تعالوا لنتحاور من أجل مرجعية تجمعنا!!
أوشــانا نيســانخلال مقابلة مباشرة أجراها معي مشكورا السيد زيا في فضائية ( أ.ن.ب.سات) مساء يوم 25 يناير 2015 حول الرد الذي نشرته على صفحة عنكاوا الغراء، ظهر لي واضحا ان مجموعة من قياداتنا الحزبية لم تكتف باقحام حقوق وطموحات هذه الامة المضطهدة ونهجها السياسي في زاوية محرجة بمنطقها المغرق في التساهل مع الغير والخصوم مع الذات، بل نجحت أيضا في حشر نتفة من النخبة الاشورية المثقفة ضمن هذا السجال العقيم الذي يشبه القول القائل " لا ينفع البكاء على اللبن المهراق".
صحيح أن طموحات جميع قياداتنا الحزبية اخذت تتجاوز حدود الامكانيات المادية والقدرات الذاتية المتذبذبة لشعبنا بجميع تسمياته في العراق الجديد، ولكن الاهم يجب ان يعرف الجميع، اننا نعيش في بلد اصبح الدستورفيه مجرد نصوص يتم تفعيلها أواللجوء اليها فقط لخدمة سلطة أحزاب معينة وليس بهدف تامين مستقبل الشعوب العراقية بجميع مكوناتها العرقية والمذهبية. وان الاخطاء التي ارتكبها السياسيون بعد الاطاحة بالنظام السابق يقول نائب الرئيس العراقي السابق ورئيس القائمة العراقية الدكتور أياد علاوي في مقابلة مع جريدة الشرق الاوسط بتاريخ 25/1/2016، "جعلت العراقيين "يترحمون" على الرئيس السابق بسبب اداء الحكومات التي احرقت العراقيين بنار الطائفية والمحاصصة". الاعتراف الخطير هذا ان دل على شئ فأنه يدل على بروز عقليات سياسية جديدة جعلت من التعددية والمشاركة في النظام السياسي الجديد مجرد شعارات تدغدغ مشاعر البسطاء.
أذ على سبيل المثال لا الحصر سأدون هنا حقيقة التقرير الذي بثته فضائية رووداو الكوردية مجرد ساعات قبل أنطلاق المؤتمر الذي دعا اليه السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم معظم قيادات الاحزاب والتنظيمات السياسية في الاقليم الكوردستاني، بهدف دراسة مستقبل الاوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة في العراق والاقليم على وجه التحديد. حيث رغم حرص رئيس الاقليم على وجوب توجيه دعوة الحضور الى السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية، رئيس المجلس القومي الكلداني السرياني الاشوري ورئيسة كيان أبناء النهرين، خلت قائمة المدعوين لحضور الاجتماع من الاشارة الى اسماء القيادات الحزبية الثلاث تماما خلال شرح معد التقريرلمضمون الدعوة. الامر الذي يدعونا جميعا الى طرح السؤال التالي: نحن لسنا نواب لاكمال العدد فقط وانما نواب وممثلين عن هذا المكون العرقي العراقي الاصيل، فلماذا لا يتم اعادة صياغة العقلية السياسية في العراق الجديد لاضفاء الشرعية الدستورية والقانونية وعن قناعة على وجود هذا المكون التاريخي اسوة بالاكثريتين العربية والكوردية ؟
هذا بقدر ما يتعلق الامربالعقلية السياسية للاكثريتين العراقيتين، أما ما يتعلق بعقلية قياداتنا الحزبية ونظرتها الى واقع شعبنا ومستقبله، فأن الامر يختلف وبحاجة الى ضرورة الاسراع في اطلاق عملية الحوار والتغييرالجديين بهدف تشكيل مرجعية قومية- وطنية معتبرة يمكن العودة اليها عند الحديث عن الوجود والهوية بما فيها شروط وضوابط المشاركة في الحكم. حيث أثبت النظام السياسي العراقي القديم منه والحديث ، أن القيادات السياسية العراقية نجحت منذ البداية في استيعاب وجودنا واستغلال تاريخنا في جميع الميادين والمحافل الدولية لما يقارب من مائة عام، فلماذا تتردد قياداتنا الحزبية من دون تمييز في قبول النقد الذاتي ونصائح النخبة الاشورية المثقفة والخييرين من أبناء شعبنا بجميع تسمياته بهدف تصحيح المسيرة وتقييم الاداء السياسي في سبيل الاسراع في خلق الاجواء السياسية الملائمة في الاعلان اليوم قبل الغد عن تاسيس المرجعية القومية – الوطنية المقبولة من قبل الجميع باعتبارها المسؤولة الشرعية عن الفعل القومي السياسي، النشاط الفكري، الاجتماعي، الاقتصادي وغيرها من النشاطات القومية مستقبلا. علما أن التسميات المقترحة لشعبنا، ضرورات الوحدة، قرار الانتماء والتعامل مع الاكثريتين وغيرها من البنود ستكون حتما في طليعة البنود المقترحة على أجندة هذه المرجعية المؤملة أنشاءلله. ولربما ستفلح المرجعية المؤملة في حال تاسيسها في تعميق الامال في قلوب المتشبثين بالارض والهوية داخل الوطن وبالتالي وقف نزيف هذه الهجرة المدمرة التي باتت تؤرق مخيلة الغيارى من ابناء شعبنا في كل مكان.