لافروف : أولئك الذين يطالبون برحيل الأسد ؛
يساهمون بطريقة غير مباشرة في تمدد " داعش " !
الأربعاء 09 ـ 12 ـ 2015
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف :
وكالات :
موسكو ( RT ) :
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ أولئك الذين يصرون على الربط بين رحيل الأسد وتشكيل تحالف دولي
ضد الإرهاب ، يساهمون بصورة غير مباشرة في الحفاظ
على الظروف المواتية لتمدد داعش ، وقال في مقابلة
مع وسائل إعلام إيطالية نشرت الأربعاء 9 ديسمبر/ كانون الأول : " إذا إستمر طرح قضية الأسد بطريقة مصطنعة
كعقبة على طريق تشكيل تحالف شامل لمكافحة الإرهاب ،
فلا مفر من إعتبار تصرف أولئك الذين يصرون على ذلك ، كمساهمة غير مباشرة في الاحتفاظ بالظروف المواتية
لتمدد " داعش " ، وأكد لافروف أن موقف الغرب منْ مسألة مصير الرئيس السوري تعرض لبعض التعديلات ، إذ لم
يعد شركاء روسيا يطالبون باختفاء الأسد فورا ،
دون أنْ يستبعدوا مشاركته في العملية السياسية الانتقالية ، لكنهم ما زالوا يصرون على تحديد
موعد ما لرحيل الأسد ، وتابع الوزير تعليقا على
هذا الموقف : " لقد رد الرئيس الروسي أكثر من مرة
على هذه الفكرة ، ونحن نعتبر مثل هذه المقاربة مصطنعة ومتعارضة مع القانون الدولي والمبادئ الديمقراطية " .
وآعتبر أنّ المزاعم الأمريكية حول رفض الأغلبية السنية
في سوريا للأسد باعتباره ممثل أقلية ، تعد محاولة
غير نزيهة لاستغلال الورقة الطائفية في الأزمة السورية .
لافروف : هناك إمكانية للقضاء على " داعش " بسرعة
ولا داعي لاستخدام السلاح النووي ، وآعتبر لافروف
أنّ هناك إمكانية لحل قضية تنظيم " داعش " الإرهابي بسرعة ، في حال توحيد قدرات سلاحي الجو الروسي
والأمريكي والشروع في إقامة تنسيق وثيق مع القوات البرية التي تواجه " داعش " على الأرض .
وأوضح : " يجب على القوات البرية أنْ تنضم قبل كل شئ ، إلى التحالف المناهض للإرهاب ، وأنْ تعمل بدعم القوات الجوية ، إن القدرات الجوية المتوفرة تعد كافية ،
إذا قمنا بتوحيد قدرات التحالف بقيادة أمريكا وقدرات سلاح الجو الروسي " ، وأعاد الوزير إلى الأذهان
أنّ الأمريكيين أنفسهم يقرون بضرورة انضمام الجيش السوري إلى العملية البرية المشتركة ضد " داعش " .
وأردف قائلا : " إنهم يقولون لنا: نعم ، إننا مستعدون للتعاون مع الجيش السوري لكن يجب الإطاحة بالأسد وبالقادة الأساسيين في الجيش ، إن هذه المقاربة
لا تحمل طابعا عسكريا مهنيا ، بل أيديولوجيا " .
وقال لافروف إنّ روسيا يمكن أنْ تشكل محور التحالف
الدولي المستقبلي المناهض لـ " داعش " ، علما بأنها الدولة الأجنبية الوحيدة التي تعمل حاليا لمكافحة الإرهاب في سوريا على أساس قانوني ، وآعتبر الوزير
أنّ دمشق ستكون مستعدة لإقامة تعاون مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن في حال تلقيها طلبا بهذا الشأن .
وآعتبر لافروف أن تشكيل تحالف دولي واسع ضد الإرهاب
فكرة واقعية تماما ، وذكر بأن دول العالم تمكنت خلال الحرب العالمية الثانية من توحيد الجهود للحيلولة
دون سقوط العالم برمته بأيدي النازيين وأيديولوجيتهم الكارهة للبشر ، باعتبارهم الشر المطلق .
