المحرر موضوع: جرائم التحرش الجنسي والأغتصاب وعلاقة ذلك باللاجئين في فنلندا !  (زيارة 1051 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
المرصد الفنلندي :
جرائم التحرش الجنسي والأغتصاب وعلاقة ذلك باللاجئين في فنلندا !
يوسف أبو الفوز
موضوع جريمة الاغتصاب والتحرش الجنسي وعلاقته مع طالبي اللجوء برز مؤخرا إلى موقع الصدارة في النقاش في وسائل الاعلام الفنلندية، ووسائل التواصل الاجتماعي وعموم المجتمع. وحصل ذلك  بعد حادثتي الاغتصاب التي يشتبه في أنها ارتكبت من قبل شبان من أصل أجنبي تم الإبلاغ عنهم في نهاية شهر نوفمبر / تشرين الثاني. وفي واحدة من هذه الحالات، أكدت الشرطة أن المشتبه به هو طالب لجوء .  صحيفة "هلسنكى سانومات" عرضت إحصاءات حوادث الاغتصاب التي تقدمها الشرطة، وبينت أن عدد حالات الاغتصاب المبلغ عنها في فنلندا ارتفع في كل عام تقريبا منذ بداية هذه الألفية. وفي عام  2000، تم الإبلاغ عن 488 حالة اغتصاب و في عام 2014 كان هذا العدد  940 حالة . جريدة المساء "أيلتا سانومات" ، وهي من صحف التابلويد  Tabloid ، كتبت أنها تلقت معلومات  ـــ التي ظهرت للعلن فقط في شهر نوفمبر / تشرين الثاني ــ  أن هناك مئات من حالات التحرش الجنسي التي يرتكبها العديد من الناس، بمن فيهم طالبو اللجوء، وتشمل أنواع المضايقات منها التقبيل القسري، اللمس، التحرش اللفظي وغيرها.
ووفقا للشرطة الفنلندية كانت هناك ما مجموعه عشر حالات المبلغ عنها من حوادث الاغتصاب حتى الان هذا العام والتي يشتبه في أنها ارتكبت من قبل طالبي اللجوء. وان معدل حالات الاغتصاب المبلغ عنها سنويا بشكل عام في فنلندا في هذا العام حوالي 1000 حالة . وعند النظر إلى الإحصاءات من المهم أن نذكر أن جزءا فقط من حالات الاغتصاب يتم الإبلاغ عنها للشرطة. وبعض من تقارير وسائل الاعلام تضمنت الإحصاءات التي تبين أن حوادث الاغتصاب المبلغ عنها من قبل المهاجرين كانت أعلى من الفنلنديين الأصليين.
ومع ذلك، فإن الباحث "مارتي ليهتي" من معهد علم الإجرام والسياسة القانونية اعطى تعليقا لصحيفة  Hufvudsta ds bladet قال : " ببساطة لا يوجد قاسم مشترك من ان الانسان كونه لاجئا أو وجود خلفية اجنبية  مع وجود ميول إجرامية.  إن أول شيء يتعين علينا أن نفهمه هو أن المهاجرين ليسوا مجموعة متجانسة ولهذا السبب لا يمكن أن ينظر إليها كمجموعة إحصائية موحدة ". واضاف "أن القاسم الأكثر شيوعا بين الاشخاص الذين يرتكبون الجرائم هو البطالة، وهذا ينطبق على الذين وصلوا فنلندا حديثا،  اضافة الى الفنلنديين الأصليين".
  الدكتور ماركو يونتنين ، الباحث في جامعة تامبيري، والذين عمل منذ وقت طويل مع القضايا العراقية ، وزار العراق عدة مرات ، تحدثنا معه حول الاسلوب الذب تتعامل به وسائل الاعلام الفنلندية مع حالات الاغتصاب والتحرش الجنسي. قال: نعم،  أن هناك جرائم جنسية أرتكبت من قبل بعض المواطنين ذوي الخلفية الأجنبية ، وأنا شخصيا إدين هذه الجرائم ، ولكن لسوء الحظ، فان وسائل الاعلام الفنلندية تتحدث عن هذا الموضوع بطريقة لا تخدم قضية الاندماج .
