المحرر موضوع: كذبة أنهيار سد الموصل  (زيارة 1626 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كذبة أنهيار سد الموصل
« في: 10:31 19/12/2015 »
كذبة أنهيار سد الموصل
حينما أنهار سد مأرب سنة 575 م في اليمن والذي بناه السبئيون في القرن الثامن ق.م. وكان يعد معجزة في ذلك العصر ودليل تقدم ورقيّ لتلك الحضارات البائدة ،تغيرت ديموغرافية المنطقة بشكل عام، بل حتى شبه الجزيرة العربية مع النزوح الهائل للسكان في ذلك الوقت. وفُقدت قبائل بأكملها مع الطوفان العظيم ، وأصبح هناك مسارات مختلفة للعائلة الواحدة حيثُ اذا كان هناك أخّان واحد في المنزل والآخر في الحقل يزرع الارض، ولنفرض أن المياه المتدفقة دمرتْ المنزل هو ومن به ، يبقى الأخ الأخر في الحقل وحيد، فيهيم على وجهه في سديم الارض بعد أن جرف السيل كل أسرته وقبيلته، وينسلخ هو عن مجتمعه وبيئته، وتتغير البلاد والاحوال، فيتجه الى مكان أخر ولنقل مثلاً الى نجران أو نجد أو يثرِب ويؤسس له هناك عائلة ثم قبيلة ويصبحون قوم كبير وينسون أصولهم اليمنية أو السبأية أو الحضرميه، والكثير من القبائل في شبه الجزيرة العربية والحجاز ( السعودية الان) هي ذات أصول يمينة قديمة تكاثرت وتناسلت وأصبحت شعوب بعد مرحلة الطوفان.
ازداد في الآونة الأخير الحديث واللغو الفارغ عن انهيار سد الموصل أو سد (صدام) سابقاً ، خاصة بعد أن سيطر تنظيم الدولة الاسلامي داعش على مقدرات السد فترة زمنية ليست طويلة نسبياً، بعدها تمكنت قوات كردية وإيطاليا ، حيث فازت الشركة الإيطالية "تريفي" بعقد تتجاوز قيمته ملياري دولار لتدعيم السد، مدعومة من قوات أمريكية من أستعادة السد الذي كان بالأساس قبل سقوط المحافظة في 2014 تحت حماية البيشمركة قبل هروبهم  المخُزي. سد الموصل هو سد يبعد حوالي 50 كم شمال مدينة الموصل في محافظة نينوى شمال العراق على مجرى نهر دجلة، بني ِ عام 1983م ، يبلغ طوله 3.2 كيلومترا وارتفاعه 131 متراً ويضم حوالي 11 مليار متر مكعب مِن الماء ، يعتبر السد أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط. وفي تقرير أعده الجيش الأميركي على سد الموصل لقب "أخطر سد في العالم"، ولا يتعلق الأمر بمصير السدّ وإنما بمصير ملايين العراقيين الذين يعيشون عليه وهو الذي يعدّ الأكبر في البلاد. وقال رئيس منتدى الشرق الأوسط دانييل بايبس للـ"سي ان ان": "إذا سيطر الارهابين على سد الموصل فإنّه يمكن أن يهدد أي شخص ، وجزءا كبيرا جدا من العراق سواء بالفيضان والسيول وقطع إمدادات الكهرباء والماء. إنه أفق رهيب..".
حين تم تدشين السد عام 1986 والذي كلّف الدولة في ذلك الحين أكثر من مليار دولار لم تكن الشركة العملاقة التي قامت بالبناء والانشاء ( تبيع لبلبي) ، بل قامت بدراسات واسعة وعميقة وكثيرة ، لأن حصر مياه نهر دجلة في مساحات كانت قبل ذلك قرى وشوارع وجسور تربطّ الموصل بالشمال عن طريق دهوك ليس أمر هيّن، الخبراء والمهندسين سواء الأجانب منهم أو العراقيين الذين اعدوا هذه البحوث ليسوا بهذه السذاجة وعدم الخبرة لكي يضعوا أُسُس سد عملاق على رمال متحركة وصخور هشَة وبحيرة ماء مهولة ترعب الناظر إليها محصورة في قارورة صغيرة . كل السدود الحديثة في العالم تحتوي على صمامات أمان متقنة تعمل بشكل أوتوماتيكي حال وجود أي خلل يلحق بالسدّ, بحيث يمكن تلافي أي فيضان يضرّ بالمدينة وبالمناطق التي حولها. صحيح انه توجد بعض التشققات والصدوع في جادر السد ولكن البنية الأساسي للسد سليمة من الداخل ولا تأكل بها كما يروج له الأن في الموصل. السد بالحقيقة مؤلف من ثلاث سدود هي: السد الرئسي, والسد التنظيمي, والبحيرة الاصطناعية التي ترتفع 130 تقريباً متر عن مستوى سطح البحر، بمعنى أصح لا يوجد خوف أو رعب هناك منظومة خاصة تضبط السد. أن فوبيا الطوفان الدعائية التي لها أغراض سياسية وأقتصادية ما هي ألا كذبة أختارتها وخترعتها بعض الدولة المجاورة مثل تركيا أو حتى أمريكا وجواسيسهم في المنطقة لغايات في نفس يعقوب، والتي هدفها تخريب العراق أكثر مما هو عليه الان من خراب، وأشاعة حالة الفوضى في النفوس والذي يّولد في النهاية عدم الانتماء للمكان والوطن وهذا هو المطلوب في الوقت الراه.