المحرر موضوع: الدواعش فى البرلمان العراقى  (زيارة 896 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3070
    • مشاهدة الملف الشخصي
الدواعش فى البرلمان العراقى
تعليق على قانون البطاقة الشخصية


وليد حنا بيداويد
كوبنهاكن

لا زلت اتذكر بعد منتصف الثمانينيات بقليل من القرن المنصرم عندما زرنا بصحة الوالد المرحوم سيادة البطريرك المرحوم روفائيل بيداويد فى مكتبه البطريركى فى بغداد لالقاء السلام عليه لكونهما من ذات العشيرة وكانت تربطهما علاقة الطفولة والرهبنة قبل ان يترك الوالد الدير ليتوجه الى لبنان وسوريا للعمل فى شركة نفط العراق ، فاننا كنا على موعد للمقابلة بعد ان كنا قد نظمنا ذلك بموعد مسبق مع السكرتارية وعند ذهابنا فى الموعد والساعة المعينة لم يكن سيادة البطريرك فى مكانه واضطررنا ان ننتظر لمدة اكثر من ثلاث ساعات قبل اللقاء،  لكن على ما يبدو لنا وكآن البطريرك انه قد نسى موعد زيارتنا له ولم يحضر رغم مرور الوقت، وبدآ فى هذا الوقت علامات التعب من الانتظار تظهر على وجه الوالد فقررنا الخروج من المكتب بعد ترك رسالة لسيادته ، لكن فى باحة المقر البطريركى التقينا به وهو عائد من مكان ما يبدو علامات التعب والارهاق بادية عليه وبعد عناق مع الوالد اخذه يدا بيد الى داخل مكتب ودخلت معها وبعد استراحة قصيرة بدآ سيادته بالاعتذار عن سبب التاخير وقال انه كان فى زيارة الرئيس صدام حسين ولكن مكتب السكرتير الشخصى لرئيس الجمهورية كان قد منع دخول البطريرك روفائيل بيداويد بصليبه لمقابلة الرئيس وبعد اخذ وعطاء طويليين معهم انه لايجوز نزع الصليب من رجال الدين وانه رافض لذلك لانه رمز مقدس لنا مثلما لايجوز نزع السلاح من الجندى وهو فى حماية  الوطن،  فتوصل البطريرك الى قناعة شخصية  ان يجب ان يرفض المقابلة المشروطة بنزع الصليب ويعود ادراجه وان لا يقابل الرئيس رغم حراجة الوقت والشخصية الكبيرة لكن السكرتير اقتنع  بعد مداولات مع الرئيس ان يسمح له بالدخول والصليب على صدره.
اضاف البطريرك المرحوم روفائيل بيداويد انه اثناء المقابلة كان قد طلب من الرئيس صدام حسين ان يتم اعفاء رجال الدين المسيحيون من الخدمة او ان يتم نقلهم لاقرب وحدات عسكرية لمحل خدمتهم  الكنسية لان عددهم فى احسن الاحوال لم يكن يتجاوز اربعون كاهن فى عموم العراق ، لكن الرئيس صدام حسين رفض مقترح البطريرك اعفاء الكهنة مبررا انه لو وافق على الاربعون كاهن انه يجب ان يحسب حساب اربعون الف ملا وشيخ ورجل دين مسلم شيعى وسنى  ان يعفيهم من الخدمة العسكرية وهذا لايجوز مطلقا ، لكنه وافق على نقل الكهنة الى اقرب وحدات عسكرية وكان الحل الامثل حينه بكل ممنونية ان يستمر الكهنة فى خدمة الوطن وخدمة الكنيسة معا.
فى ذات الوقت كان سيادة البطريرك الراحل بيداويد قد بحث مع رئيس الجمهورية الراحل مسالة البطاقة الشخصية وتبعية الاولاد القاصرين فى حالة ترك احد الابوين المسيحية وتحولهم للاسلام واحد اسباب الزيارة كانت  انه حصل هناك حالات  ان ترك احد الابوين المسيحية  او ان سقط تحت تاثير ما لربما للاسف الشديد اثناء الحرب مع ايران، لكن الرئيس لم يبت فى الامر وقال ان الامر يحتاج الى دراسة معمقة فى الشرع الاسلامى لكى لايكون هناك حسابات المترتد بحسب كلامه للبطريرك بيداويد ولكى لا تستغل الحالة  من قبل اشخاص باسم الدين وخاصة الحرب دائرة مشتعلة رحاها مع ايران لكى لايكون هناك حسابات ان الدولة تقف الى جانب المسيحيين وكل ما كان الرئيس صدام قد قاله انه يجب المطالبة المستمرة بذلك وهو حق.. المهم رغم هذا التبرير غير المقنع فان الوضع لم يكن تحت الضغط الذى نتعرض له من قبل الدواعش القابعين فى البرلمان الاسلامى الحالى.
اما انا شخصيا فاقول مهلا يا شعبى وابناء امتى ان الدنيا لم تخرب ولا المسيحية فى العراق ستتلاشى ولا الاديان غير المسلمة سترفع الراية البيضاء وتستسلم رغم هذا الكم الهائل من الضغوطات النفسية والتعامل العنصرى من قبل اصحاب اللحى والدواعش اللذين يحتلون مقاعد البرلمان العراقى  من قبل الاحزاب الاسلامية ومن يساندهم من الحركات التى تتخذ اسم التغيير التى تجامل الاسلاميين لكسب ودهم فى صراعهم مع الاخر.. لا ولم  تنتهى المسيحية فى بلاد الرافدين ولا الاديان الاخرى غير المسلمة رغم هذا الاجحاف ولم تنتهى الاديان غير المسلمة وفى المقدمة منها المسيحية خلال حملة هولاكو وجنكيزخان والتتار والاضطهاد الاربعينى، لا بل استمرت تزهو بعد رحيلهم الى الجهنهم.
فعلينا المطالبة المستمرة من خلال الاحزاب الليبرالية والشيوعية والعلمانية والمسلمين المعتدلين ومع كل اللذين طالهم ظلم المسلمين واحزابهم الذين وصلوا الى البرلمان ظلما واجراما. علينا المطالبة باستمرار و بحرارة  وان لا نبرد او نتلكآ فى مطالبة بحقوق شعبنا ،فقانون الاحوال الشخصية لا اراه كارثة  ولكن على الكنيسة ان تتعامل باستراتيجية وقلب مفتوحيين وبنظرة ثاقبة  بعيدا ان يؤثر ذلك على نفسية شعبنا وان تكثف جهودها البحثية مع كل الخيريين لكى نخرج من المآزق الحالى بكل هدوء وان تتخذ المرونة مسالة استراتيجية لا رجعة عنه فى مسالة التعامل العائلى الاجتماعى كما يتطلب الوضع الراهن ولمواجة الوضع والضغوطات ويدا بيد مع الكنيسة المنتصرة الحية من اجل مقاومة كل خطط الاشرار.
عاش شعبنا الكلدانى السريانى الاشورى
عاشت وحدة الاقليات غير المسلمة من جل حقوقها المهظومة