الشفق القطبي AURORA و أضواء الشمال !

[رعد الحافظ]

الشفق القطبي AURORA  و أضواء الشمال  !

مقدمة :
أورورا كلمة لاتينيّة الأصل تعني الفجر .بل آلهةُ الفجر حسب الميثولوجيا (الأساطير) الرومانيّة,وهي إيوس Eos لدى اليونايين!
أورورا الجميلة تُسافر بعربة ثنائية الخيل في السماء أمام الشمس !
بأصابعها الورديّة تفتح كلّ صباح مداخل العالَم الشرقيّة لتمّر منها أشعة الشمس.وقد تشارك ببراءة طفوليّة في أشياء أخرى كالرياح والنجوم وقصص الحُبّ لدى بعض الناس .[ويكيبيديا السويدية / ترجمة الكاتب] .
هذه الأيام يدرس باحثون سويديّون في المعهد الملكي السويدي للتكنلوجيا في ستوكهولم ,ظاهرة تقف وراء المساحات السوداء في الشفق القطبي !
فلنبدأ من بداية القصة !
***
صورة لظاهرة الشفق القطبي ( أورورا ) :




***
ماهو الشفق القطبي ؟
الشفق القطبي (أو أضواء الشمال) ظاهرة فلكيّة عجيبة جميلة بديعة !
مزيج من الألوان الخلّابة تتشكّل على القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية ,فتضفي البهجة على الناظر !
سابقاً كانت هذه الظاهرة عَصيّة على الفهم .إنّما بعد تخصيص وكالة ناسا للفضاء خمسة أقمار صناعيّة لدراستها وجدوا مايلي :
أنّ سبب تلك الأضواء هو إصطدام جُسيمات مشحونة عالية السرعة قادمة من الشمس ,تصطدم بذرات الهواء في طبقات الجو العليا !
ويحدث التالي أيضاً :
الجُسيمات المشحونة القادمة من الرياح الشمسيّة عند إقترابها من كوكبنا تتأثّر بالمجال المغناطيسي للأرض ,الذي يحاول إبعادها عن دخول جو الأرض .
لكن في نفس الوقت يوّجه بعضاً منها (هذا الجزء يُسمى الشفق القطبي) فيهبط على القطبين بعيداً عن الأماكن المسكونة على الأرض .
معناها يقوم المجال المغناطيسي للأرض بحماية الكائنات الحيّة من تلك الجسيمات الخارقة الضارة للحياة .لأنّ الشفق القطبي عندما يتوّهج في الأساس ,فهو يُصدِر أشعة سينية وأشعة فوق بنفسجية !
وبالإضافة إلى هذه الألوان فإن ثمّة أصوات مُرافقة للعروض الشفقيّة تسمع في بعض الأحيان .
وأحيانا يمكن التنبّؤ بوقوع الشفق القطبي .إذ غالباً ما يقع أياماً بعد حادثة مغناطيسية قوية في الشمس !
***
الخبر العِلمي الجديد في السادس من شهر مارس 2016 :
خلال المنظر البديع لأضواء الشفق القطبي نلاحظ مساحات سوداء لم يكن العُلماء يعرفون تفسيراً لها في الماضي .
الخبر العِلمي الجديد يخّص هذه المساحات السوداء !
حيث علموا اليوم أنّها عبارة عن إلكترونات تسير بالإتجاه المُعاكس أي من الأرض الى السماء .وتسمى (ظاهرة أضواء الشمال المُعاكسة) !
وتمثّل المساحات المُعتمة في الشفق القطبي أو ربّما (أنتي أورورا) !
***
التفاصيل :
مُراسل الـ BBC في ستوكهولم (أنيس القديحي) إلتقى الباحث السويدي (توماس كارلسون) وسأله بضعة أسئلة .وهذا النص الحرفي للمحادثة :
س 1 / مرحباً توماس ,لقد قُمتَ أنتَ بدراسة أضواء الشمال على مدى 20 عام الماضية ,أخبرنا عن ذلك وما هو الجديد في الموضوع ؟
ج :
على مدى ال20 سنة الماضية عملتُ على دراسة مواضيع فيزياء الفضاء بين تلك الامور تأتي أورورا  Aurora أو أضواء الشمال !
هناك بالتحديد جانب جديد في هذا الموضوع ,هو المساحات السوداء بين خطوط أضواء الشمال ,وسوف أشرح لكَ لماذا ؟
ما نراهُ هنا ( يُشير الى لوحة خشبية كبيرة قربه تشبه الساعة الكبيرة عليها دوائر ذات مركز واحد ونقاط محدّدة وأسلاك نحاسيّة /إنظر الرابط الأوّل),هو نموذج بُنيّ في أربعينات القرن الماضي !
هذا النموذج يُحاول محاكاة المجال المغناطيسي للأرض والذي تُمثله أسلاك النحاس هذه .تُسافر الشحنات الكهربائية عبر الفضاء نزولاً الى مجال الكرة الأرضية .هذهِ الشحنات تحملها إلكترونات من الفضاء الخارجي .عند إصطدام الإلكترونات بالأرض ينتج عن ذلك ضوء هو :
أورورا Aurora