واضاف الدكتور يونتينين " اأن اللاجئين العراقيين، على سبيل المثال، هم جزء من جيل ضائع. انهم يأتون من مجتمع ذكوري، حيث المساواة بين الجنسين والحرية الجنسية للمرأة تختلف كثيرا عن الوضع في فنلندا. وبالنسبة للقادمين الجديد يشكل الامر تحديا لفهم المجتمع الجديد وعملية التكامل السليم ، وأن تبادل المعلومات عن القيم الفنلندية أمر بالغ الأهمية "
دائرة الهجرة الفنلندية تخبرنا بأن عدد اللاجئين بلغ حتى الآن أكثر من  ثلاثين الف  لاجئ ، بما في ذلك أكثر من عشرين الف  لاجئ عراقي وغيرهم ينتمون إلى جنسيات مختلفة.
السيدة رجاء حميد ، من العراق ، تعيش في هلسنكي منذ خمس سنوات، وتعمل مساعدة مدرس قالت لنا : ان هناك فقط  عشر حالات اغتصاب يشتبه بأرتكابها من قبل طالبي اللجوء . أن جريمة هي جريمة ، ولا أحد يستطيع أن يدافع عن أي مجرم من هذا النوع من الناس، وأنا امرأة وأفهم جيدا معنى ممارسة العنف ضد أي امرأة، ولكن هل من الصواب أن نتعامل مع ثلاثين ألف شخص وفقا  لخطأ ارتكب من قبل عشرة أشخاص؟
مصطفى عبد القادر شاب عراقي يعيش في واحدة من مراكز اللجوء في هلسنكي ، أخبرنا : "أشعر بالأسف لهذا القسم من طالبي اللجوء الذين لديهم تصور خاطئ عن نمط الحياة الأوروبية، وعن حرية المرأة، وبعضهم يتصرف بشكل سيء للغاية، وأن أفعالهم السيئة ليست فقط مع النساء الفنلنديات بل وحتى مع النساء الأجنبيات المقيمات في فنلندا" .
ونعتقد ان الاخوة من طالبي اللجوء عليهم فهم ، أن فنلندا هي بلد ديمقراطي ومتحضر، حيث الرجال والنساء فيها متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون. وهذا يتطلب أحترام الثقافة الأخرى ، وأسلوب حياة أي  شعب ،ومنها الثقافة الفنلندية ، وتجنب القيام بسلوك يعطي ذريعة لتأجيج العنصرية وتوجهات معاداة الهجرة في وسائل الإعلام والمجتمع ، وعليهم معرفة طبيعة الحياة الجنسية في الثقافة الفنلندية والقانون الفنلندي. فوفقا للقانون الفنلندي لا يعتبر الاغتصاب  ممارسة جنس، بل هو ممارسة السلطة والاكراه.  يمكن أن يحدث العنف الجنسي والإكراه والاعتداء أيضا في علاقات المتحابين المتآلفين وفي الزواج. العنف الجنسي هو دائما جريمة، حتى في الزواج . وممنوع  تكوين علاقة جنسية مع شخص دون سن السادسة عشر عاما.
في فنلندا الجنس ينظر إليه على أنه جزء من حياة كل إنسان وأنه من الطبيعي أن يتم الحديث عن ذلك علنا . يمكن للمتحابين المتآلفين ان يعيشوا معا دون عقد زواج قبل الزواج . كل شخص لديه الحق في اختيار شريك له ويقرر ما إذا كان يريد أن يتزوج منه أم لا. المتحابون المتآلفون من نفس الجنس يمكن أن يتزوجوا ومن الطبيعي أيضا أن بعض االشركاء لا يتزوجون على الإطلاق.لكل فرد الحق في رفض الفعل الجنسي. أولاجل لمس شخص أو ممارسة الجنس معه يشترط دائما الحصول على موافقته وقبوله . أن لمس شخص من دون إذن، يعتبر تصريحا غير مناسبا عن الجنس. ,ان إكراه شخص على فعل جنسي أو اغتصاب هو جريمة خطيرة. أن الجرائم الجنسية تؤثر على عملية طلب اللجوء، ويمكن أن ينال المغتصب حكما بالسجن لمدة ما بين سنة الى ست سنوات .