المحرر موضوع: يعتريني هذيان السؤال نفسه في كل مرة  (زيارة 619 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف الملا اسماعيل

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 14
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يعتريني هذيان السؤال نفسه في كل مرة


الاستاذ الدكتور يوسف الملا اسماعيل
 
كلما انهيت لوحة يأتيني السؤال المعتق نفسه : هل يمكن إعادة رسم هذه اللوحة بنفس الابداع ، ااتكرارية التي تتمحور على فعل الرمز /اللذة /الجمال/وهي خصوصية عبرها يتشكل الفن كونه ممثلا صريحا لاتصاله في الواقع-من هنا نتلقى المستوى اللاشعوري المتشكل في لوحات المبدعين  عبر كثافة الرموز المستترة المؤطرة والتي تبتعد عن الالتحام مع بعضها داخل المشهد البصري حتى ليبدو هذا التوجه مقصودا أي ان الفنان في يحاول بهذا ان يعطي للرموز خص وحرص ان تؤدي هذه الرموز دورها عبر الإيحاء الجمالي المتنوع لينأى بها عن الانطباع الساكن الذي يذهب بها الى المهل وحرص ايضا لان يجعل اللوحة محطه للبث الفني الملغوم بالحكايات المتمثلة لفعل الاساطير لشحن رؤيته الخاصة التي منها يتصفح العالم الخارجي حتى تبدو اناه  منكشفة ومحملة بالرمز الذي لا يكتفي بتمظهره عبر التجريد التعبيري الذي يصنع الاسئلة عبر الفن–تجبرنا لوحات معينة  ان نتخلى عن دوائر مشاعرنا  باستفزازات اللوحة  الشعورية لنلتحم بما هو خارج عن الظاهر للعيان- ليشكل التلقي وفق هذه التخلي لذة و تامل وهو الانطباع الذي يفرضه تشابك الرموز وينبغي ان يؤسس لها سؤال لكي تتوالد سيرورات التاويل المشتركة وتقترح على الذات وفق مرونة المتخيل لنشكله من جديد –لان خصوصية التلقي لهذا النوع من الابداع تتمحور عبر الذاتي التاريخي الجمالي- وثنائية الاتصال  لذة الفنان  و المتلقي من الجانب الاخر فتجعلنا نصل في النهايه الى تاسيس نوع من العناية بهذه الرموز واعادة ترميمها ثقافيا–لينتهي هذا الالتحام : المتلقي - اللوحة الى نوع من التطهير الذاتي –لان التمثل الاشعوري الذي يحرك اللوحة سيكون حاضرا وله الدور الكبير في شحن اللذة عبر الدرس الثقافي وتنوع القراءة التخيلية فيه وقدرة معراج القصدية في بث الرموز صريحة عبر الجمال وخارجة عن الاقنعة ليجعلها تومئ فقط من هنا يضعنا في مفترق طرق أي بين الجذب التجريدي لمتخفيات العرض وبين الرموز التي تتجلى وتنهض من عمق التاريخ والواقع مبتعدا في ذلك عن قدراته التي من الممكن تجعل الرمز يتشظى داخل المشهد البصري لحظة تجريده طاردا في ذلك للنموذج الدلالي الذي يتناسل بطيئا فلحظة استقبال واقع المتلقي  والالتصاق به ما يكشف لنا حركة النسق اللاشعوري ومرونته كمحطة ينطلق منها نحو ارهاصات الفنان والتي توحي على انه مخلوق عتيق يضع \قدم في اللاشعور وقدم في الواقع \لحظة تنفيذ العمل الفني من هنا نستطيع القول انه يرى العالم بسيرورات تاويلية مختلفة تنجذب لهذه الرموز وتجعلها محطة للتماثل عندها نكتشف ايقاعاته المهذبه في التمرد على ما هو مالوف ومكرر في الواقع عبر السلوك وبنفس هذه الدوافع التي تتناغم مع الرموز يجعل المراة ايضا نموذجا مركزيا يحظي بالقدر المناسب من الاهتمام فتحتل اللوحاته فضاءات لا متناهية  لينطلق منها التعبير المركب وتشكل وفق هذه العناية الواضحة ذروة مرموزاته- ولتصفح العلاقات القائمة بين الرموز ومحاورالنص التشكيلي الجمالي وكثافته الدلالية  الى البنية الباثة التي اقترحت تشكيل العالم بهذه الزحمة من التصورات لنتخلى عن القراءة الاولى وندخل الى ما هو غير مكتشف .. وحيث يبدأ لمتلقي حين ينتهي الفنان قبلها تأخذني دائرة السؤال اللعين نفسه منذ عشرات السنوات : هل يمكنني اعادة بناء هذه اللوحة من جديد .. والجواب في كل مرة : مستحيل
ولنا بقية
الاستاذ الدكتور يوسف الملا اسماعيل