ذكرى اب القديسين, القديس الشهيد المطران مار بولص فرج رحو.....مناسبة احياء ذكرى الضحايا من ابناء شعبنا المهملة من قبل الكنائس والبطريركية واغلبية ابناء شعبناان من يقراء التاريخ وينظر الى العالم اليوم سيرى عدة شعوب ومجموعات بشرية تعرضت الى اضطهاد ووقع بينها عدة ضحايا. هذه الشعوب التي تعرضت الى اضطهاد تقوم بالتركيز بالدرجة الاولى وقبل اي شئ اخر باحياء ذكرى ضحاياها.
لماذا احياء ذكرى الضحايا من اهم الاولوليات؟
1- لان الدفاع عن حقوق الضحايا عبارة عن دفاع عن حقوق كل المجموعة التي تعرضت الى اضطهاد. اذ لا يمكن القول بان هناك من يدافع عن حقوق اي اشخاص او مجموعات في الوقت الذي لا يستذكر الضحايا.
2- الدفاع عن حقوق الضحايا واحياء ذكراهم هي الوحيدة التي تمكن الوقوف ضد الاجرام الذي حدث في الماضي ومنع تكرار حدوثه, الذي تكراره سيؤدي دائما الى وقوع ضحايا جدد.
3- الدفاع عن حقوق الضحايا وتحقيق حقوقهم هي الوحيدة التي تمكن لمعالجة الالام الماضي.
4- الدفاع عن حقوق الضحايا واستذكار ذكراهم وتحقيق حقوقهم هي الطريقة الوحيدة التي تفتح الطريق الصحيح نحو تحقيق عدالة صحيحة.
5- المجموعات التي لا تهتم بحقوق الضحايا فان اية دعاوى جنائية التي تقدمها الى اية جهات دولية مثل مجلس الامن او الامم المتحدة فانها لن تفيد ولن يهتم بها احد. لن يهتم احد باشخاص هم بانفسهم غير مهتمين بقضاياهم.
6- لن تاخذ اية لجان تحقيق اية قضية انتهاكات التي وقعت في الماضي القريب بجدية عندما لا تقوم المجموعة التي تملك الضحايا بالاهتمام باحياء ذكرى ضحاياها بنفسها اولا.
7- ان الاهمال في احياء ذكرى الضحايا سيرسل رسالة بان امر وقوع مستمر للضحايا هو شئ غير مهم, ومن هنا فان عملية اية اصلاح مؤوسسي دستوري ستصبح مستحيلة.
8- ان رفع مستوى الوعي الاخلاقي في عدة مجتمعات تطورت كان مرتبط بشكل مباشر باقامة المتاحف والنصب التذكارية للضحايا واحياء لا يتوقف لذكراها. وهذه نجدها بوضوح في بلدان مثل المانيا.
9- لن تهتم اية ادارات حكومية او قانونية باية عمليات المحاسبة والاقصاص ضد المجرمين اذا كان هناك اهمال في احياء ذكرى الضحايا.
10 - رفع مستوى الوعي الاخلاقي هو الطريق نحو تحقيق المصالحة في اي مجتمع, وهذه مستحيلة بدون احياء ذكرى الضحايا.
11- عدم احياء ذكرى الضحايا سيؤدي الى ان تمتنع اية جهات اخرى عن تقديم اي اعتراف علني بالظلم والاظهاد والابادة الجماعية التي حدثت.
12- بناء ثقافة الديمقراطية هي عبارة عن عملية مستحيلة بدون اهتمام بحقوق الضحايا لان ذلك سيعني بان ليس هناك مكافحة للافلات من المحاسبة.
13- اهمال الضحايا وعدم تذكرهم من قبل المجتمع سيؤدي دائما الى شعور مستمر بالظلم والاهانة.
14- مبادئ حقوق الانسان كلها مبنية على اساس واحد فقط وهوالواجب الاخلاقي في تذكر الضحايا ومواجهة الماضي والاعتراف به.
هذه عبارة عن عدة نقاط ولكنها ليست كلها, فانا ذكرت بعضها لكي اختصر المقالة.
ان عملية احياء ذكرى الضحايا عبارة عن اهم حدث في عدة مجتمعات ويحضى باولوية قصوى, فهناك مئات الالاف الذين يحملون الشموع والورود وصور الضحايا يخرجون في مسيرات في الشوارع, هناك قداديس ضخمة يحضرها مئات الالاف تقام في كل كنائس تلك الشعوب ويتم تخصيصها فقط لاستذكار الضحايا بشكل واضح جدا ومركز جدا. هناك في مجتمعات زيارات للنصب التذكارية والمتاحف التذكارية للضحايا يصاحبها سموفنيات وحضور كبير جدا....الخ ولكن بامكان اي قارئ ان يبحث بنفسه حول كيف يتم احياء ذكرى الضحايا ومدى اهمية الحدث عند عدة مجتمعات.
اما عندنا فان موقع البطريركية الكلدانية لحد هذه اللحظة خالية من اي صورة للقديس الشهيد مار فرج رحو . هناك فقط تذكير بشكل ثانوي للشهيد, وهناك فقط خبر عن تجمعات كلدانية في الناصرية التي رفعت صوره. اذ كان من المفترض على البطريركية ان تطلب من كل كنائسنا وفي كل مكان بعمل قداس خاص بهذه المناسبة وبان تطلب حضور كبير يحملون فيه صورة الشهيد محاطة بالورود والشموع مع تركيز كبير وواضح جدا على المناسبة.
هكذا اهمال من قبل البطريركية والكنائس صاحبه بكل تاكيد اهمال من قبل ابناء شعبنا, فالبطريكية والكنائس تطالب ابناء شعبنا بان يتخذوهم مثال وقدوة لهم. واي انتقاد للبطريركية او كنائسنا سيكون ردهم الفقير الوحيد الخالي من اي معنى "كفى مزايدات ...الخ" هذا بدون ان يتطرقوا الى كل النقاط التي ذكرتها اعلاه.
ولهذه الاسباب كلها وللاسباب التي ذكرتها في النقاط من 1 الى 14 فانه اصبح بالتاكيد لاي قارئ واضحا بان ادعاء اية جهة كنسية او البطريركية بانهم يدافعون بشكل فعال عن حقوق ابناء شعبنا هو اصبح امر مشكوك به كثيرا.
واخيرا اقول بان اذا تطور موضوعي وظهرت فيه مداخلات للقراء فان اي رد سيكتبه اعلام البطريركية انا اؤكد لهم باني لن اقرائه اذا لم يحوي اقتباس لكل النقاط من 1 الى 14 والرد عليها بشكل منطقي.
وعلى ابناء شعبنا ان لا يستغربوا ابدا عندما يرون استمرار ماساتنا, واستمرار العالم باهمال قضيتنا, وعدم فعل المؤوسسات الدولية اي شئ فعال لمساعدتنا.
فالشعب الذي يهمل ضحاياه بنفسه بشكل طوعي منه هو عبارة عن شعب لا يستحق اية حقوق تذكر. https://www.youtube.com/watch?v=6_qE1UR4H9o