بساسة سوريا .
المعذره عن الاطاله وارجو ان اكون قد ساهمت في بعض ما من شانه ان يغني الموضوع ويفيد القارئ الكريم.
تقبلوا خالص تحياتي