المحرر موضوع: صراع سياسي عراقي ، دمر الصخر والبشر!!  (زيارة 717 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
صراع سياسي عراقي مميت ، دمر الصخر والبشر!!
ليس غريباً على أحد حتى من بسطاء الشعب العراقي بكافة مكوناته القومية والأثنية ، ما آلت اليه الأمور والويلات والمآسي قبل التغيير وليزيده لما بعده ولحد اللحظة.
تخلف العراق كثيراً في مواكبة العصر المتطور على مستوى العالم من جميع النواحي الحضارية والانسانية ، سببها الحروب المتواصلة داخلياً وخارجياً وصراع سياسي قائم أيديويوجي مؤدلج في أنهاء الآخر وخصوصاً الفكر الوطني الثقافي الأنساني المتطور ، مع تراجع دراسي في كافة مراحله أدى الى تفشي الأمية والجهل في أوساط الشعب العراقي ، ناهيك عن الثقافة والأدب والشعر والفن بسبب ممارساة فاشية عطلت الحياة وتطورها اللاحق بما فيه التطور الأقتصادي والمهني والأجتماعي بالأضافة الى الهجرة المتواصلة والمستمرة منذ قرابة أكثر من خمسن عاماً ولحد الآن.
ليأتي الأسلام السياسي بكلا الفقهين والمنهجين الطائفيين ليزيد الطين بلة والخراب خراباً ودكاراً ، مع فقدان الأمن والأمان والأستقرار النسبي السائد في زمن الدكتاتورية الفاشية ، ناهيك عن الصراع القائم على الأرض العراقية ليتحول الى ما يسمى نزاع أو متناوع بين المكونات العراقية على الأرض الواحدة واليفترض أن يكون خط أحمر لا يمكن لأي قوة أو مكون تجاوزه ، حتى تحول هذه النزاع للمساومة وأستباحة الأرض والعرض من أجل التوسع على حساب الآخر وعلى الأرض العراقية نفسها ، اليس هذا جرم ما وراءه جرم وطني وأنساني ؟؟؟!!!
الصراع على الأرض في بلد مدني وطني الى متخلف بين المكونات العراقية ، أياً كان لونها وشكلها ومنبعها وأيديولوجيتها وأفكارها وسياستها وتسييسها ، هو لعب بالنار يحترق كل شيء وأغلى شيء هو الأنسان ، فتخلف العراقيون سياسياً وتراجعهم الثقافي والفني والأدبي والأجتماعي والأقتصادي والنفسي قبل عقود من الزمن العاصف ، وأستمراره المستميت دون حلول عملية وموضوعية ، أدى الى ما آلت اليه الأمور لتزيده عنفاً ورعونةً وقتلاً وهجراً وتهجيراً وتشرداً ودماراً.
اللعبة السياسية قائمة على قدم وساق في الغاء الآخر وكبح الصوت العراقي الوطني الشريف ، لتمرير المصالح والغايات الخاصة النفعية الذاتية المصلحية الخاصة دون العامة وهي كارثة وطنية أنسانية جمّة قائمة ومستمرة ، فلا ننسى التدخل التركي السافر والأيراني اللعين القاتل لتأجيج الصراع العربي الكردي المستميت ناهيك عن نتائج وخيمة كبرى في الصراع الكردي الكردي القائم المدمر هو الآخر وخصوصاً داخل الأقليم نفسه وبين الأخير والكرد المجاور له.
الثقة مفقودة وغائمة وغائبة تماماً والنوايا الحسنة لا وجود لها أطلاقاً ، والتجاذبات الأقليمة والدولية لتأجيج الصراع وتفعيله واجد ومستمر وبدعم مالي وعسكري لأطراف الصراع ، كما وفقدان الثقة حتى بين الحكومات المتعاقبة وفق الديمقراطية الهزيلة المبتذلة والفوضى الخلاقة الواجدة ، كل هذا أدى الى مفقدان الثقة بين تلك الحكومات الكارتونية الضعيفة ودول العالم.
العراقيون بحاجة ماسة الى نظام أخلاقي تربوي أجتماعي أقتصادي أرشادي متطور ومتقدم بأستمرار ، كونهم فقدوا ذلك لمدة أكثر من خمسة عقود مضت ، دون أن يستفادوا من الكوارث الحاصلة وويلات الحروب المدمرة والقاتلة ، ناهيك عن القمع والقهر السياسي والظلم الأنساني للأنسان نفسه ضد أخيه الأنسان ، نتيجة الصراع السياسي المقيت والغير المجدي بسبب نوايا شريرة بأرتباطات الحكام المسيرين وفق متطلبات عمالتهم الواضحة ، كل هذا وذاك ثمنه باهض وقاتل ومميت لأراقة الدماء وفقدان الأموال نتيجة الصراع السياسي المخيف بكل أشكاله والوانه.
لا نعتقد العراق يتعافى من وضعه الحالي ، طالما لم يحافظ على الطبقة المثقفة وكادره العلمي المتنوع الأختصاصات ، الذي غادر ويغادر العراق بأستمرار حيث الأمن والأمان والأستقرار ، بالرغم من حبه وأصالة تفكيره الوطني العراقي ليكون ثنائياً من أجل أنسانية الأنسان وغلائه اللامثيل له في الكون كله ، يعيش في دوامة صراعه الذاتي الزدوج بين حب الوطن وحفظ النفس.
أننا نفتقد للعقلانية السياسية الرشيدة الحاكمة عبر عقود من الزمن ، وهذا ما دمر البشر والصخر على حد سواء ، فلا يعني بأن العراق لا يملك عقلاء ومناضلين سياسيين نزيهين وشفافين شرفاء بل العكس هو الصحيح .. لكن التدخلات الأقليمية والخارجية على مستوى العالم لا يروق لهم تغيير الواقع العراقي الدامي الى الآمن المستقر بعيداً عن القتل والدمار والخراب ، من خلال دعم ومساندة عقلاء السياسة العراقية ، مما حدى في غالبيتهم ترك البلد منذ عقود خلت ليستقر في بلدان المهجر العالمي ، وهذه كارثة أنسانية بشرية غير عادلة ولا نافعة ومفرطة بطاقتها الفاعلة في بلد الأصل ، لتفقد بريقها اللامع في الشتات القاتل نفسياً وأجتماعياً وحضارياً ، لاسباب عديدة لا مجال للتطرق اليها حالياً.
حكمتنا: الوطنية الحيّة في الأنسان ، وليس بالصخر والحجر والشجر!!
منصور عجمايا
5\12\2015

[/color]