المحرر موضوع: إغراءآت دنيوية وأُخروية وراء الفساد وﻹرهاب  (زيارة 696 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الدكتور علي الخالدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 486
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إغراءآت دنيوية وأُخروية وراء الفساد وﻹرهاب

دكتور/ علي الخالدي
منذ إحياء النضال المطلبي السلمي بالتظاهر الذي تصدره الشباب ، رافعين شعارات مطالبة باﻹصلاح ومحاسبة المسؤولين عن الفساد ، ونهب المال العام ، منذ شباط عام 2010 . لم يتغيروا مدلولها ليومنا هذا ، وعندما إنكشفت  حقيقة زيف إدعاءات متبني نهج المحاصصة الطائفية واﻹثنية ، ومعهم الفاسدين والمفترين ، بنصرة هذه الطائفة وتلك ، بشكل أوسع أمام الناس جميعا . إنخرط في صفوف المتظاهرين فئات واسعة من حاملي هم الشعب والوطن ، وهم يدخلون ساحات التظاهر واﻹعتصام أفواجا أفواج ، في كافة المدن ، بما فيها مدن كردستان العراقية . وهي تنادي بمحاسبة من دخل العملية السياسية من الشباك ، ضمن صفقات أَخَلت بعرف الوفاء للشهداء والمتضررين من اﻷنظمة الرجعية والدكتاتورية ، لتمشية أمور ومصالح اﻷحزاب والكتلالحاكمة ، واضعين العراقيل أمام القضاء على مورثات الدكتاتورية التي زادت من معانات الشعب ، وأمام اﻹصلاح الحقيقي المنشود الذي يأتي بالحياة الحرة الكريمة التي حلمت بها الجماهير بإسقاط الصنم 
  .لقد سلك هؤلاء الذين تسلطوا على مسيرة العملية السياسية بعد السقوط ، طريق سرقت المال العام ، فتراكمت ملكياتهم المنقولة وغير المنقولة من السحت الحرام ، تحت وصاية وحماية ما شكل من مؤسسات على أساس المحاصصة المقيتة ، ظاهرها صيانة ثروات البلد ، وباطنها التستر علىيهم ، واﻹبقاء على الثقوب ، التي أحدثوها في مؤسسات الدولة ، كي يواصل المهيمينين على مواقع القرار نهب ، وسرقة ثروات البلاد ، عبر شبكات واسعة ، من اﻷجهزة اﻹدارية واﻷمنية ، عُين فيها عناصر من النظام السابق ، وبمن كان يعتاش على دافع الضرائب في دول اللجوء ، بحجة اﻷستفادة من خبرتهم ، التي كَمَنَ وراءها توفير شروط تمتع القائمين على السلطة، بمحاسن الحياة التي وفرتها إمتيازات مواقعهم  الجديدة بإسم المذهب والطائفة والقومية ، وصبها بإتجاه عرقلة النهوض باﻹصلاح ، حتى ﻵ يبرزعلى الساحة . معطين مردودا عكسيا . حيث عَفَنوا أجهزة الدولة وقادوا إلى أن تفقد الحكومة والدولة هيبتها ، وخصوصا وقد أبعد عنها من يملك النزاهة والكفاءة واﻷنتماء للوطن واﻹستعداد لخدمة الشعب .
لقد ساعدهم في ذلك ، ضعف الحسم والتردد بعد إطلاق الحزمة اﻷولى من اﻹصلاحات الورقية . وبقي المنتفضون في الساحات ينحتوا في صخرة المعنين باﻹصلاح الصلدة دون أن يصلوا الى لبها . و كأن تعدد مراكز القرار والمراقبة جاءت ، لضمان عدم خدشها، وتأمين رغبات حيتان الفساد الكبار لتهريب ما نهبوه للخارج ، بوصاية من تلك المؤسسات الرقابية .
 فالمدعي العام والمفتشون العمومييون  والقضاء ، والنزاهة ، والمحاسبة  ، أطلقت معصومية المسائلة  لحيتان الفساد ، بتمييع وإضاعة ملفات الفساد بين المحكمة العليا ، ودوائر اﻷمن الوطني . متحولين الى برازيت يشطفوا خزينة الدولة برواتب ومخصصات مبالغ بها ، وسواتر شرعية تخفي طرق التستر على الفساد والفشل ، وتركز على تواجد ، ومعافات نهج المحاصصة الطائفية المقيت ، من الجروح التي والحرج الذي  يحدثها المتظاهرون بهم ، بمطاليبهم العادلة بمقاضاتهم ، وإعادة ما سرقوه من المال العام ، وباﻷعلان عن ذممهم المالية بقانون من أين لك   
وإذا ما أضيف الى تعدد مراكز المراقبة تلك، تبعية اﻷغلبية العظمى من أعضاء البرلمان الى رئيس الكتلة مباشرة ، وإبتعادهم عن نصرة من يمثلونهم عند تعرضهم للإساءة المعنوية والجسدية ، وهم على ابواب مجلسهم ، دون أن يخرج أحدا منهم يخفف من مآسيهم وندمهم على إنتخابهم ، فهم دون أن يعوا شركاء في عرقلة حشد الجهود التي تبذلها القوى الوطنية للتصدي للإرهاب ، الذي ترعاه دولة ، لها مشروع قائم على إحياء التراث ( دولة الخلافة ) ،  تعتمد في ذلك ، على جيش من اﻹرهابين ، يتمتع بعقلية قتالية وقيادية . هذا ما لم يُدركه المعنين في السلطة . بينما الغرب وأمريكا ، أدركوه منذ زمن ، من خلال إطلاعهم ، على مهام المراكز الدينية المعنية بنشر ثقافة التشدد الديني في دول الشرق اﻷوسط ، وحتى في بلدانهم بأموال سعودية وقطرية . وهي تبحث عن مواقع رخوة في مجتمعات تلك البلدان ، تحتضن جرثومة العصر ، السلفية وإرهابها ، الذي يحلم بأسلمة المجتمعات البشرية بحد السيف واﻹرهاب ، وإحياء ضوابط حكم الخلافة اﻹسلامية ،  بنشر هذا الفكر الشيطاني في اﻹتجاهات المناسبة ، بين أوساط المهمشين ومن يسعى لحياة مرفهة إقتصاديا وأجتماعيا في دنياه ، وبين من يتعامل باﻹرهاب لحصر قيم التحضر والمدنية من اﻹنتشار ،  وليتحول الى أحد أنواع العنف الذي يحدثه الخلل في معالجة اﻷزمات اﻷقتصادية  للحكومات ، وليبصبح مرادفا للتعصب القومي النازي ، الذي تطلب القضاء عليه ، مساعي وتعاون دول العالم !. فلماذا يتقاعس الغرب وأمريكا حاليا ؟ في جدية المشاركة الفعلية بمحاربة اﻹرهاب الذي تقوده الوهابية وداعش والنصرة واﻹخوان ، إلا بعد أن دق ابواب مدنهم . الجواب عند من يركض وراء منافع دنيوية وأخروية وهو يرتدي اللباس الديني اﻹسلامي السلفي بعد زركشته بما يغري البسطاء من الناس ، ويغزو عقولهم