المحرر موضوع: لم يعد الصمت خياراً  (زيارة 845 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
لم يعد الصمت خياراً
« في: 02:15 23/12/2015 »
لم يعد الصمت خياراً

كان الصمت حليفنا وجليسنا  وصديقنا الذي يرافقنا كظلنا ، نتقبّل التجاوزات او نتغاضى عنها ، كنّا مُدرَّبون تدريبا جيدا في بيوتنا وفي كنائسنا وفي ثقافتنا وفي سلوكنا وفي مجمل حياتنا ان نكون مسالمين  نتقبّل التجاوزات .
كانوا يصفون " تقبّل التجاوزات " هذه بـ " إدارة الخد الآخر" الذي أوصانا بها " رئيس السلام " يسوع المسيح . كانوا يضعون كل " التجاوزات " في هذه الخانة رغم عدم مطابقة الحالة لقصد مخلصنا يسوع المسيح .
لكننا سكتنا على إستهدافنا ، على إستهداف كنائسنا ورجال ديننا ، على إستهداف نساءنا وأطفالنا  ، على إستهداف وجودنا .... دون اي  سبـــــــب أو ذنــــــــب . وعندما حاولنا الكتابة عنها تصدّى لنا اخوة منّا يحملون شعار " الإنكار" . ولا زلنا نتذكر الحملة الهوجاء " الناطقة " التي كان يجيدها البعض في " إنكار " الاستهداف الذي يقع على المسيحيين ، كانت مهمّتهم التصدي وإسكات كل من يحاول التطرق الى الموضوع . ويا ليتنا كنّا قد سكتنا كلّنا ، لأن " بعضنا " تطوّع او " جُنِّد " لينطبق عليه المثل القائل : " سكت دهرا ونطق كفرا ".
لكن عندما بلغ الأستهداف مداه ولم يعد بالإمكان إخفاءه ، وأخذ بعض الاخوة من المسلمين من ذوي الضمائر الحية يستنكرونه ويطالبون بايقافه وحماية الاقليات الدينية ، أنتقلت حملة " البعض" هؤلاء من حالة  " الانكار " هذه الى حملة  " التبرير وتشخيص القاتل " ، وهنا كان الأسوأ ، لقد حاولوا  بإصرار وبدون كلل ، ان يبرّروا لنا قتلنا ، وان يضعوا الغشاوة على اعيننا لنستكين ونصمت يائسين ، نصمت ونحن لا حول لنا ولا قوة مع عدو غاشم قابع بعيدا في أقاصي الارض . هذا ما صوّروه لنا وهم يحاولون تبرئة القاتل الجالس بيننا ومن حولنا .
سيحاسبهم الله والتاريخ على محاولتهم وضع الغطاء على الأجرام على حساب ابناء جلدتهم .

وعوض ان نصرخ ونكتب ونشجب ونهرع لعرض إستهدافنا أمام العالم اجمع كما يفعل جميع خلق الله على  هذه الارض ، جلسنا نستمع ونصدق دجّالينا ونلوم العالم أجمع !!! هكذا يقول دجّالينا : " المشكلة ليست مع الذين يقتلوننا " ......ولهذا السبب تمادى القتلة في قتلنا .
كان سكوتنا منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه الحكومة ( وليس المليشيات الاسلامية الشيعية منها والسنية ) بإطفاء اراضينا وتوزيعها على الغرباء ، توقيعا دامغا مِنّا على القبول باجتثاثنا . كان صمتنا  " صوتا مدوّيا " بالموافقة على إنهاء وجودنا .... لا بل كنا فرحين ونحن نرى الحكومة العلمانية توّزع الاراضي علينا أيضا ... لكن من اراضينا !!!
من كان يظن بأننا ، في يوم ما ، سنكتب عن مثل هذه المواضيع !! لكن الصمت لم يعد خيارا .
لم يعد الصمت خيارا بعد ان علمنا ان " دينا آخرا " لا يحدد العلاقة بين اتباعه فقط ، ولا بين الناس والله فقط ، بل يحدد علاقة اتباعه مع اتباع الديانات الاخرى ، وبالأسماء ، ومنها ديننا ... وبتحديد هذه العلاقة ، يكون مصيرك الذل أوالقتل أو التهجير ... حتى لو كنت بعيدا او جالسا في بيتك ، إنك مُدان بالأنتماء الى دين آخر ، وهي تهمة قد تكلّفك حياتك .
هنا سيصرخ هذا " البعض" عاليا : " منذ متى كان هذا الأمر موجودا ؟ ...  أقول لهم : إقرأوا التاريخ وستجدون ان الحملات الدينية لإبادة الآخرين من دين مختلف لها دورات في التاريخ ، آخرها كانت المذابح بحق الارمن والسريان والاشوريين في الحرب العالمية الاولى . والاستهداف كان بسبب الأنتماء المسيحي وليس القومي .
لكننا لم نسكت طويلا ، وكما يقول السيّاب :  " ولكنّ أيّوب إن صاح صاح " ... لكن للأسف كان صياحنا على بعضنا البعض !! .. لأن " أيوبنا " له الصبر على تحمّل كل مصائب العالم ، ولكن ليس مع اخوانه !!! صيّاحينا لم تعد مشكلتهم القتل والتهجير والاجتثاث ، فهذه مسائل تافهة ... المشكلة الآهم هي " من أية قومية نحن " ...
يجب ان نصحى ، وأن نتوقف عن ترديد ما فتأوا يرددونه على مسامعنا منذ نعومة أظفارنا ، فالصمت لم يعد خيارا .