جسد العـــراق في غــُرَفة الإنعاش, إستبدلوا الرؤوس وإلا سنقرأ عليه الفاتحه
شوكت توسا مــذ أطيح بنظام صدام(الديكتاتور) ويومنا هذا, وكأن الرحم العراقي السياسي عاقرعن انجاب حكومة تضمد ما خلفته السابقات من جراح , سوى حكومات يريدها الاجنبي وتنطرب على ايقاعاتها غلاظة العقليه الفئويه الرافضه للتعكز على قاعده وطنيه يستحيل من دونها مقارعة أطماع الاخرين بنا. فاصبح قدرنا مشدودا اما برابط طائفي مع جوار مريض, او مرهونا بحلقة تحالف مختله مع شريرطامع , هكذا رؤوس حين تحكم حتما ستعجز عن رسم سياسه تحفظ للعراقي حقه وتقي عقولنا من العقد والامراض التي عشعشت في رؤوسنا قبل احشائنا ليحل ما حل بنا من كوارث بعد ان سُلب العراق وشعبه مما تبقى من مناعة لازمه لمقاومة الاجسام الغريبه ولفظها ,فلا جرع التخدير والمسكنات باتت تحل ولا أكاذيب الوعود عادت تجدي مع جسد كهل ومتعب تعبث فيه حتى الحشرات والحراشف بعد ان استوطنته الفايروسات والطفيليات .
من شدة الحسره والحيره,وصل العراقي في مقارناته الى درجة الترّحم على نظام صدام , بالرغم من نسبية صحة المقارنه الا انها لا تجدينا ما دمنا نقارن السيئ بالذي اكتوينا بتيزابه , كلاهما وجهان سفيهان لظلم واحد بفارق طفيف ,فماكنة صدام لم تُبق أداة لا إنسانيه الا واستخدمتها لتحقيق اهدافه سواء في قمع معارضيه او في استذكاء ابتزازه عامة الناس وتوهيمها بضرورته كقائد مدافع عن العراق وشعبه , هذه وممارسات اخرى كانت بمثابة فايروسات نشــّطت عملية تناسل المآسي وزرعت المزيد من العُقد في العقل العراقي فأودت به ثورا مذبوحا إلتمت عليه سكاكين الغرباء وانيابهم بحجة استعطاف مظلومية مكوناته .
المعروف عن النظام البعثي بأنه وباعتراف قادته جاءنا بقطار اجنبي ليوحي بان هذا الشعب وحتى نخبه هي من الصنف العاجز عن تجاوز آفة التعويل على أوصياء اقوياء من الخارج ,هذه الآفه ظلت ملاصقه لثقافة مجتمعاتنا الشرق الاوسطيه لمدى يتعدى فترة الاحتلال العثماني , والعراقي كجزء من هذا المحيط , لم يستفد من التجارب درسا يعلمه كيف يعمل بنفسه من اجل نفسه وهو الموصوف بوريث حضارة أمتد نفوذها الى اقصى اصقاع الارض وأصرحها ناطحت سحب السماء .
نعم غالبية العراقيين تنفسوا الصعداء لوهلة ابان سقوط نظام صدام,لكن خابوا بمقدم المحرر/ المحتل وعلى متن دبابته هذه الجوله (وليس قطاره) طاقم لملوم يهلهل فطاحله بيافطة المعارض لنظام صدام و في حقيبة كل واحد منهم مشروعه الخاص بطائفته وفئته, إن كان فينا من اعترض في حينها على الآلية هذه , وانا احسب نفسي احدهم , فالاعتراض لم يكن على الاطاحه بنظام صدام الفاشي , انما على مدى امكانية بناء عراق ديمقراطي بسقط متاع مشاريع قوميه ومذهبيه متصارعه كلها تجتر ذات الشعارات والأخطاء و تخدع العامه بذات الرؤوس والعقول المكوكه للاحترابات الطائفيه والقوميه التي بسببها فـُتحت ابواب الجحيم على العراق بتسليم ايران والسعوديه وقطر وتركيا والكويت مفاتيح الحلول, فكان نصيب العراقيين أحمال ٌمن سموم هذه الطفيليات .
