المحرر موضوع: داعيش هي فكرة وتصرفات وأعمال وليست فقط قطع الرؤوس ،،( الدكتور فرست مرعي يكتب ويقول تخرّصات هرمز ابونا )  (زيارة 902 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Adnan Adam 1966

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2883
  • شهادة الحجر لا يغيرها البشر ، منحوتة للملك سنحاريب
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
داعيش هي فكرة وليست فقط قطع الرؤوس ،( دكتور فرست مرعي يكتب ويقول تخرّصات هرمز ابونا )
كنت اشاهد قناة الفضائية العراقية مباشرة لجلسة مجلس النواب وشاهدت ان البرلماني عن الفضلية حسن الشمري قد تداخل وطالب برجوع النواب الاقليات الذين علقوا حضورهم وقال علئ ان المجلس عليه مراجعة بند قرار بطاقة الوطنية وثم تداخل ايظاً الشيخ المعمم من أتلاف دولة القانون علي العلاق وقد اقترح ان تقوم هيئة الأوقاف لشون الدينية ولجنة حقوق الانسان في المجلس بالاجتماع مع النواب المعلقين حضورهم للوصول الئ صيغة ترضي الجميع وقال انهم في الامس كانو منتظرين للاجتماع بهولاء النواب لكن لم يحضر احد منهم ، وقد وافق رئيس مجلس النواب علئ هذا المقترح  والاتفاق علئ صيغة ترضي الأطراف لكي يعودوا النواب لحضور الجلسات ليمارسوا أعمالهم ،
هذا ماكنا نؤكده ان لا يجب  علئ نوابنا الاستقالة من المجلس النواب بل المطالبة والاحتجاج والنظال في المجلس لتحقيق حقوقنا ،،،والملفت للنظر في هذة الجلسة هي حضور النائبة ڤيان دخيل وتدخلها ايظاً وإعطاء رايها في موضوع الفيضانات التي تجتاح بغداد وهنا نتسائل الم توقع النائبة ڤيان دخيل مع نواب اخرون الممثلون لأقليات لتعليق حضورهم ام انها نست انها تمثل الشعب الائزيدي الذي تاثر اكثر من غيره من الاقليات .
لرجوع للموضوع فقد سبق واتفقنا ان أفكار داعيش موجودة في عقول وتصرفات وأفعال البعض وهي ليس فقط قطع رؤوس لان ليس فقط داعيش من يقطع الرؤوس بل الان ولغاية الانتقام يقوم البعض من الشيعة بقطع رؤوس داعيش ايظاً ،،وكما ذكرناه سابقاً ان البعض من مجلس النواب والذين وقعوا علئ قرار المجحف هذا بحق الاقليات الغير مسلمة هم يصطفون مع أفكار داعيش هنا ليصبحوا الجناح السياسي لداعيش ،،هذا وكما وصفناهم سابقاً ان البعض من اعظاء المجلس النيابي يرتدون ربطة العنق  وبإمكانهم ان يخلعوها ويضعوا عمامة الرأس ليصبحوا شيوخ وسادة ومعممين في أسرع وقت ممكن ،، ولهذا نقول ان حصول لواحد وخمسين صوت ضد قرار البطاقة الوطنية هي بحد ذاتها إنجاز في هكذا مجلس لا يفهمون الديمقراطية التي طالما نادوا بها ويفهمونها ان مجرد الانتخابات فقط ماتعني الديمقراطية ،،،
داعيش فكرة تتواجد حتئ في عقول الذين عندهم شهادات اذاً هنا وكما يقول المثل ضاعت الطاسة اي ان سياسين العراق باتو لا يعرفون شي عن الديمقراطية ولا عن داعيش حتئ ،،، فابالصدفة وان اتصفح مواقع وإذا صادفتني مقالة كتبت سنة ٢٠٠٥   لدكتور داعيش وان لم ينتسب وهو الدكتور فرست مرعي الكوردي وهو ينتقد بل يكذب  لكتاب  لمجلد للباحث المرحوم هرمز ابونا  تاريخ الاشوريين بعد سقوط نينوئ ،ويصف المرحوم الباحث هرمز ابونا بتخرصات هرمز ابونا ( تخرّصات معناه اكذوبة او افتداء ) وان الداعشي بالفكرة الدكتور فرست مرعي لا يتفق ويكذب ان يكون بدر خان قاتل وكما ذكره المرحوم هرمز ابونا ،،ويكتب الدكتور الداعشي بالفكرة ان الآثاري هنري لإيارد كان جاسوسا بيرطانياً ولأنه ادعئ ان الاكراد غرباء