المحرر موضوع: متى تكتمل فرحة عيد الميلاد عند مسيحيي العراق؟  (زيارة 591 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20811
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني

متى تكتمل فرحة عيد الميلاد عند مسيحيي العراق؟



البطريركية الكلدانية

العيدُ فرصة ٌ لاستذكار حدثٍ متميّز أو شخص استثنائي يحمل رسالة بالغةِ الأهمّية، فيغدو العيدُ مناسبةَ فرحٍ وأملٍ؛ به نقوى. وعيد ميلاد المسيح المنادي بقيم العدالة والاخوّة والسلام والمحبة بين الناس هو أحد هذه الأعياد الكبرى التي يحتفل به مليارات البشر مسيحيين وغيرهم.
أما المسيحيون في العراق فلعلّ ظروف احتفالهم بالعيد هذا العام هي الأسوء، بسبب ما يجري في البلاد من تدهور للأحوال على شتى الصعد، وما حصل لهم من الغبن بسبب احتلال بلداتهم وتمييزهم واقصائهم.
فتنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش) احتلّ الموصل وبلدات سهل نينوى وهُجرّ 120,000 مسيحي من بيوتهم بسبب دينهم. وما كان لأحد أن يتصور حدوث ذلك عدا المخططّين والمعتدين. أنهم يعيشون منذ سنة ونصف ظروفًاً قاسيّة في مخيمات من دون عناية تذكر سوى رعاية الكنيسة ومنظمات المجتمع المدني.
وفي بغداد بيوت المسيحيين تسطو عليها مافيات تُزوّر السندات وتسلب أموالهم كما حدث قبل أيام لعائلة مسيحية في شارع فلسطين بوضح النهار.
وان مجلس النواب الى اليوم لم يعدل قراره بخصوص قانون البطاقة الموحدة القاضي بتسجيل الأولاد المسيحيين القاصرين والصابئة واليزيديين مسلمين قسرًا، عند اشهار أحد الوالدين إسلامه مما جرحهم في الصميم، وحرمهم وأولادهم من فرحة العيد خصوصا من قبل مَن يَعدّون المسيح وأمّه " آيَةً لِلْعَالَمِين" (الأنبياء: 91)، وأن المسيحيين "أقربهم مودة " (المائدة: 82)، ويردّدون على مسامعنا اننا أهل البلاد الاصلاء، لكنهم في الواقع يُعاملوننا كمواطنين من درجة ثانية ويُشعروننا ان الحرية والحقوق في هذا البلد هي لطرف واحد وليست للجميع!
كان الاجدر بمجلس النواب تفنيد ادعاءات داعش وانهاض البلاد بثقافة وطنية منفتحة واخلاقية سليمة، تثبت حقوق العراقيين على حدّ سواء، وتحميهم وتزيل الحواجز التي تفصل بينهم لأنهم عائلة واحدة.
كنا ننتظر منهم إعلان عيد الميلاد عيداً رسميّاً لجميع العراقيين كما كان قد سبق ان أعلنه دولة رئيس الوزراء الأسبق وحكومة إقليم كوردستان ومحافظ كركوك، لكن يبدو ان كذا مبادرات تُعزز العيش المشترك والمواطنة وتنشر الأُخُوّة لا تخطر على بالهم.
كما تفاجا المسيحيون في بغداد يوم الاحد 13 كانون الاول بقيام بعض المجاميع في احياء الكرادة والغدير والزيونة بثبيت ملصق على جدران بيوتهم يحمل صورة العذراء مريم ويدعو المسيحيات الى ارتداء الحجاب دون ان يفكروا ان ذلك كان قبل الفي عام، وان الحجاب الحقيقي هو حجاب العقل والأخلاق!
وبهذه المناسبة نعلن للجميعً: اننا لن نستسلم للظلم، بل سنبقى متمسكين بأرضنا ووطنيَّتنا ومحبتنا لسائر مواطنينا لأنهم اخوتنا، ونعيّد ميلاد المسيح الآتي الى قلبنا بالصمت والدموع من دون مظاهر ولا استقبالات. اننا سنصلي من اجل ان تُحترم حقوق العراقيين الوطنية والدينية كاملة، وسنبقى مسكونين بالسلام الداخلي الذي يُديمه فرح الايمان والرجاء ببلد أكثر عدالة وبمستقبل أفضل.
وان غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو بصفته رئيس أكبر كنيسة مسيحية عراقية يسجل شكره العميق لكلّ من وقف معنا وساند حقوقنا، معربا لهم عن محبتنا واحترامنا وتقديرنا لمواقفهم النبيلة.


" المجد لله في العُلى وعلى الأرضِ السلام"
نتمنى السلام للعراق


may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