اما أن يتجرأ ساسة وحكام العراق الحاليين الإدعاء بتمثيل الوطن وارادة شعبه ,عليهم ان يعرفوا بانهم بفسادهم وتفاهة صراعاتهم استجمعوا آلات وقطع غيار ماكنة داعش الفتاكه ليؤتى بها كي تطرح العراق جسدا آيلا للرقاد الابدي , بهكذا غباء سياسي اصبحنا اداة طيعه لتنفيذمشروع خارجي لا يهمه مصير العراق بقدر قشرة موز, أي تمثيل هذا الذي لا يشرف حتى الـــــ ..؟.
يحزننا ان نقول بأن الفاس قد وقع بالراس والعراق هو الضحيه ,تلك حقيقه يمكن قراءتها من خلال نفق يخلو من اي بصيص صحوة لهؤلاء الفئويين الغارقين في مشاريع أوصلت العراق الى الحضيض في كل شيئ, لدرجه لم يعد الكلام معهم مجديا مثلما لم نجني من وعودهم سوى الخذلان سواء فيما يتعلق ببناء حياة رغيده للعراقيين او بمحاربة الفساد(وهو فسادهم) الذي لن يتحقق بيافطات الترشيد والترشيق ولا بأكاذيب نزاهتهم وبقضائنا المخترق سياسيا , قضاء ٌ لا يأتمر ويحكم بما تمليه العداله بل بأوامر الرؤوس الحكوميه الفاسده , إذن كيف لهذا العراق ان ينهض والرؤوس كلها اجتمعت على نية الشر به , نطالب من كي يقتص من الفاسد و السارق و الخائن المتآمر على مدننا وبلداتنا التي سلمت للدواعش, وما اكثرهم اتخذوا من البرلمان والرئاسات والمناصب الحكوميه وجنسياتهم الاجنبيه حصونا وسواتر تحصنهم من سياط العداله المغيبه .
الجسد العراقي بهذا الحال من البؤس, ليس من السهل معافاته ببلاغ يصاغ من قبل حزب طائفي اغلب اعضاءه متهمين بشتى انواع الفساد ليتلوه علينا راس الحكومه وهو عضو في الحزب نفسه , ليس للعراق خلاص على ايدي هؤلاء إلا بتبديل الرأس بعمليه رغم خشية البعض من كلفتها الماليه والنفسيه , الا ان العراقي لم يعد لديه ما يخشى خسرانه , فعلام التحيف على كلفة تغيير هذا الرأس الذي جلب الدمار وأضاع مئات مليارات الدولارات .
على محبي العراق وهم بالملاين ممن تضرروا بسبب حماقة وجشع حكامه, ان يرفعوا صوتهم ضد الفساد وضد المتسترين على الفاسدين , وعلى العقلاء الذين يتحسسون حجم الخطر المحدق بالعراق , إن كان ما زال فيهم من الغيره والشهامه العراقيه , سواء في المرجعيات و مجالس العشائر والعساكر عليهم مساندة مطالب المتضررين والضحايا , وليكن اول مطلب هو اسقاط النظام الفاشل وحل برلمانه ورئاساته ثم تشكيل حكومة تمشية اعمال يكفيها عشر وزراء من خارج الاحزاب الدينيه والقوميه , مهمتها استدامة الزخم للقضاء على الدواعش وتوفير الرواتب و الغذاء والدواء والخدمات الضروريه الاخرى لحين اكمال اجراء الانتخابات خلال مده اقصاها شهرين يتبنى ترتيبها مجلس قضائي يتم تعيينه من جديد .
الـــوطن والـــشعب من وراء القصـــــــــــــد