عن المنطقة ، ويكتب علي ان هرمز ابونا يعيش في امريكا مع العلم المرحوم كان يعيش في كندا ،ويصف هذا فرست  الداعشيين الفكرة القوش بقصبة ولا يقول بلدة والملفت للنظر ان هذا الداعشي الفكرة لم يذكر شي عن القائد الكوردي طالما تغانوا به ويمدحونه في كتب التاريخ الذي يدرسونه في مدارس الاقليم الا وهو المجرم سمكو الذي غدر واغتيل رجل الدين الشهيد البطريرك ماربينيامين شمعون وطبعاً هو سوف يحلل بما يريده لإنقاذ فعلت المجرم سمكو فكيف لا وهذا الداعيش الفكرة يحاول تبرئة كل افعال الاكراد لشعبنا ولا نعرف ماذا كان ليقول ما صرح به السيد جلال الطالباني في التسعينيات انه اول سياسي كوردي يعتذر للشعب المسيحي حول ماحصل لهم من أذية من بعض الاكراد ولكنه حلل ذلك ان الأتراك من أغرو بهولاء الاكراد واستخدمهم لينالوا من المسيحين ،،،
اذاً السيد جلال الطالباني يضع اللوم علئ الأتراك لما قام به البعض من الاكراد تجاه الشعب المسيحي
الدكتور الداعشي الفكرة يضع اللوم علئ المبشرين الأجانب هذا ان كان هناك جرائم قاموا بها الاكراد تجاه المسيحيين،،
وهذة هي مقالة الدكتور الداعشي الفكرة فرست مرعي
    
تاريخ الآشوريين بعد سقوط نينوى، بين الأوهام والحقيقة        د.فرست مرعي   
 سيرة و أعمال بدرخان بك نموذجاً

 مما لا شك فيه ان الكثير من الرموز والقادة التاريخيين لبعض الأمم يكونون بمثابة طواغيت وسفاحين لأمم أخرى تتقاطع مصالحها السياسية والاقتصادية والجغرافية وغيرها مع الامم صاحبة الرمز والتاريخ البطولي، وأمتنا الكوردية ليست في هذا المجال نشاز، فقد تعرضت خلال حقب تاريخها الطويل للمنظورين اعلاه، فهي من جانب تعرضها الى الظلم والتعسف على يد سفاحين وظلمة على سبيل المثال لا الحصر (الشاه عباس الصفوي ممثلا عن الفرس، ومصطفى كمال أتاتورك ممثلاً عن الترك، وصدام حسين عن العرب).
ومن جانب آخر فقد تعرضت الأمة الكوردية ورموزها التاريخيين من أمثال صلاح الدين الأيوبي وبدخان بك وعبد السلام البارزاني ومحمود الحفيد وسعيد بيران وملا مصطفى البارزاني الى حملات عديدة من الدس والتشويه واللاموضوعية على يد كتاب مؤرخين وصحفيين من ابناء القوميات الصغيرة التي يشاركون السكن والعيش في كوردستان (بلاد الكورد) بجانب الكورد، وعلى الرغم من معرفة هؤلاء بالظلم التاريخي الذي وقع على كاهل الكورد وأنهم ربما كانوا الضحية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط على أقل تقدير، فانهم مع ذلك اصبحوا أي الكورد في نظر اولئك بمثابة جلادين وطواغيت في الوقت نفسه – وهذا قياس مع الفارق وغير منطقي فالانسان لا يكون ضحية وجلاداَ معاً.
فالامة أو الشعب الذي تعرض الى ظلم تاريخي متراكم يحس أفراده بعاقبة وسوء الظلم، لذلك لا نعدو الحقيقة اذا قلنا ان اعمالاً كهذه عندما تنسب الى شعب ما فانها لعمر الحق لا تعدو ان تكون بمثابة إرجاع الحقوق الى أهلها، وأبرز مثال على ذلك ما نلاحظه في مسألة منطقة كركوك فرغم معرفة الجميع بعائديتها الى كوردستان جغرافية وتاريخاً وديموغرافياً (سكانياً) وحضارياً فانهم مع ذلك يتهمون الكورد بتكريد منطقة كركوك وظلم المجموعات السكانية الأخرى من تركمان وعرب وكلدان وآشوريين وغيرهم تمهيداً لتسيم العراق وانشاء دولة كوردية، علماً بأنهم رأوا بأم أعينهم خلال الأربعين السنة الماضية ما حل بالكورد من تشريد وقتل لا زال غالبية الجيل الذي رافق هذه الالوان الصارخة من الظلم على قيد الحياة.
