كلمة بحق الصوت الحالم الفنان العراقي ( احمد نعمة )
الفنان العراقي الأصيل احمد نعمة ذو الصوت الحالم والخامة النادرة الذي دخل سماء الفن في منتصف الثمانينات ( العصر الذهبي ) الذي غنى خلال تلك الحقبة للوطن والدين والحبيب وللمشاعر الإنسانية بكل اطيافها .
تميز الفنان صاحب الصوت الحالم الشجي بقلة الإنتاج متفردا متميزا بفنه الراقي وأداء متأصل في الموروث الموسيقي العراقي لشدة دقته وحساسيته وعشقه لفنه الناصع النظيف ، الذي فضل تميزه بتلك السمات عن المغريات المادية بممارسة فنه في النوادي الليلية الغير متاحه خلقيا آنذاك .
كالكثير من الفنانين العراقيين الذين امضوا عمرهم كالومض المسافر محافظا على التراث من غزو الاغنية العراقية في خضم الفوضى الموسيقية بسبب الفوضى السياسية والحروب المتواصلة التي اجتاحت العراق والى يومنا هذا .
وما يجدر به الذكر ، رغم ان الفنان نعمة قد وظف فنه في المكان الصحيح لخدمة الانسان وكرامته ووطنيته وليس لتمجيد الطغاة او الانصياع لمغرياتها البخسة ، الا انه لم يتمكن ان يفيض بفنه على دول الجوار كما فعل اقرانه من جيله وما بعده وما قبله ان يحالفه الحظ ليقصد بلاد الغرب ، بلاد الانسان والسلام . فقد ظلم الكثير من الفنانين العراقيين امثاله . وكانت الحقبة الدكتاتورية تغذيهم الوجع اليومي والحصارات النفسية والانسحاق الإنساني ، ولا شك ان الراهنة أي ما بعد التغيير والانقلاب الذي كان من المفروض انتعاشا للآمال وتحررا من الظلم والعيش الرغيد بسلام ، ولكن انتصار صوت الشر والفساد والظلام أصبح البوصلة الذي يقود العراقيين ، مما أدى بهم ان يدفعوا ثمن تلك الحرية دمائهم وكرامتهم واعراضهم واحلامهم وتطلعاتهم اجمع .
فالفنانون العراقيون الذين يشكلون لغة الحضارة وقيمة الانسان ورمز شرف الأوطان وجدوا انفسهم امام تراكمات هائلة من الغبن والمشاكل الاجتماعية والسياسية والثقافية . متأملين الحلول العاجلة لمحنتهم لكن ومن المحزن ما زال العراق يراوح في مكانه وبالأحرى يسير الى الخلف عكس قوافل الركب الإنساني .
فلا مشاريع إصلاحية
ولا مشاريع سلمية
ولا مشاريع إبداعية او فنية
ولا امل ولا قرار ...
https://www.youtube.com/watch?v=Kk5My03b1eU سندس سالم النجار
