المحرر موضوع: لماذا اسقطت نقابة الصحفيين الاعتبار الاخلاقي ؟؟  (زيارة 942 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عدنان طعمة

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 41
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا اسقطت نقابة الصحفيين الاعتبار الاخلاقي ؟؟
عدنان طعمة

مقدار كونك صحفي هو مقدار تشرب الفكر والمعرفة والمتابعة الجادة لأحداث الساعة , فالصحافة ليس بلاهة قلم في صحيفة حزبية رثة ولا صخب ادعاءات ومزاعم وراء صحف صفراء او خلف مايكروفون اذاعي يناى بنفسه عن ذكر الحقائق او خلف عشير من المطبلين والمحابين يجتهدون بكل حيلة وخدعة في اطفاء نور الحقائق وتحريفها وصناعة المعايب والمثالب والمساوىء في اي وقت تشاء الصحافة خضوعا لمن يدفع المال لها في اتجاه تسقيط طرف يقصده.
الصحافة مجموعة اعتبارات اخلاقية وترسيخ معانٍ حقة في منابت الاقوال والافعال التي تعزز هذه الاعتبارات وكل اتجاه لما يخالف ذلك فهو سقيم او قيء لم تكن الصحافة بابه ومعراجه , فالصحافة حقيقة , حكمة , هوية , رسالة , موقف , منهاج , وعي واعتبار اخلاقي تسقط من دونه الصحافة , وقد رأينا سجونا تمتلىء ومشانق تثقل بالرقاب واصحاب اقلام على ابواب الجلادين , طوامير تزدحم بالطوامير , ورؤوس تزدحم بالرؤوس تنتظر أن يذيبها الجلاد في محرقته او تيزابه اللعين .
ومقدار مايكون مجلس نقابة الصحفيين العراقيين هو مقدار ما يحافظ على مجموعة الاعتبارات الاخلاقية تجاه اعضائه واكثرهم رعاية لهم في مناسباتهم الخاصة ولا تفضيل ومفاضلة بين صحفي واخر الا بحجم الضرر ونوع المناسبة , مفرحة كانت ام مترحة سيما وان ضمان قوة النقابة واستمرار فاعليتها هو التمسك بعروة هذه الاعتبارات حتى يقر اعداءهم وخصومهم قبل اصدقاءهم بالفضل ولايستطع كائن من كان جحد عطاءهم ولا كتمان فضائلهم .
في مناحة ومصاب الصديق والشاعر الشعبي كاظم الفضلي لوفاة والدته تغمدها الله بوافر رحمته كان هذا الاعتبار الاخلاقي حاضرا ومزدهرا حيث تجشم رئيس جمعية الشعراء الشعبين واعضاء مجلس النقابة عناء السفر من بغداد والى الناصرية وحضروا مناحة زميلهم "الفضلي" بقضاء يوم في مجلس الفاتحة بقضه وقضيضه , وهذا مصداق حسن من مصاديق هذه الجمعية ومازادهم ذلك الا رفعة وسموا وعدت فضيلة في ميزان اعمالهم واعمال جمعيتهم.
هذا الاعتبار اسقطه مجلس نقابة الصحفيين في عدم حضورهم ولا ممثل رمزي عنهم في مناحة ولدي الشهيد "سجاد" الذي اعطى لنفسه استراحة ابدية من هذه الحياة وتسلق جبل الشهادة الاشم لكي يبقى هذا المجلس وغيره يتنفس الحياة وتبقى الحياة معافاة دون حكم داعشي يحز رؤوسهم او تكفيري يستبيح اعراضهم اعتمادا على نص اسلاموي بالٍ.
لم يحضر احد منهم مناحة ولدي ما خلا مجلس نقابة ذي قار مشكورا ..لم يحضروا مجلس شهادة زميل لهم .. شهادة لم تدركها بصيرتهم التي تمور في عث الخراب ..شهادة لايحجبها عدم حضورهم , فهي كضوء نهارٍ اذا حجبت عنه عين النقابة ابصرته عيون كثيرة وهي قريرة تحتفل به ..وجبل القيم لاتهمه كائنات خرابها يبدو عميما..
التوقيع : والد الشهيد سجاد