في ذكرى رحيله الأربعين، آشوريو شيكاغو يشكرون حارس لغتهم الأمين
شيكاغو مدينة الجاليات الاثنية من مختلف أنحاء العالم ، ومنها جاليتنا الآشورية حيث يعيش أفرادها في شمال المدينة والضواحي الشمالية التي منها ضاحية سكوكي وهي تضم اكبر عدد من هذه الجالية وفيها يقع المركز القومي الآشوري . شهد هذا المركز يوم الأحد المصادف ٣١ /١ / ٢٠١٦ اقبالاً كبيراً من القوميين الذين انتابهم الحزن العميق لرحيل الملفان يونان هوزايا وها هم يملؤون القاعة الكبيرة لتآدية الواجب نحوه.
ثلاث منظمات تبنت أربعينية يونان هوزايا في شيكاغو وهي كل من الحركة الديمقراطية الآشورية، المجلس القومي الآشوري وفرقة گلگامش الفنية، وابتدأت الأمسية بكلمة الحركة الديمقراطية الآشورية وألقاها ممثل الحركة في شيكاغو السيد هرمز طيرو ثم كانت كلمة المجلس القومي الآشوري من قبل السيد شيبا مندو وكلمة فرقة گلگامش الفنية من قبل وايليت خمو. وكذلك ألقى السيد وليم يومارن الرئيس الحالي لأتحاد الجمعيات الآشورية " الفدرييشن " كلمة بالمناسبة. الجميع أشادوا بشخصية وانجازات المناضل يونان هوزايا وخدماته الجليلة في حقل الأدب وتدريس لغتنا القومية في المدارس العراقية.
الأب گورگيس سليمان ألقى كلمة ذكر فيها انه كان يلتقي المرحوم يونان من خلال الندوات الثقافية في جمعية اشور بانيبال او معهد بابل الكهنوتي ويذكر جيداً ان يونان كان الغيور والمدافع القوي المستميت عن لغة الام ولم يكن يرتضي ان يقال ان أصل الكلمة الفلانية هو عربي او عبراني فكان يقول ولما لا تكون من لغتنا التي هي الأصل. وبعد انتهاء كلمته تلى صلاة من طقس كنيسة المشرق طالباً فيها الراحة الأبدية للمرحوم وان يقبله الرب في ملكوته السماوية.
في رفقة الأب كَوركَيس كان كل من الآباء الأفاضل شليمون حزقيال ، يونان شيبا، وتاور أندريوس.
الشعراء المشاركون قراءوا قصائدهم وكلها إعجاب وتقدير للتضحيات التي قدمها الشاعر والأديب وكاتب القصة القصيرة، الملفان الفقيد يونان هوزايا. هؤلاء الشعراء الذين قرأوا قصائدهم كانوا كل من بيير شمعون، حنا شمعون، هرمز أندريوس ، الشماس شموئيل ديباتو، يوسب عوديشو وحنا ياقو برهنجايا الذي هو احد أقارب المرحوم يونان ومن مدينة زاخو.
السيد يوسب شكوانا الشاعر المعروف والممثل السابق للحركة الديمقراطية الآشورية في مشيگن كانت له كلمة خاصة بهذه المناسبة ومنها ذكرياته مع المرحوم في اثنين من المؤتمرات الحزبية المعقودة في الوطن حيث رائ الرفيق يونان لا يكل ولا يمل من بذل كل الجهد من اجل تهيئة المطلوب لانجاح المؤتمر. يوسب شكوانا حكى انه سأل الفقيد في اليوم الثاني لواحد من تلك الموتمرات لماذا عينيه مُحمَرة فكان جواب يونان كان عليه ان يسهر الليل كله بعد انقضاء جدول المؤتمر كي ينهي مع زملاء له الترجمة الخاصة لمناهج الدراسة باللغة السريانية. يوسف قال واقتداءاً ب رابي يوانان هوزايا لا يكفي ان نكون قوميين بالمشاعرولكن قوميين غيورين على قوميتنا لنأتي بالثمار المطلوبة وفي نهاية كلمته ألقى السيد شكوانا قصيدة بالمناسبة.
يوسب شكوانا حضر خصيصاً لهذه المناسبة مع وفد ضم كل من منهل رزوقي ممثل الحركة في مشيگن وكذلك كل من كاترينا دنخا، انترانيك عقراوي، ابراهيم خوبر و زائد شكوانا.
الشاعر نينوس نيراري كان عريف الأمسية الخاصة لأربعينية الملفان يونان هوزايا وقد نسق الأمسية بأمتياز ليكون ثمة محطات بين فقرات البرنامج ومنها عرض فلم لزيارة كان قد قام عام 1998 بها المرحوم الى شيكاغو وتحدث فيها الأنجازات التي حققوها في الوطن في مجال تدريس اللغة السريانية في المدارس العراقية، وكذلك أغنيتين بالمناسبة احداها قدمها الفنان عوديشو عوديشو وكانت كلماتها من تأليف المرحوم يونان هوزايا وقبل الغناء عبر الفنان عن فخره انه يغني كلمات يونان لتمتزج أحاسيسه بأحاسيس هذا الملفان الكبير.
كذلك قدمت الفنانة القديرة ليدا لاوندو اغنية من كلمات الشاعر يوسب شكوانا قالت عنها ان يونان كان يحب الأغنية كثيراً وفي كل زياراتها للوطن كان يطلب منها غنائها وكلمات الاغنية هي مطلب ام من ولدها ان لا يتركها ويهجر الوطن.
الشاب رامي بهرم قرأ احدى القصص القصيرة التي وردت في كتاب " لخما دتخوماني" المطبوع في شيكاغو ، كذلك قرأت شوشن سركيس قصيدتين من قصائد الملفان يونان هوزايا.
نينوس الشاعر المعروف هو الآخر قدم قصيدة بالمناسبة، وحقاً كانت الأمسية تاريخية سجلتها كاميرا ANB سات بيد المصور هاني يوخنا لتخليد يونان هوزايا، القومي المخلص والوطني الاصيل والشاعر الفذ والرفيق المغوار وعاشق الأحرف والأديب السلس والحارس الأمين للغتنا القومية والصحفي البارع وكاتب القصة القصيرة واللغوي القدير والحزبي الملتزم والمهندس بأمتياز والوزير الكفؤ.. هذا الانسان الشهم ، المتواضع، المجتهد، الغيور، المؤمن، الصبور، المحب، الطيب، البشوش.. كل هذه التي مهما عددتُ منها فإنها تقف عاجزة عن وصف يونان هوزايا وبشهادة زوجته الثكلى جاندارك والذي اختطفته يد المنون من بيتها بعد مرض عضال صبر عليه مثلما صبر أيوب على اهواله ليستحق وحسب الإيمان المسيحي لأن يكون طوباوي في ملكوت السماء مع الأبرار والصديقين.
ترك لنا المرحوم يونان أربعة من البنين والبنات كل منهم بمعنى اسمه يمثل جهة من جهات الدنيا؛ نينوس ونيشا ورابيل ورمئيل أينما اتجهنا نتذكر فيهم يونان، وترك لنا أيضاً جيلاً من الطلاب الذي تعلموا لغتنا قراءة وكتابة وهم بلا شك سيكونوا نجوم لامعة في اعالي السماء التي غادرنا اليها الملفان يونان هوزايا.
حنا شمعون / شيكاغو