والكتاب الذي بين ايدينا هو (تاريخ الآشوريين بعد سقوط نينوى – الجزء السادس) وهو عبارة عن موسوعة ظهر الى الآن منها ثمانية أجزاء بقلم الكاتب (هرمز آبونا) وهو مسيحي عراقي الأصل أمريكي السكن والجنسية حاليا، علما أنه من ناحية الاصل من سكنة قصبة القوش الواقعة في جنوب كوردستان على مسافة اربعين كيلومتراً جنوب مدينة دهوك، وهي قضية غالبية سكانها من المسيحيين الكلدان وتحيط بها عدة قرى أزدية.
في الجزء الخامس من موسعته تطرق المؤلف (هرمز ابونا) الى وطن القبائل الآشورية المستقلة في تيارى وحكاري (هكاري) والأقاليم الآشورية المحيطة بها، أي أنه بهذا العنوان الضخم القى كوردستان من الجغرافية والتاريخ بجرة قلم ولنا حديث معه في غير هذا المكان.
أما موضوع بحثنا فيريتكز على المجلد السادس من الموسوعة كما أسلفنا تحت عنوان الصفحة الداخلية (مذابح بدرخان بك في تيارى وحكاري 1843- 1846) المطبوع في دار المنتدى للطباعة والنشر في مدينة ديترويت- مشيكن في الولايات المتحدة، وفي البداية يشكر المؤلف كل من (الدكتور ايشو مرقص) من شيكاغو على دعمه للمجلد السادس، كما يسجل شكره وتقديره للأخوة والأخوات في الجمعية الأكاديمية الآشورية في شيكاغو.
Assyrian Academic Society – Chicago
على دعمهم لهذا المجلد وشراء 100 نسخة منه، ويشكرني الوقت نفسه (فؤاد منا) صاحب ورئيس تحرير مجلة المنتدى الصادرة في ديرويت- مشيكن على عنايته واهتمامه بطبع هذا المجلد ودعمه.
كما أن اهدائه يتضمن مغزىً آخر خطير دونكم نصه "الى بناة الحضارة وحملة مشاعل المعرفة والايمان من الآشوريين1 والكلدان2 والسريان3 ضحايا مجازر ومذابح الغزاة والطامعين بأرضهم المعطاة في كل زمن ومكان أهدي هذا المجلد".
وقبل البدء في رد تخرصات هرمز ابونا وتجنيه على الحقيقة أود الاشارة الى نقطة مهمة يجب على الهيئات الكوردية جميعها في داخل الوطن وخارجه الانتباه اليها وهو أن هناك حملة منظمة من أعداء القضية الكوردية تسعى بشتى الوسائل الى الحط من المنجزات الكوردية في العقد الأخير من القرن العشرين وغايتها في ذلك هي اضعاف الموقف الكوردي من خلال الصاق التهم والأباطيل بالرموز والتاريخ الكورديين عسى ان تكون الطلقة الأخيرة في جعبتهم لأنهم يعرفون أكثر منا أن الزمن القادم هو زمن كوردي لا محال وأن الكورد سيحصلون على حقوقهم التي حرموا منها لمئات السنين، وأنهم رغم ذلك سيكونون منصفين مع الآخرين أو بعبارة أخرى مع القوميات الاخرى التي تشارك الكورد السكن على أرض كوردستان وتحديداً مع المسيحيين وهذا ما يتجلى واضحاً لهم على أقل تقدير في مناسبتين عسى ان تنفع الذكرى، الاولى: الفرق الذي وجدوه بين العيش في كوردستان تحت ظل حكومة اقليم كوردستان وبين حياتهم في ظل النظام الديكتاتوري البائد، والثانية: بعد استشراء الارهاب ومحاولته التضيق عليهم بالاغتيال والطرد ما أدى بهم الى ترك مناطق سكناهم في وسط وجنوب العراق والالتجاء الى كوردستان حيث الأمان والدعة. ورغم ذلك فلا زالت حملاتهم الاعلامية والسياسية ترى و ستترى حتى يكلون هم ولانكل تحن لأننا أصحاب قضية وإن كنا لا نتنكر لحقوقهم التي منحها الله سبحانه تعالى لهم وتم بموجبها سن قوانين وانظمة تضمن لهم العيش الكريم في ظل أجواء من علاقات الاخوة والصداقة وأساليب الحوار الحضارية واحترام الخصوصية الاجتماعية والثقافية للجميع.
