المحرر موضوع: دعوة لتشكيل نواة لوبي كلدواشوري في الاغتراب  (زيارة 1136 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

دعوة لتشكيل نواة لوبي كلدواشوري في الاغتراب

أوشـــانا نيســـان
لقد دقت ساعة التغيير يا رؤساء أحزابنا ويا قيادات منظماتنا السياسية والاجتماعية والثقافية وحتى رجالات الدين المسيحي داخل الوطن وخارجه. هذه المرة أقرع جرس الانذار من داخل الوطن وأنا اشاهد بأم عيني وأوضاع شعبنا الكلدواشوري تنجرف للاسف الشديد نحو منحدرسحيق لا قعر له، لا لاعتبارات أزمة الثقة بين القيادات الحزبية والسياسية كما يفترض، وانما بسبب تعثر الخطاب السياسي الحزبي وحاجة القيادات الحزبية المتنفذة بجميع تسمياتها وتكتلاتها وتجمعاتها الى حركة للاصلاح والتغيير يتفق مضمونها مع أجندة التغيير والعولمة في العالم كله.
حيث الواضح أن التعقيدات التي رافقت هذه المرحلة السياسية المقلقة من تاريخ العراق والمنطقة باسرها، تدفع بالصفوة السياسية قبل النخبة المثقفة، الاسراع في خلق رؤية مستقبلية مشتركة في ظل التحديات التي تواجه افاق الوطن وتظلل وجود ومستقبل ابناء شعبنا في الداخل الى جانب الاثار السلبية "المقلقة" التي خلفتها ظاهرة الهجرة المستفحلة من القرى والارياف والتابعة لابناء شعبنا في الاقليم الكوردستاني اثر تفاقم أثارالجرائم الوحشية التي اقترفتها وتقترفها بانتظام مرتزقة ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق وسوريا خلال السنتين الاخيرتين. لذلك بات من الضروري جدا البحث عن أليات سياسية جديدة أوبدائل دبلوماسية عصرية قد تسهل نهج البقاء داخل الوطن والتشبث بأرض أباءنا واجدادنا لكي لا نكرر الاخطاء التاريخية التي وقعت فيها القيادات العربية في فلسطين ونضطر لبيع الوطن بسعر بطاقة سفر!!
علما أن الفكرة هذه كانت حصيلة نقاش جدي جرى بالامس بيني وبين سياسيين أثنين ذوي خبرة مؤهلة فعلا لمناقشة وضع الشعب ومستقبله. فظلال التحركات السياسية الدولية المكثفة التي تجري في المنطقة هذه الايام وتفصلنا مجرد أيام قلائل عن مرور 100 عام على اتفاقية سايكس – بيكو، ودورالاتفاقية تلك في تغير الملامح الجذرية لخارطة الشرق الاوسط، تدفعنا الى الاسراع في البحث عن البدائل السياسية أوالحلول الدبلوماسية المناسبة وفي مقدمتها، تشكيل لوبي كلدواشوري ضاغط من شانه أجبار القوى العالمية الكبرى وعلى راسها زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي للعمل بجدية، في سبيل وقف الابادة بحق مسيحي الشرق الاوسط عموما وأبناء شعبنا الكلدوأشوري على وجه الخصوص وذلك من خلال الضغط على القيادات السياسية العراقية أو حتى العودة الى التوصية التي قدمتها الحكومة البريطانية الى عصبة الامم وتحديدا في 15/10/1932 بموجبها، تم التاكيد على حقوق الاشوريين وذلك بعد صدور توصية من مجلس عصبة الامم في الجلسة الرابعة عشرة أقتضت باسكان الاشوريين في وحدات متجانسة لحماية وجودهم وحقهم في الحرية والحياة. القرار الذي رفضته الحكومة العراقية/ السنية مما دفع بعصبة الامم على أصدار قرار اخر رقم69  بتاريخ 15/12/1932 يشترط منح الحكم الذاتي للاشوريين في ولاية موصل.
هذا التحرك العربي "السني" المشبوه أو الخطاب القومي الناسيوناليزمي للحكومة العراقية قبل 83 عام، مثلما كان سببا وراء المذبحة الدموية التي وقعت في "سميل" بعد أقل من ثمانية أشهر من رفضها للقرار الدولي، يجب أن يكون اليوم ناقوسا لافشال محاولات القيادات العراقية "السنية" نفسها وطروحاتها بهدف اقناع مجموعة من القيادات الحزبية للمسيحين في القبول بربط منطقة سهل نينوى بالاقليم السني المؤمل وعاصمته نينوى كما يقول محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي في مقابلة مع فضائية دجلة بتاريخ 15 ديسمبر الجاري، بدلا من الارتباط بالاقليم الكوردستاني رغم اعتراف قياداته السياسية بشرعية وجود شعبنا الكلدواشوري وحقوقه الدستورية خلال أقل من 5 سنوات من بعد سقوط الصنم.
الحل أو البديل السياسي
بات من الضروري ان نعترف اليوم أنه فعلا بين القول والفعل مسافات شاسعة، وان الطروحات القومية والوطنية التي تشدقت بها القيادات الحزبية المتنفذة خلال عقود مضت سواء أكانت من خلال تجمعات أو نظام حزبي هرم، مثلما لم تفلح في تحقيق الحد الادنى من طموحاتنا القومية كذلك فشلت في اقناع المواطن الكلدواشوري في البقاء والتشبث بأرض الاباء والاجداد. وما اشتداد ظاهرة الهجرة في الاونة الاخيرة الا دليلاعلى فشل تلك الطروحات الحزبية التقليدية ودعوة مستعجلة للاسراع في تشكيل لوبي كلدواشوري فاعل وفق افضل وسائل الاتصال والضغط والاقناع في بلدان الغرب.
حيث يعرف المطلع أن الاجواء السياسية المعقدة في العراق عامة والاقليم على وجه الخصوص شّرعت مهمة تواجد القوات والقواعد العسكرية الدولية في المنطقة والاقليم على حد سواء. ولا سيما بعد 12 أكتوبرالماضي بعدما تعطلت جميع مؤسسات الحكومة الكوردستانية وشلّت مفاصلها الادارية بما فيها تعطيل دورالبرلمان الكوردستاني بعد منع رئيس البرلمان من دخول أربيل.
هذا الفلتان الامني والسياسي في العراق والاقليم من شأنه خلق الاجواء السياسية والدولية الملائمة للتفكير في أستغلال هذا التعاطف الغربي والاوروبي مع قضيتنا القومية في الداخل لاسيما بعد اشتداد موجات الهجرة الجماعية من الشرق الى الغرب وتاثيراتها المباشرة على الدخل القومي للمواطن الغربي في بلدان الغرب. والحلم هذا يمكن تحقيقه من خلال الدعوة الى مؤتمر أغترابي هدفه وضع الحجر الاساسي لتشكيل لوبي كلدواشوري، وان المعايير التي على اساسها يتم الاختيار سوف لن تكون حزبية أو دينية اساسا هذه المرة وانما هي النجاح الشخصي للمثقف المغترب وقراءته لعقول صنّاع القرار السياسي في الغرب. 
والحكمة باعتقادي تكمن في القدرة على التنظيم وتكوين لوبي قومي ضاغط داخل الولايات المتحدة الامريكية وبالقرب من هيئة الامم المتحدة وجمعياتها باعتبارالاخيرة مصدر القرارات الدولية. فحرص  زعيمة العالم على أشراك رموزالقيادات الكوردية ضمن التحضيرات والاستعدادات الخاصة بتغيير الخارطة السياسية لبلدان الشرق الاوسط وتحديدا خارطة العراق وسوريا وتركيا، من شأن التوجه هذا تسهيل ضغوطات الغرب على القيادات العر اقية وتحديدا السنيّة المعارضة للاعتراف بوجوب تحقيق حلمنا القومي والوطني في سهل نينوى منذ تشكيل الدولة العراقية قبل 94 عام ولحد يومنا هذا.

