المحرر موضوع: أطواق النجاة  (زيارة 537 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
أطواق النجاة
« في: 12:01 10/12/2015 »
أطواق النجاة
إلقاء اطواق النجاة الى الذين غدر بهم قاربهم واخذ البحر يهمّ بابتلاعهم حالة في غاية الانسانية .
ولكن ، هل هذا صحيح ايضا عندما يهمّ البعض ، وما اكثرهم الان ، بإلقاء قوارب النجاة الى الذين كانوا السبب في تخريب القارب ؟ اولئك الذي عمدوا الى التخريب ، و لا يزالوا مستعدّين لمعاودة الكرة مرة بعد الاخرى ، وكلما تورّطوا ووجدوا انفسهم في مأزق يهرع المناصرون والمؤيدون لإلقاء اطواق النجاة غير عابئين بالالاف الذين شُرِّدوا وقتلوا وأُغرقوا بسببهم ... الى متى ؟؟ ....
كثّر الحديث في الاونة الاخيرة عن " معاناة " اهل الموصل من الدواعش ، وان " ام ذنون " ( لا يُذكر اسمها لأسباب امنية ) تتكلم بإسهاب عن الظلم الذي يقع على اهل الموصل ، و" ابو طه " ( لا يُذكر اسمه ايضا لاسباب امنية )  يستنجد بالقوات الحكومية وحتى بالبيشمركة لتخليصهم من داعش .
وإن داعش تعتقل وتقتل رفاق عزت الدوري بعد ان إكتشفت " مؤامرة انقلاب " منهم للسيطرة على داعش في الموصل ...
بالأمس فقط كانت جماهير الموصل على الفضائيات تحتفل بدخول داعش ، وإن اردنا توخي الدقة فإن الاحتفالات كانت بنهوض داعش " من الداخل " وليس بقدومها من الخارج . بالأمس فقط كانت جوامع الموصل تصدح بالنصر الداعشي ، وفي نفس الوقت تمهل " اهل الذمة " يوما او يومين وتُخيّرهم بين الاسلام او الموت او الرحيل ... نعم تخيّرهم ، وليخسأ من يقول انها كانت تُجبرهم .....
بالأمس فقط إنفلتت جماهير موصل الحدباء من عقالها  ليعتدوا على " الكفار " من جيرانهم وابناء مدينتهم .. ام الربيعين.. ليودّعونهم بالإذلال والتحقير.
بالأمس فقط خرج علينا محافظ الموصل السابق ، التي سالت دماء المسيحيين الزكية على ارض الموصل خلال عهده الكريم ، ليقول لنا : " انها ثورة شعبية " !!! .. ثم تدارك بعد ايام ليقول بأنها داعش .. امثاله في العراق الان كثيرون من الذين يحترفون  صياغة " خطوط الرجعة " وتأمين " العودة " تحت اية ظروف . هذا الرجل الذي يكره امريكا هو نفسه الذي سافر الى امريكا لتأمين مستقبله السياسي !!
خرج علينا إعلامهم من كل صوب ، جاءنا الغزو من مواقع وفضائيات ، من الفيس بوك ، حتى ايميلاتنا الشخصية لم تنجو منهم !!! يرسلون لنا مقالاتهم " المستقلّة " كي نساعدهم في نشرها ... يبدو ان الاحتراف قد شمل جميع فنون السياسة المحاربة . محترفون في القتل وفي الكذب وفي التمويه وفي اطلاق الاشاعات ... محترفون في كل شيء عدا في فن التعايش او البناء الوطني .
بعد ان تورّطت داعش ومن والاها ، بعد ان أصبحت جرائمها لا تُطاق ، وبعد ان بدأ الخناق يضيق عليها ، هرع المُناصرون يلقون اطواق النجاة لأهل الموصل في محاولة لفرزهم من داعش ..
ورغم إن سهل نينوى لا يشكّل قوة تهديدية لأحد ، ألا انه مهم جدا في الصراع السني الشيعي الكردي ، يا للحظ العاثر يا اعزائي  وانتم تعيشون بين الذئاب !! كيف يكون هذا حالكم وتسمحون بالذي يجعلكم منقسمين على انفسكم  !!!   من هذا المنطلق سارع " المناصرون " برمي اطواق نجاتهم الى اعوانهم :
هذا يقول بأن قتل المسيحيين وتهجيرهم لم يكن من المسلمين  ، بل كانت مؤامرة دولية قادتها امريكا والصهيونية .. معنى ذلك " ايها المسيحيون ، ان الذين قتلوكم وهجّروكم هم ايضا ضحايا مثلكم ، ما عليكم إلا تتوحدوا معهم لانهم اخوة لكم " ...
لا ادري إن كانت المؤامرة الدولية هي ايضا وراء قتل اخوتنا الصابئة او اعزائنا الايزيديين .
وهذا الذي يحدثنا عن " سايكسبيكو " كل اسبوع ،  وآخر يحدثنا عن " خارطة العراق المُقسمة " كل يوم ، وآخر يحدثنا عن الفساد والسرقة وعدم اهلية الحكام الحاليين لخلل في نفسياتهم ، لكنه لم يذكر عبارة واحدة ، عبارة واحدة فقط يا رجل إن كانت نيتك صادقة ، وهي ان المعارضة المسلحة أسوأ منهم .
وجاء " طوق نجاة من  اردوغان " قويا واضحا لا لبس فيه ... وعلى تخوم الموصل !!!
ان الرجل مصرّعلى مساعدة العراق ضد داعش رغما عنه .
الذي يؤسفني هو ان اجد مسيحيا واحدا يشارك في عملية الانقاذ الغير انسانية هذه ، بقصد او بدون قصد .
لا يوجد من بين شعوب الارض كلها مثل ما لدينا !!!