يقول هرمز ابونا: "ففي وقت بحثنا (أواسط القرن التاسع عشر) كانت الخارطة الأثنية والدينية، قد تغيرت بشكل حاسم لمصلحة الغزاة المستقرين وطالت عمليات استقرارها جميع المناطق والاقاليم التي شهدت أيام مجد وعظمة الشعب الآشوري خلال عشرات القرون. ففي اواسط القرن المذكور اشار عالم الاثار البريطاني الشهير هنري لايارد Sirhenry layard الى هذه الحقيقة ، فذكر : "بان الاشوريين في حدياب (منطقة اربيل) ، وجبال اشور (تياري وحكاري وطور عبدين) هم البقايا الوحيدة من السكان الاصليين لبلاد ما بين النهرين ، اما البقية ( يقصد الكورد) فغرباء".4
ان هذه المنطقة التي ذكرها هرمز ابونا نقلا عن الاثاري والجاسوس البريطاني هنري لايارد هي كوردية لحماُ ودماُ باجماع المؤرخين اليونان والرومان والعرب والفرس والترك قبل الكورد ، ولمن اراد المزيد فعليه بالمؤلفات المدونة في الحاشية5.
وبصدد الاتهامات التي الصقها هرمز ابونا بالزعيم الكوردي بدرخان بك يقول ما نصه : ((وكما هو معلوم فان الفترة المحصورة بين 1841 – 1848 كانت فترة عاصفة في تاريخ القبائل الاشورية المستقلة (النسطورية والكلدانية والسريانية - الباحث) حيث سادتها حالة الصراع الذي كان تمهيداًَ لحملة المذابح الدموية الرهيبة التي سنشير اليها والتي قام بدرخان بك خلالها بقيادة تحالف لم يسبق للأكراد أن اختبروه وشمل اكراد تركيا وايران رغم كل التناقضات والعداء القائم المستحكم بين زعمائهم .
وبمساعدة الاتراك ، وبالتعاون المشترك مع المبشرين قاموا بهجوم كاسح على القبائل الاشورية المستقلة بعد ان مهدوا لنجاح حملة الغزو. والتحالف الكردي بقيادة بدرخان بك زعيم اكراد بوتان في هجومه على القبائل الاشورية في تياري وحكاري اقترف اولى المذابح الجماعية في التاريخ الانساني الحديث والتي لم يتم الاشارة اليها من قبل اي جهة او مرجع غربي او شرقي عدا ما ورد من اشارات عابرة في المراسلات الدبلوماسية للعديد من الدول الاوربية لا سيما بريطانيا، روسيا، فرنسا، وما كان قد اشار المبشرين المعاصرون. وظلت مأساة الشعب الاشوري طي النسيان، ووضعت احداثها المروعة على الرفوف العالية بعيدة عن الاهتمام الواجب لكشف الحقيقة وبيان حدود الماساة التي تعرض لها هذا الشعب6.
السيد هرمز ابونا يناقض نفسه بنفسه،فبينما كان جل اعتماده على المصادر الغربية في ايراده لبعض اوهامه بخصوص الانتهاكات المزعومة التي ارتكبها الكورد بقيادة بدرخان بك ضد القبائل النسطورية المتمركزة في مقاطعة هكاري، نراه يؤكد على وجود اشارات عابرة هنا وهناك في مراسلات الغربين ،فضلا انه ذكر ان الاتراك ساعدوا الزعماء الكورد فيما يسمى اقترافهم المجازر ضد القبائل النسطورية، رغم انه سيذكر فيما بعد نصوصاً اخرى تؤكد على الخلافات الحادة بين الجانبين الكوردي بقيادة بدرخان بك والجانب العثماني (ومنذ ذلك التاريخ(1831م) فان ثلاثة اطراف رئيسية كان لها تاثيراً مباشراً في تقرير حاضر ومستقبل الشعب الاشوري (النسطورى والكلداني) وقبائله المستقلة وهي:
اولاً : الاتراك ، ثانياً : الاكراد ،ثالثاً :المبشرون الغربيون ورغم التناقضات والخلافات التي كانت قائمة بين الاطراف الثلاث المذكورة الا ان المصلحة المشتركة جمعتهم لاتخاذ موقف موحد بالنسبة للقبائل الاشورية بهدف القضاء على استقلالها واخضاعها للحكم التركي المباشر7)).
