المحرر موضوع: المبدعون يعيدون الحياة بعد كل احتضار للابداع  (زيارة 580 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف الملا اسماعيل

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 14
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المبدعون يعيدون الحياة بعد كل احتضار للابداع
يوسف الملا اسماعيل
 
شكرا للاخ الزميل حميد المطبعي
كان الفنان الراحل فائق حسن  يقول: دع الحياة تقدم نفسها بنفسها..وذات  مرة كتب ناقد ان فائق حسن: (ليس مثقفاً..) أي انه لا يستطيع أن يعبر عن ثقافتة بمستوى فنه أو رسوماته، وتبرم كثيراً من هذا التخريج، وقال :-
هل من الضروري أن أشرح كل لوحة من لوحاتي ليطلع المتلقي علي ثقافتي؟
 وكان علي حق، إذ يكفي الفنان الكبير أن يقدم لنا لوحته ثم نقوم نحن بتفسيرها أو بتخيلها بما نملك من ذائقة ومزاج خيالي، ووظيفة الفن في  الاساس تحويل الاحتمالات إلي ضرورة، وتأويل الباطن وبتأويل أية لوحة من لوحاته يكشف لنا فائق حسن عن بعده الثقافي العميق، الحسي في جانب، والعقلي في جانب، والاستلهام الواقعي لحياة مجتمعة في جوانب متعددة، وفي كل ذلك كان يؤدي دور المعرفي في تقديم صورة أمينة عن مجتمع عاش فيه، كما أدي دور الفنان في تحريك رؤي التاريخ بوسيلة اللون أو بوسيلة الريشة، تلك البوصلة التي تحركت علي القماشة ورصدت حتي الشعيرات الصغيرة في جغرافيته التي تنفس فيها باسم الحرية التي ابتدعها في خلقه وتكوينه الانثربولوجي.
 وهنا اذ لابد ان يضع الفنان  قواعد لفن تشكيلي تبدأ من استلهام التراث الحضاري  من شعبه وتنتهي بمعايشة الفلكلور المعاصر، ولذلك على علىالفنان المبدع ان تتضمن لوحته (تاريخاً رمزياً..) ويعني به الالمام بعكس الواقع المرحلي وملاحقته بخبرة اللون أو بخبرة تجميع الضوء..ثم بُخضع اللوحة لفلسفة  الفن كرسالة  ،وبرأيي يُعتبر فائق حسن  أول فنان عراقي فلسف اللون، وأنتج عبر تجاربه الفنية (قيماً لونية) جعلها أساساً في بنية اللوحة التشكيلية، وكان يقول لتلاميذه: (في اللون وابداعه تتحدد فلسفة التشكيلي )  وهذهثقافته الرصينة في الاداء لذلك لابد أن تقوم اللوحة الرائدة علي طبيعة الالوان وترابطها وانسجامها، فإذا أتقن الفنان لعبة توزيع الكتل اللونية أتقن الحركة في اللوحة، لأن في اللون عمقاً وامتداداً وتموجاً وهذه كلها تفتح ألغاز ابداع الرسم.. ، ولذلك من تخرج تحت يديه من خرجه من أجيال الرسامين  فيما بعد يتذكر في حالة الرسم ان طيف فائق حسن يتحرك فيه ذات اليمين وذات الشمال.
برأيي القلق ،الصراع التشوق لتجاوز خطأ العصر، وتشوق آخر يطارده لعبور المنظور، وكل هذه لابد للفنان المبدع من أن يعكسها في فنه أو ابداعه، ليقول في نهاية رحلته: (اني رسمت صيرورتي ) .
وهنا وسط  فوضوية السياسة و تحطيم بنية السلوك الانساني بالارهابين ( الجسدي والذهني ) على صاحب الرسالة ان لا يقف و ان ينشر فكره ويعكس أبعاد سلوكه المبدع ...
 حين يرى الابداع يحتضر
علينا ان ندخل الابداع في في غرفة الانعاش القابعة في ضمائرنا
لننهض من جديد
ولنا لقاء
الاستاذ الدكتور يوسف الملا