المحرر موضوع: الحرب الدولية في الشرق الاوسط  (زيارة 781 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عابد عزيز ملاخا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 126
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحرب الدولية في الشرق الاوسط 
                           

بقلم: عابد عزيز ملاخا                                                                      

 
     بدأت جحافل الدواعش بالقدوم إلى سوريا عبر المنافذ التركية بمصاحبة آلاف السيارات اليابانية الصنع رباعية الدفع التي تصلح للعمليات الحربية السريعة. و تقول الاخبار إن هذه السيارات مستوردة من اليابان بإسم تاجر عراقي وأخبار اخرى تقول إنها مستوردة بإسم مسؤول في الحكومة العراقية. و بهذه الذريعة تشكلت أحلاف عسكرية وسياسية بحجة الدفاع عن المنطقة التي تنشط فيها عصابات دواعش.                           
    كان الحلف الاول بقيادة امريكا ويضم تركيا والسعودية ودول الخليج (أي حلف سني) ... و على أثره شكلت روسيا حلفاً رباعياً آخر يضم إيران وسوريا والعراق (أي حلف شيعي) والحجة في ذلك هي أن أمريكا لم تستطع القضاء على داعش عسكرياً خلال مدة سنة أو أكثر و لهذا تم الإستعانة بروسيا!!!..
  إن الأحلاف الآنفة الذكر هي أحلاف سياسية وعسكرية غايتها المعلنة توجيه ضربات ضد داعش في الأنبار والموصل و إن تطلب الامر إنزال قوات عسكرية برية بمصاحبة ضربات جوية أيضاً.
   إن لتركيا اليد الطولى في دخول هذه الاحلاف المؤلفة من الدواعش المتعطشة للدماء من المسلمين السنة الإرهابيين، لا بل تركيا شريكة في هذه الغزوات لأنها مستفيدة إقتصادياً لتحصل على النفط العراقي والسوري من داعش بأرخص الأثمان،  حيث أن الاخبار تتناقل عن داعش ومسألة تصديرها من النفط ما مقداره 50 مليون برميل شهرياً وهذا ما أدى إلى إنخفاض سعره دولياً إلى 35 دولار للبرميل الواحد الذي كان قبل ذلك سعر البرميل الواحد 100 دولار. وهذه العملية هي إستفادة كبيرة جداً للدول الغيرالمنتجة ومنها تركيا التي أضرت بإلإقتصاد العراقي ضرراً بالغاً.
   إن لتركيا صراعاً قديماً مع العراق حيث يتجلى ذلك بقطع مياه نهري دجلة والفرات ذلك بإنشاء سدود عملاقة في أراضيها بحيث أن مياه النهرين الداخلة إلى الاراضي العراقية أصبحت شحيحة خاصةً في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق، فأضحت الاراضي الزراعية صحراوية قاحلة جرداء في تلك المناطق. و عادةً ما يشكو المزارعين من نقص المياه لسقي أراضيهم الزراعية. وكان هذا الموضوع خلاف بين الحكومات العراقية السابقة والحالية حيث عندما يطالب العراق تركيا بعدم قطع مياه النهرين القادم إلى العراق تجيب تركيا : "نحن لدينا الماء و أنتم لديكم النفط، زودونا بالنفط ولقائه نزودكم بالماء". إذاً داعش وفّرت لتركيا النفط العراقي وحجزت مياه النهرين بالضد من العراق ... هل من حق تركيا أن تسلك هذا السلوك المشين..
   كان المفروض على العراق أن يعمل نظاماً دولياً بإتفاق عالمي لتنظيم واستغلال المياه المشتركة مع تركيا منذ مدة... لم يتبنَ العراق هكذا مشروع الذي يجب أن ينظم المياه بين الدول المتشاطئة حيث كانت الحكومة العراقية مشغولة في الحروب الداخلية و الخارجية و قمع أبناء الشعب العراقي لسنوات طويلة ..
    لماذا لم تتخذ السلطات العراقية السابقة والحالية موضوع نهر النيل قدوة حسنة لهذا الموضوع المهم جداً الذي يخص الوطن والشعب العراقي .... إن نهر النيل ينبع من جنوب القارة الافريقية و يتجه شمالاً ماراً  بعشرة دول افريقية بما فيها السودان و مصر ومنها إلى البحر الابيض المتوسط. إن كل هذه الدول العشرة المتشاطئة التي يمر عبرها نهر النيل لديها إتفاقات عالمية بإشراف دولي بحيث لا يستطيع أي من هذه الدول إستغلال و لو كمية من نهر النيل دون الرجوع إلى الأطراف الأخرى التي يشترك في هذا النهر.
   لهذا كان لتركيا الفرصة الملائمة لإستغلال مياه دجلة و الفرات دون أن يكون هنالك رادع دولي أو رقيب في تصرفها الغير لائق بالجيرة مع العراق. أما موضوع حرب الدواعش في العراق وسوريا فإن تركيا إستغلتها لكونها سنية مع داعش و دخلت الحرب الخفية ضد الشيعة في المنطقة.
  كما وأن الصراع الدولي المبني على الإقتصاد والسياسة لعب دوراً مهماً حيث تم إستغلال هذه الخلافات الطائفية و العنصرية بين السنة والشيعة ودخلت إلى ساحة الحرب أمريكا وروسيا يتنافسان للإستغلال السياسي والإقتصادي لما يهم مصالحهم. إن الإتفاق الرباعي الروسي الإيراني السوري العراقي (الشيعي) بالضد من التحالف الأمريكي التركي السعودي الخليجي ( السني) بحيث جعل المنطقة في صراع دولي للإستفادة ألإقتصادية والسياسية للسيطرة على المنطقة.
   إن الاحزاب الشيعية و إيران رحبت بالتدخل الروسي في منطقة الشرق الأوسط حيث يهم مصالحها الحيوية واعتبرته منافساً للتدخل الامريكي. إن الخاسر الوحيد في هكذا صراعات هي الشعوب التي ليس لها لا ناقة ولا جمل في كل هذه الغزوات والحروب التي تستفيد منها الدول الكبرى ذات النفوذ العالمي.