الكاتب يحاول استدرار العطف من خلال الايحاء بوجود القبائل النسطورية وسط التجمعات الكوردية، فضلاً عن التكهن ان هذه التجمعات الكوردية قد استقرت او بمعنى اخر جاءت الى المنطقة بعيد معركة جالديران(1514م) بقوله : ((لقد كان الموقع الاستراتيجي لوطن القبائل الاشورية المستقلة وسط التجمعات الكردية التى استقرت فى المنطقة بعد معركة جالديران سنة 1514م قد مثل حالة استشنائية لعملية الزحف الكردى التى شهدتها بلاد أشور (كوردستان ) خلال القرون الماضية وما ترتب عليه من تغيير فى الخارطة الديموغرافية للمنطقة ))8.
وفى تناقض صاررخ يذكر بان الوجود الاشورى كان يمثل رمز التحدي والمقاومة لعملية الغزو الكردى للاراضى القبائل الاشورية ,وان الكورد ارادوا بغزوهم لاراضي القبائل للاشورية ربط مواطن الكورد في بلاد فارس بلاد مابين النهرين من خلال القفز على المعطيات الجغرافية والتاريخية والاركيولوجية (الاثارية) ومعطيات الواقع انذاك ومن خلال نصوصه قبل هذا الموضع وبعده ((الا ان عملية الزحف، والاستقرار الكردي هذه كانت قد توقفت عند حدود وطن القبائل المستقلة الامر الذي شكل حالة شاذة بانسبة للاكراد ممثلة باقلية دينية وعرقية تعيش مستقلة وسط تجمعاتهم وتحول دون اتصالهم الجغرافي/اليموغرافي لمجموعاتهم القاطنة في ايران (كوردستان ايران) والمستقرة في اعالي ما بين النهرين (كوردستان العثمانية) هذا الوجود الاشوري مثل رمز التحدي والمقاومة لعملية الزحف الكردي المشار اليها لا سيما اذا ما علمنا بان موقع وطن القبائل الاشورية كان يمثل القلب بالنسبة الى الخارطة الجيو_ بوليتيكية لاستقرار الاكراد في بلاد ما بين النهرين واولئك الذين كانوا اصلاً في بلاد فارس(كوردستان ايران)9.
وعندما يصل الكاتب الى الفصل الثاني الذي يعنون له (مذابح بدرخان بك سنة 1843) وهو بيت القصيد يفتح هذا الفصل بكلام للقنصل البريطاني في الموصل اخوه في العقيدة والمسبب الرئيسي مع غيره من القناصل والمبشرين(المنصرين) للصراع الذي دار بين الكورد جيرانهم النصارى من النساطرة وغيرهم حسب كلام المؤلف نفسه في الصفحات القادمة.

((ان المذبحة التي ارتكبها الاكراد ضد النساطرة هي عار في جبين الانسانية)).10
والكاتب يقع في تناقض صارخ عندما يذكر في بداية الفصل السابع كلاماً منسوباً الى مراسل جريدة لندنية مانصه : " ان المسؤولين عن المذبحة هم المبشرون جورج بادجر (الكنيسة الانجليكانية) البعثة التبشيرية الامريكية والمبشرون الكاثوليك)).11
وفي تناقض آخر لا يقل عن سلفه فإن عنوان الفصل الذي بدأ فيه المبشرون ودورهم في المذابح12، فمرة يتهم بدرخان بك بالمذابح ومرة السلفات العثمانية (التركية) وتارة المبشرون الأجانب، ولا يعقل أن يتعاون المضررون (المبشرون) المسيحيون مع الكورد المساعين في ايقاع مجزرة! بالنساطرة المسيحيين. فالكاتب مايء بنصوص ورسائل تثبت تعاون بطريرك الطائفة نفسها وملوكها (رؤساء القبائل النسطورية) مع هؤلاء المنصرين (المبشرين) والرحالة والدبلوماسيين الغربيين في تنفيذ مخططات الأخيرين وبالتالي منع قيام كيان سياسي كوردي من خلال الايقاع بين الامارات الكوردية والدولة العثمانية وهذا ما اثبتته الوقائع فيما بعد.