من المُثير النظر الى المناطق السوداء التي لا تحتوي إلكترونات نازلة من الفضاء .فقد إكتشفنا أنّ تلك المناطق المُعتمة تحتوي إلكترونات أيضاً لكنّها تسير بالإتجاه المُعاكِس ,أي من الأرض نحو الفضاء .أي أنّها عكس أضواء الشمال ,أو مانطلق عليه أضواء الشمال المُعاكسة !
هذا له أثر على المجال الحيوي للأرض ,حيث يتّم سحب البلازما من طبقات الجو العُليا ,ما يخلق ثُقباً في الغلاف الجوّي !
بعدها تقوم هذه الثقوب بخلق مجال مغناطيسي نستطيع قياسه بأجهزتنا التي تتابع المجال المغناطيسي بإتجاه الفضاء .نحن نقيس ذلك عبر الأقمار الصناعية على إرتفاع آلاف الكيلومترات !
هذا هو أحد الأمور التي أدرسها مع زملائي !
***
س 2 / هل هذه المعلومات هي للمعرفة والإطلاع فقط ؟أم هناك تطبيقات لها تنفع البشرية ؟
ج :
بالنسبة لي شخصيّاً الأمر يتعلّق بفهم الظاهرة !
فأنا مُهتّم بفهم العلوم الأساسيّة التي تقف وراء الظواهر الطبيعيّة !
لكن هناك عُلماء كُثُر يعملون على هذا الأمر ,والبعض منهم يبحث عن تطبيقات لهذه المعلومات ,وكيف يمكن للبيئة القريبة من الأرض أن تؤثّر على التكنلوجيا المُستخدمة على الأرض !
إذا كان لديك تيارات كهربائيّة نازلة بإتجاه الارض فقد تؤثّر على الإتصالات أو شبكة الكهرباء أو غيرها !
نحاول فهم القواعد الفيزيائية لهذه الظاهرة وفهم أثرها !
بالنسبةِ لي أنا أحبّ العمل على الجوانب الأساسيّة !
***
س 3 / هل يمكنك أن تخبرني عن طريقتكَ العِلميّة لفهم هذه الظاهرة ؟
ج :
عملي اليومي هو النظر في البيانات القادمة من أجهزة قياس الفضاء !
بعض تلك البيانات تأتي من الصورايخ ,إنّما أغلبها يأتي من أقمار إصطناعيّة على إرتفاعات متفاوتة (بين 2000 كم أو أكثر) ,وهي تحوي أجهزة لقياس المجال المغناطيسي ودرجة حرارة الپلازما وكثافتها !
عملي هو القيام بدراسة وفهم هذه الامور !
ندرسُ في (كيت الأيج) فيزياء البلازما ,ونبني أجهزة لقياس المجال المُغناطيسي في الفضاء .هكذا نقوم بدراسة هذه الظاهرة !
***
الخلاصة :
عند سماعي هذا التقرير العِلمي من الـ BBC سارعتُ لكتابة هذه الخلاصة أولاً ,كي لا أنسى هذا السؤال المُهم الذي لفتَ إنتباهي :
هل لاحظتم كميّة المعلومات التي يُقدّمها هذا الباحث السويدي (توماس كارلسون) للمذيع الذي يسألهُ ؟
هل إنتبهتم الى  تلقائيته ,دقتّه ,صدقه ,في جميع الإجابات ؟
هذا مثالٌ حيّ على تصرف جميع العلماء في الغرب المُتحضّر!
كلّ هذا ,وبعد ذلك يأتي مَنْ يؤمن بضرورة تنظيف مؤخرته بثلاث حصوات (مختلفة الحجم) ,ليُعلُن للعالم أجمع إكتشافه الرهيب ,بأنّ الغرب الكافر لن يسمح للشرق الأوسخ المتخلّف ,بالسعي لإمتلاك وسائل المعرفة الحديثة !
وأنا من تجربتي الشخصية في السويد خلال عقد ونصف ,ومن خلال الشركات التي تدرّبت فيها قبل الحصول على عمل أقول :
إنّهم يركضون ورائنا ويسعون سعيّاً حثيثاً ,كي نحصل على جميع المعلومات التي نحتاجها عن جهاز أو تكنلوجيا جديدة ,قد تنفعنا في العمل
بل أنّهم يدفعون لنا رواتب شهرية سخيّة كي نستمر بتلك الفترة الدراسيّة والتدريب التقني .لكن للأسف الشديد فإنّ غالبيّة المهاجرين يتهرّبون من الدوام ,ليعتمدون على المعونة الإجتماعيّة ,من دافعي الضرائب !
من جهة أخرى / هل لاحظتم كيف يستفيد علماء وباحثي الغرب من أبسط ملاحظة تتعلق بأيّ ظاهرة كونيّة في توفير خدمات جليلة للبشرية ؟
فمثلاً فيما يخص موضوع هذه الورقة أنصح بقراءة هذا الجزء من الجواب الثاني للباحث السويدي توماس كارلسون ,حيث يقول :
[هناك عُلماء كُثُر يعملون على هذا الأمر ,البعض منهم يبحث عن تطبيقات لهذه المعلومات ,وكيف يمكن للبيئة القريبة من الأرض أن تؤثّر على التكنلوجيا المُستخدمة على الأرض .إذا كان لديك تيارات كهربائيّة نازلة بإتجاه الارض فقد تؤثّر على الإتصالات أو شبكة الكهرباء أو غيرها] !
الآن أشعر أنّي قريب الفهم لما يحدث من إنقطاع لحظي في بثّ بعض المباريات الرياضيّة أو الإتصالات الهاتفيّة أو ما شابه !


