بمناسبة عيدها العالمي ..ادوار مهمة للمراة المسيحية في المجتمع الموصلي
عنكاوا كوم –سامر الياس سعيدتحتفل المراة بعيدها العالمي في الثامن من اذار من كل عام حيث تم تخصيص هذا اليوم لبيان الدور الذي تلعبه المراة بكونها تمثل نصف المجتمع وقد اسهمت المراة المسيحية كقريناتها العراقيات في ان تكون لها بصمة مهمة على مستوى الاحداث وقد دان لها المجتمع بالكثير من العرفان لتلك المساهمات التي قدمتها له بالرغم من ان كل الظروف التي مرت بها لم تكن مواتية بعد ان عانى هذا المكون من التهميش والاقصاء والنظرة الضيقة لكل المساهمات التي قام بها على حد سواء ..
وفي هذا التقرير يورد موقع (عنكاوا كوم )بعض الاسهامات التي شاركت بها المراة المسيحية في مجمل مجالات المجتمع العراقي خصوصا في مدينة الموصل فعلى صعيد الثقافة فقد كانت لبصمات الصحفية الرائدة باولينا حسون الاثر المهم في بلورة صحافة نسائية رائدة تجسدت باول مجلة عراقية نسائية حملت اسم (ليلى ) واعتبرها كثيرون اول مجلة نسوية تصدر في العراق، ثم اعقبتها الصحفية البارزة مريم نرمة التي عملت في الحقل الصحفي مايزيد عن ربع قرن حتى وفاتها في خمسينات القرن العشرين. ومن المعلوم ان باولينا حسون ولدت في الأردن عام 1895 وقدمت مع أسرتها الى بغداد عام 1922 قد انطلق حسها الثقافي من خلال تأثرها بخالها وهو الشاعر الباحث إبراهيم الحوراني وانتسابها لعائلة حسون التي انحدر منها ابن عمها سليم حسون مؤسس جريدة العالم العربي وحسون الذي انحدر من مدينة الموصل فعلى هذا الأساس تعد باولينا موصلية الأصل من جهة والدها إما أمها فهي شامية الأصل ..وقبل إصدارها لمجلتها ليلى كانت قد سعت مع مجموعة من النساء بتأسيس (نادي النهضة النسائية )الذي تم افتتاحه في 24 تشرين الثاني من العام 1922 وترأسته السيدة أسماء الزهاوي ابنة مفتي العراق الشيخ (امجد الزهاوي ) وربما كان نادي النهضة النسائية نافذة لإطلالة باولينا على ما يشغل بال المرأة العراقية فكانت مبادرة إصدارها لمجلة ليلى الحلقة التالية من مسلسل إسهامها بالدعوة لتحرير المرأة حيث باشرت بإصدارها في 15تشرين الاول عام 1923حيث قامت بتدبيج مقالات في تلك المجلة فضلا عن مقالات أخر كان يرسلها كتاب كانوا يراسلون المجلة ويحرصون على النشر فيها وكانت تلك المقالات تهتم بانتقاد العادات والتقاليد البالية التي كانت تسود المجتمع آنذاك وكانت تقوده للجهل والتخلف فبادرت المجلة الى محاولات جادة بالإشارة الى تلك العادات..اما بما يخص بالجهود الجليلة للمراة المسيحية في سبيل تنوير المجتمع الموصلي فقد اسهمت اخوات المحبة وهم مجموعة من الراهبات بوصولهن الى مدينة الموصل في شهر تشرين الثاني عام 1873 بفتح المدارس الخاصة للبنات الموصليات حيث سعت الراهبات بتثقيف بنات الموصل وتعليمهن القراءة والكتابة فضلا عن تدريبهن على الاشغال اليدوية مثل الخياطة والتطريز والنقش ومن ثم شجعت تلك المبادرة الحكومة العثمانية لفتح مدرستين للبنات كما انعم السلطان عبد الحميد الثاني في عام 1886 بلوحة الختم والتوقيع السلطاني المنزل المذهب والمعروف بالطغراء على بطريرك الكلدان مار بطرس ايليا الثاني عشر لمساهامته الجليلة في تثقيف بنات المدينة ..
ومما يذكر في مجال الصحة بان الطبيبة الموصلية الاولى التي تخصصت بامراض النسائية والتوليد وهي الطبيبة سيرانوش ريحاني والتي تخرجت من كلية طب بغداد وذلك في عام 1944 اما في مجال التجارة فقد كانت الريادة مكفولة لاول تاجرة موصلية هي شفائي عبد الاحد رسام والتي زاولت تلك المهنة بداية الخمسينيات من القرن التاسع عشر كما ذكر المؤرخون ان هنالك نسوة اخرى زاولن التجارة امثال امينة يوسفاني ودولة فرنكول ومريم توزي ولولوا منشي وشكرية عزيز وخيرية بشير متي ..