صحيح أن مشروع اللوبي الكلدواشوري يعوزه المزيد من الوقت والدعم والتخطيط والمثابرة ولكن تعقيدات الظروف السياسية في بلدان الشرق الاوسط والاجراءات الدموية لقوى الشر والظلام بهدف تفريغ منطقة الشرق الاوسط من مسيحيه على مرمى ومسامع بلدان الغرب، من شأن الواقع هذا أن يساعد في تسريع عملية التخطيط والتنفيذ في زمن قياسي. تماما كما يكتب إدوارد تيفنان في كتابه اللوبي، أنه" تم تطوير اللوبي اليهودي الكامل الصلاحية عام 1943 في أعقاب مؤتمر بيلتمور في الولايات المتحدة الامريكية، ولكن برز اللوبي فعلا بعد التحول الحاد في سياسة إدارة نيكسون تجاه دعم المساعدات العسكرية والخارجية لإسرائيل بعد حرب أكتوبر عام 1973".
 ومن الواقع هذا يمكن القول، أن الزيادة الملحوظة في النسبة السكانية لجيراننا من الاكثريتين المسلمتين العربية والكوردية، يقابلها انحفاض حاد في عدد المسيحين بسبب تحديد النسل والهجرة التي باتت تنخر بعنف في جسد الامة بعد اشتداد الصراعات السياسية والمذهبية. وان الواقع المؤسف هذا يدفعنا الى الاسراع في حث القيادات السياسية الحزبية في تقديم الاستعدادات الكاملة للتعالي فوق تخوم مكتسباتها الحزبية الضيقة ولو مرة من أجل المشاركة الحقيقية في انجاح هذا المشروع القومي الشامل قبل فوات الاوان.
حيث اثبت الدهر ان اصرار القيادات الحزبية على تهميش العقل الكلدواشوري وتغيبه عمدا، كان ولايزال سببا في حشد الانفعال السياسي غير الممنهج وبالتالي تفضيل نهج  تعددية الانتماءات معظمها انتماءات  خارجية يقابلها ضعف الارادة والرغبة في العمل الجماعي المشترك.