يقول البطريرك مار شمعون أوراهم في رسالة له الى رئيس اساقفة كانتربري في شهر آب 1849 يشكو مأساة المبشرين قائلاً: "كنا نعيش بسلام قبل مجيء المبشرين الأمريكان... والآن يجب أن نكون حذرين منهم"13
ومما تجدر الاشارة ان الباحث اللبناني جورج قرم يعترف بان سياسة المبشرين خلقت العداء بين الاسلام والمسيحية14, والكاتب في معرض تعريفه بالمبشر البريطاني جورج باد جر يؤكد بانه "أهم مبشر أرسلته انكلترا الى اتباع الكنيسة الشرقية من حيث تأثيره في مجرى الأحداث التي حصلت للقبائل الآشورية مباشرة بعد أول زيارة له كان قد قام بها سنة 1842, ومما تكشفه الوثائق البريطانية فإن مهمة إيفاده الى القبائل الآشورية كانت قد تمت بالتنسيق مع وزارة الخارجية البريطانية، وظل طوال فترة تواجده بالمنطقة على اتصال دائم بالسفير البريطاني في استنبول مزوداًَ اياه بتقارير ذات طبيعة سياسية أكثر مما هي دينية"15. وعلى أية حال فإن القلعة التي بناها المبشر الأمريكي كرانت في قرية آشيتا16 بدعم من الكنيسة الأنجيلية البريطانية كانت في واقع الأمر هي السبب الرئيسي في الصراع الذي جرى بين الكورد وبين القبائل النسطورية، لا سيما بعد ان تقوى النساطرة بالارساليات التنصيرية البريطانية والأمريكية، فضلاً عن ذلك أن البطريرك مار شمعون أوراهم في رسالته الى السفير البريطاني في العاصمة العثمانية استنبول في 14 كانون الثاني سنة 1844 يحاول استجلاب عطف السفير مؤملاً مساعدته ودعمه لأبناء طائفته، كما يذكر في الرسالة المساوئ التي الحقها المبشرون بابناء شعبه من النساطرة حتى يعلم هرمز ابونا وغيره بأن أعداء النساطرة ليسوا الكورد وإنما هم المنصرون (المبشرون الغربيون) وسندرج نص الرسالة لأهميتها: " إن اعداءنا الذين يطلقون على انفسهم اسم المسيحيين هم في الواقع رسل دجل (يقصد المبشرين)، وهم مسرورين جداً مما حل بنا من نكبات ومصائب، ويقولون عني (لقد خذله الرب وليس هناك من يستطيع ان يخلصه)، ويعتقدون ان بامكانهم ان ينتصروا علينا في وقت محنتنا وشدتنا هذه. وهم يبذلون الجهود الحثيثة بارسال الوكلاء بين ابناء شعبنا المشرد ويقومون برشوتهم بالملابس والنقود لكي ينتزعونهم من كنيستهم في مسعى محموم لعزل شعبي عني. وهذا ليس بمستغرب فأنهم يستطيعون تضليل حتى (.......) من خلال نواياهم الشريرة وكلام التملق المعسول. ثم يورد اقتباساً من الأنجيل (ويل للأشرار الجشعين... أبنة بابل...)17، شيء واحد أتوسل من سعادتكم وهو ان لا تهملوننا لأن مساعدتكم لنا هي كل ما نملكه، وهي قوتنا الوحيدة التي نواجه بها أعدائنا يعني الكورد)18.
