المحرر موضوع: تأمل في سر التجسد _ الميلاد  (زيارة 710 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الاب توما ككا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 153
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تأمل في سر التجسد _ الميلاد
التجسد معناه ان الله غير المنظور قد صار منظورا، "فالكلمه صار جسدا وحل بيننا "

المقدمة:
التجسد هو ان الله اتحد بجسد مثلنا وصار انسانا وحل بيننا اذا فى المسيح اتحد اللاهوت بالناسوت (طبيعه الله) بـ (طبيعه اللانسان ) وقد اسميناه  سرا لان عقولنا لا تستطيع ادراك تفاصيله وقد عبر بولس الرسول عن ذلك قائلا " عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد " ( 1 تى 3 : 16 ).
لماذا التجسد؟:
التجسد هو وسيله للاعلان وكشف عن الله للبشرية. ولكي يقيم الشركه والعلاقة مع الانسان. وايضا التجسد هو الحلول والحضور , ويمكننا ان ندرك  ذلك حينما نقارن بين صوره حلول الله فى الخيمه وبين تعبيرات الملاك للعذراء حينما بشرها بالميلاد العجيب فى خيمة الاجتماع ظهرت السحابه تظلل المكان , وهى تعرف " بالشاكيناه  او مشكنا" وهى تعنى الحلول والحضور ونفس التعبيرات استخدمها الملاك " الروح القدس يحل عليك , وقوة العلى تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله " ( لو 1 : 35 (.
وبما اننا في زمن التهيئة والاستعداد لميلاد الرب يسوع المسيح من العذراء مريم، يجب علينا ان نهيئ قلوبنا لقبول الميلاد العجيب. ولكن اولا يجب ان نتحد بهذا الميلاد وليس فقط ان نحيي ذكراه.
يجب ان تتحد انسانيتنا مع الله كي يتحقق سر التجسد في حياتنا، وتكتمل علاقة الله معنا من خلال هذا التجسد العظيم.
قبولنا لكلمة الله يسوع المسيح وايمانا به واتحادنا معه هو مصالحتنا مع الله الاب، وايضا هو رفع من شأننا نحن البشر، وهنا هي العظمة، الله تأنس كي يتأله الانسان (التأله هنا ليس ان يصبح الانسان الهاً. كلا بل ان يتحد الانسان بالله ويصبح ابن الله)، اي الانسان الساقط والمائت بالخطيئة يرتفع ويتعظم من جديد بأتحاده مع الاب السماوي.
ليكون مفهوم الميلاد لدينا ولادة علاقة جديدة ومتجددة مع الاب ألسماوي وليس مفهوم الميلاد بالشجرة والبابا نوئيل والملابس الجديدة و...الخ.
بل يجب علينا ان نجدد هذه العلاقة يوميا مع الاب، كي نكون مستحقين قبول كلمة الله في حياتنا وإنسانيتنا.

الخاتمة:
نحن اليوم في زمن ألبشارة اي بداية العهد الجديد. لأن الانجيل بدأ اولا بالكلمة وبعدها الكلمة اصبح بشرا وحل بيننا. لذلك يجب علينا في هذا الزمن (زمن البشارة) ان نقبل هذه البشارة ونعلنها للآخرين. وهذه البشارة هي بمجيء الرب يسوع.
وأيضا زمن البشارة هو زمن الرياضة ألروحية زمن التهيئة والاستعداد لقبول التجسد الالهي. ويجب ان نترك كل زلاتنا وخطايانا وسلبياتنا. وان ننقي قلوبنا لكي نجعل منها (قلوبنا) مكانا يولد في الرب يسوع. ولكن هذا لا فقط في هذا الزمن بل يجب علينا ان نتأمل في حياتنا وفي خطايانا وسلبياتنا ونطهرها يوميا. ولكن في هذا الزمن بما انه زمن الاستعداد للميلاد يجب ان نعيّد هذا العيد وغيره من الاعياد بما يليق للرب يسوع المسيح.
وايضا صوم الميلاد هو من اجل ان نتأمل قليلا بإنسانيتنا وهل نحن مستحقين ان نكون هياكل للرب، ان نكون مستحقين لقبول الكلمة المتجسد.

المصادر:
•   الكتاب المقدس
•   تفسير الخوري بولس الفغالي


   
    الاب
   توما ككا
نيوزيلند 2015