المحرر موضوع: مشاكســـة ملائكــــــة... وشــــــياطين  (زيارة 879 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مال الله فرج

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 559
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مشاكســـة
.............

ملائكــــــة... وشــــــياطين
..............................
  مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 .............................
تذهلني وتدهشني وتثير عجبي واستغرابي هذه الجماهير الشعبية الحاشدة المتمردة المتشددة، الغاضبة العاتبة، التي ما انفكت منذ اشهر تملأ الشوارع والساحات والارصفة والطرقات، مطالبة بهدير تحشداتها وباعصار هتافاتها حكومتنا الثورية (المثاليــــة)، التي كان لها شرف ان تكون وفقا لتصريحات مسؤول رفيع وتأكيداته، ربما، اول (حكومـــــة ملائكيــــــة) عبر التاريخ،  بالكثير من القضايا (التعجيزيــــة) و(غيــــر المشــــروعة) التي ربما تعجز كل الحكومات (الملائكية منها والشيطانية) لو اجتمعت عن تحقيقها، وفي مقدمتها الاصلاحات الحقيقية ومكافحة الفساد وغسيل الاموال وتوفير الماء والكهرباء وخدمات المجاري والحد من البطالة وحل معاناة النازحين والمهجرين وصرف الرواتب واقالة الفاسدين والمسؤولين المختلسين وتقديم لصوص المال العام الى القضاء، ناسين، أو متناسين، هذا الكم الكبير والمثير من الانجازات والمكاسب والخدمات التي حققتها خلال ما مضى من السنوات، حتى نجحت وبامتياز ان تكون في مقدمة كل الدول الشرقية والغربية، المانحة والمتسولة، الفقيرة والغنية، الملائكية منها والشيطانية على الساحة الدولية.
واذا كان من الصعوبة بمكان ان نقف في جميع مرافئ انجازات حكومتنا (الملائكيـــــة)، فلا بأس من محاولة تلمس بعضها، وربما أهمها، وفي مقدمتها تحولنا الدراماتيكي التاريخي من دولة مانحة تقدم المساعدات لدول شقيقة وصديقة كونها كانت وما تزال واحدة من اغنى البلاد المنتجة والمصدرة للنفط، الى دولة (متســـولة) تستجدي القروض والمساعدات سواء من الدول الشقيقة والصديقة ام من البنك الدولي، ولعل من اروع الانجازات التي حققتها حكومتنا (الملائكيـــــة) في ستراتيجيتها (التســــولية) هذه، ما جاء على لسان وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا مؤخرا من أن بلاده (تـــــدرس)، اجل والله (تــــدرس)، (اقـــراض) حكومتنا (الملائكيــــة) مبلغ (200) مليون دولار، في وقت (تبخـــــر) فيه مبلغ (الف مليار دولار) من ميزانياتنا خلال السنوات الماضية دون ان تستطيع جميع حكوماتنا(الملائكيــــة) التي تعاقبت على الامساك بزمام المسؤولية، توظيفه لبناء دولة حديثة بفعل (شــــياطين الفســــاد) الذين ربما كان معظمهم متحالفا مع بعض (ملائكــــة) الحكومة ويحظون بمظلات حمايتهم (الملائكيــــة)، حيث بلغ مجموع ثروات عشرة فقط من مسؤولينا وسياسيينا وبرلمانيينا (الملائكــــة) وفقا لتقارير اجنبية (مغرضـــــة) (240) مليار دولار، ولو تبرع كل من هؤلاء (الملائكــــة) بنسبة (1%) فقط من ثروته (الملائكيـــــة) التي جناها من ثمرة (نضالــــه الملائكـــي) من اجل الوطن لاستطعنا دعم (ميزانيتنــــا الملائكيــــة الخاويـــــة) بمبلغ (2،4) مليار دولار ولما احتجنا (لمذلــــة) التسول من أي جهة.