ويبدو من خلال استقراء النصوص المارة الذكر أن الكاتب يحاول لي النصوص من خلال اتهام بدرخان بك وابناء شعبه الكوردي بالقيام بارتكاب مجازر بحق النساطرة، وينسى ان الكورد المسلمين والنساطرة والطوائف الأخرى من المسيحيين عاشوا في سلام وأمان ووئام ووفاق طيلة القرون الماضية، ولما حل المنصرون الغربيون (المبشرون) بين ظهرانيهم حدث ما حدث لذا فان المبشرون وحدهم يتحملون نتيجة هذه الأعمال وإن عليهم تقديم الإعتذار لاتباع الكنيسة النسطورية (الآشوريين الحاليين) مع تقديم ضمانات وحقوق مادية تتحملها ميزانية الدول الغربية المعنية بهذا الشأن كبريطانيا وأمريكا وفرنسا.


الهوامش والمصادر


1- الآشوريين المقصود بهم في هذا الموضوع اتباع الطائفة النسطورية الذين يتبعون القديس نسطوريوس في اعتقادهم والا فان الكتاب الآشوريين يطلقون على جميع المسيحين في العراق بالآشوريين.
2- الكلدان هم بالاصل كانوا نساطرة ولكنهم انضموا الى الكثلكة وسماهم البابا ديوجينيس الرابع بالكلدان المتحدين وهم يعتبرون انفسهم قومية خاصة، ويعد الكلدان من أكثر الطوائف المسيحية عدداً في العراق ومقرهم الرئيسي يقع في بغداد
3- السريان هم من اتباع المذهب المنوفيسيتي (أصحاب الطبيعة الواحدة ويتواجدون في منطقة الموصل وتحديداً في قرة قوش وبرطلي وبعشيقة وقد انقسموا الى فرقتين بتأثير المشرين الكاثوليك مثلهم في ذلك مثل النساطرة والكلدان وهما السريان الارثوذوكس والسريان الكاثوليك
4- الآشوريين بعد سقوط نينوى: مطبعة الفاغرافيك، شيكاغو الطبعة الاولى 1999، ص 4
5- فلاديمير مينورسكي: الاكراد ملاحضات وانطباعات، دار الكاتب بيروت الطبعة الأولى، ترجمة د. معروف خزندار، درايفر: الكرد في المصادر القديمة بغداد مطبعة الديواني، ص 31- 35 ترجمة فؤاد حمة خورشيد، ابو الحسن البلاذري: فتوح البلدان، المكتبة التجارية مصر، ص 327 مراجعة رضوان محمد، ابن الأثير: الكامل في التاريخ، بيروت ج، ص524، ياقوت الحموي: معجم البلدان، دار صادر بيروت 1979، مج 3 ص 158، محمد امين زكي: خلاصة تاريخ الكرد وكوردستان منذ اقدم العصور التاريخية حتى الآن، بغداد الطبعة الثانية 1961، ج1 ص 41، توفيق وهبي: أصل الأكراد ولغتهم، مجلة المجمع العلمي الكردي، بغداد العدد مج2 1974، ص8- 9
6- الآشوريون بعد سقوط نينوى- مذابح بدرخان بك في تياري وحكاري 1843- 1846، مج6 ص5-6
7- هرمز أبونا: الآشوريين بعد سقوط نينوى، مج6 ص8
8- المرجع نفسه، مج6 ص 28، والغريب انه يحدد طول كوردستان العثمانية ب100 ميل طولاً، ويدخل مدينة سنه (سنندج- كوردستان) ضمن كوردستان العثمانية، علماً ان سنه كانت عاصمة كوردستان الفارسية والايرانية ولازالت. الباحث.
9- المرجع نفسه، مج6 ص 28
10- المرجع نفسه، مج6 ص 38
11- المرجع نفسه، مج6 ص 162
12- المرجع نفسه، مج6 ص 162
13- المرجع نفسه، مج6 ص 163 الهامش نقلاً عن Anderson,l
14- تعدد الاديان وأنظمة الحكم، بيروت، ص 276
15- هرمز أبونا المرجع السابق، مج 6 ص 163 الهامش 4
16- المرجع نفسه، مج6 ص 183، تقع هذه القرية على مقربة من الحدود الدولية العراقية التركية خلف جبل شاراني مقابل قريتي بيده وأوره التابعتان لعشيرة برواري بالا في منطقة ناحية كاني ماسي على بعد 25 كم شمال غرب قضاء العمادية.
17- لم يكمل الكاتب هذا النص من الانجيل لانه يحوي اتهامات فاضحة بحق هؤلاء المبشرين.
18- هرمز ابونا: المرجع السابق، مج 6 ص 251- 252