وأضاف : " اليوم يروج تنظيم " الدولة الإسلامية "
نفس القيم الكارهة للبشر ، وعلينا ألا نسمح بتحوله
إلى دولة حقيقية والقضاء على أوهام عناصره حول وجود صلة بين التنظيم الإرهابي وبين الإسلام " .
وأكد لافروف أنه لا داعي للجوء إلى الأسلحة النووية
ضد الإرهابيين ، وجاء هذا التأكيد تعليقا على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير پوتين الذي تحدث الثلاثاء
عن أحدث الصواريخ الروسية التي تستخدمها القوات المسلحة الروسية في سوريا ، وذكر أنه يمكن تزويد تلك الصواريخ برؤوس نووية ، على الرغم من أنه لا داعي
للجوء لذلك في سياق مكافحة الإرهاب ، وأكد لافروف قائلا :
" لا داعي لاستخدام الأسلحة النووية ضد الإرهابيين وبإمكاننا القضاء عليهم بالوسائل العادية .
وهو أمر يتناسب تماما مع عقيدتنا العسكرية " .
لافروف : مساعي " داعش" التوسعية أمر مثير لقلق بالغ
وصف وزير الخارجية الروسي مساعي تنظيم " داعش " التوسعية ونيته فتح فرع لـ "عاصمته " الرقة في سرت الليبية ، بأنه " إشارة مثيرة لقلق بالغ " .
واعتبر أنّ " داعش " يبذل جهودا قصوى لإثبات نجاح مشروعه وذلك يتطلب منه توسيع وتمديد " خلافته " ، مشيرا إلى تزايد عدد خلايا " داعش " في الأراضي المصرية أيضا . وأكد أنّ روسيا ستشارك في اللقاء الدولي حول ليبيا
الذي سيعقد في روما يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول .
لافروف : إسقاط " سو- 24 " قد يكون محاولة لنسف
عملية التسوية السورية ، كما لم يستبعد لافروف أنْ يكون الهدف وراء إسقاط قاذفة " سو- 24 " الروسية في سوريا يكمن في نسف التسوية السياسية في سوريا .
وتابع تعليقا على الحادثة التي وقعت يوم 24
نوفمبر/ تشرين الثاني فوق أراضي سوريا :
" إننا لا نرى أي تفسير آخر باستثناء الرغبة في نسف جهود مكافحة الإرهاب ، أو جعلها أقل فعالية ،
أو ربما لحمل روسيا على التخلي عن العمل في المجال الجوي السوري ، أو حتى بغية نسف العملية السياسية
التي بدأت تلوح في الأفق على أساس إتّفاقات فيينا " .
وتابع تعليقا على إسقاط الطائرة الحربية الروسية :
" لا شك في أنه طعنة في الظهر " ، وأعاد إلى الأذهان
أنّ طائرة روسية إخترقت الأجواء التركية فعلا مرة واحدة فقط يوم 3 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ، ووقع هذا الحادث عن طريق الخطأ ، واعتذرت موسكو رسميا آنذاك ، وأجرى الرئيس پوتين مكالمة هاتفية بهذا الشأن
مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان " ، وذكر بأن أردوغان نفسه قال منذ 3 سنوات عندما أسقط الدفاع الجوي السوري مقاتلة تركية فوق ريف اللاذقية ، إنّ إختراقا لمدة ثوان للمجال الجوي لا يمكن أنْ يعتبر ذريعة لإسقاط الطائرة .
ودعا إلى بحث ما تعمله أنقرة حقا لتنفيذ المهام
التي يطرحها أمامها التحالف الدولي المناهض
لـ " داعش " ، وتساءل : " لماذا يستهدف القصف التركي بالدرجة الأولى ليس الإرهابيين بل الأكراد الذين يعتبرهم الأمريكيون حلفاء محتملين في مكافحة الإرهاب ؟ " .
وتزعم أنقرة أنها أسقطت القاذفة الروسية بعد إختراقها للمجال الجوي التركي ، لكن هيئة الأركان الروسية ترفض هذه المزاعم قطعا ، وتقول إن المقاتلة التركية
هي التي دخلت في المجال الجوي السوري لتطلق صاروخا على القاذفة الروسية التي كانت تنفذ مهمة قتالية .
المصدر / قناة [ R T ] الفضائيّـة .