وقد تزامنت هذه الانجازات (التاريخيــــة الملائكيـــة) مع تجاوز صادراتنا النفطية حاجز الثلاثة ملايين برميل يوميا، وفي وقت تواصل فيه حكومتنا (الملائكيــــة) ووفق ستراتيجيتها الاقتصادية (المتفــــردة) التـــي اذهلت  القاصي والداني ،غض الطرف عن (ثـــروة الغــــاز الطبيعــــي) الذي يهدر من حقولنا النفطية احتراقا في الوقت الذي نضطر فيه لاستيراد احتياجاتنا اليومية منه من الدول الاخرى.
ووفقا لتأكيدات سابقة لنائب شركة (شـــــل) النفطية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا فان بلادنا تخسر (80) دولارا في الثانية الواحدة (أؤكـــد فـــي الثانيـــة الواحـــدة) اي بحدود سبعة ملايين دولار يوميا جراء احتراق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط الخام في الجو بدلاً من استغلاله وتصنيعه والاستفادة منه، أي اننا نخسر سنويا بفضل (عبقريـــــة) مسؤولي الطاقة لدينا بحدود (ملياريـــن ونصـــف المليـــار دولار) كانت ستغنينا عن (مهانــــة) مد ايدي مسؤولينا (الملائكــــة) لتسول مثل هذه المبالغ التافهة سواء من اليابان أم سواها، حيث ان ما يقارب (700,000) سبعمائة الف مقمق (وحدة قياس الغاز وتعني مليون قدم مكعب قياسي) من ثروتنا الغازية ما تزال تحرق يوميا في الجو امام انظار حكومتنا (الملائكيـــة) التي ربما لا يعنيها هذا الامر (الشيطانـــي) لا من بعيد ولا من قريب.
الى ذلك ومن بين انجازاتنا (الملائكيـــة)، الصمت (الملائكــــي) حكوميا وبرلمانيا وسياسيا وقضائيا عن مصير نتائج التقرير البرلماني الخاص بالتحقيق في اسباب سقوط الموصل بايدي عصابات داعش الارهابية ومساءلة (الفرســـان المياميــــن) المسؤولين عن تلك (الملحمــة البطوليــــة) التي اسالت انهار الدماء ومهدت لامتدادات ارهابية خطيرة ما تزال تداعياتها تتواصل، وتخطي عدد النازحين والمهجرين قسرا والذين امسوا غرباء داخل وطنهم وهم يعانون افظع الماسي والكوارث التي دفعت بالعشرات منهم الى الانتحار، الثلاثة ملايين نازح، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، في حين سبق لمسؤول رفيع في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان اكد، وضمن الانجازات الميدانية في ظل حكومتنا الملائكية، تجاوز نسبة البطالة الــ( 25%)، كما سبق لمسؤول في وزارة التخطيط ان اكد (انجـــازا ملحميــــا آخـــر) ممثلا بارتفاع نسبة الفقر الى (30%) خلال العام الماضي بفضل جهود حكومتنا (الملائكيــة) وخططها الستراتيجية التي (نجحـــت) بشكل منقطع النظير في رفعها الى هذا المستوى (المشـــرف) بعد ان كانت النسبة (19%) فقط، في حيث سبق لبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامـــي)، أن اعلنت من جانبها ان ستة ملايين عراقي مازالوا يعيشون تحت خط الفقر بفضل السياسة الاقتصادية والتنموية والمالية (الحكيمـــــة) لحكومتنا الملائكية التي اصرت وتصر وسوف تبقى تصر على مواصلة نهجها (الملائكــــي) وعدم الاذعان (لشياطيـــــن) التظاهرات الشعبية الذين تنكروا ويتنكرون لانجازاتها (الملائكيــــة) وهم يطالبون بالاصلاحات الاساسية التي لاتمثل، ربما، الا (10%) من حقوقهم الوطنية المشروعة.
وهكذا تتواصل في العديد من البلدان في هذا الزمان المواجهات اليومية بين حكومات فاشلة ربما ترى نفسها رغم ذلك (حكومـــات ملائكيــــة) وبين جماهير تطالب بحقوقها، ربما ترى فيها بعض الحكومات (جماهيــــر شيطانيــــة) ناسين، ولربما متناسين لفرط ذكائهم حقيقة (اذا الشــعب يومــــــا ............).