[أريد أن أنضّم الى المُبدعين والحاصدين والمُحتفلين بالعيد !
أريد أن اُريهم قوسَ قُزَح  وكلّ درجات سلّم الإنسان الأعلى] نيتشه !

تحياتي لكم !
***
المصادر :
1 / أضواء الشمال المُعاكسة 4 تك ـ تقرير BBC
https://www.youtube.com/watch?v=9MUgv7R2PWc
2 / موقع حقائق علمية / ماهو الشفق القطبي ؟
http://www.scief-facts.com/2012/08/blog-post.html
3 / أضواء الشمال ..ليلاً !
https://www.youtube.com/watch?v=fVsONlc3OUY
رعد الحافظ
12 مارس 2016

[قيصر شهباز]

ألأخ رعد ألحافظ ألمحترم،

موضوع شيق وذو فائدة علمية هامة، أسمحلي أن أشاركك فيه بأني بحكم عملي ألحقلي في إستخدام أل GPS في إلمساحة وخصوصا ألمبني على أل Network Base لاحظت بأن ألإتصالات بألأقمار ألصناعية تنقطع كليا عندما ألمشاعل ألشمسية ألمتجهة نحو ألأرض تكون على ذروتها وفي ألأماكن من ألأرض ألقريبة نسبيا، ومن بعد ذلك أصبحت ألعادة على زيارة ألموقع Spaceweather.com للتبيان بدرجة وقوة ألمشاعل ألشمسية قبل إستعمال شبكة ألقاعدة في أعمال ألمسح، وفي هذا ألموقع تبرز هذه ألمناظر ألخلابة Aurora ألتي تحدثت عنها.

شكرا لجلب هذا ألموضوع ألمشوق، تحياتي إلى شخصكم ألكريم.

ألمهندس قيصر شهباز

[رعد الحافظ]

الصديق الجديد المهندس قيصر شهباز / مرحباً بحضوركَ الكريم !
أسعدتني مداخلتك العلميّة المفيدة , وأسعدني إستمتاعك بهذا المقال !
في الواقع ,كنتُ سابقاً أكتب في الغالب عن المظاهر الإجتماعيّة والدينية السلبية في بلادنا البائسة . لكن في لحظة معينة شعرتُ أنّ كلّ ذلك مهما كان ودوداً ومتسامحاً لن يساعد الناس كثيراً في فهم الحقائق النسبيّة حولنا في هذا العالَم !
ما سوف يساعدهم أكثر بكثير هو إنتهاج القراءة والتفكير بالطريقة العِلميّة !
مثلاً (وفيما يخّص موضوع هذه الورقة) فالإنسان العادي البسيط عندما يرى أضواء الشمال الساحرة لأوّل مرّة سوف يكتفي بالإندهاش والقول / سبحان الله الخالق العظيم لهذا الكون !
إنّما لو كان يفكر ويقرأ بالطريقة العلميّة فسوف يبحث عن تفسير تلك الظاهرة ويسمع ما يقوله العلماء حولها / وكيف يمكنهم الإستفادة منها لاحقاً في تطبيقات على أرض الواقع !
ملاحظاتك العلمية رائعة ... وغالباً هي حقيقية من ناحية ربط درجة قوة المشاعل الشمسيّة بحالة الإنترنت !
(ربّما تقصد بالمشاعل الشمسيّة / التوهجات الشمسيّة   solar flares )
سأحاول الدخول لموقع   Spaceweather.com  لفهم أكثر لما تحكي عنه حضرتك !
تقبّل إحترامي !
رعد الحافظ

[قيصر شهباز]

ألأخ رعد ألحافظ ألمحترم،

حسب قول ألعلماء بين فترة وأخرى تحدث إنفجارات كبيرة في ألشمس مما تؤدي إلى خلق عواصف قوية وسريعة جدا ألتي تسمى Solar Winds ألتي تؤثر على ألغلاف ألمغناطيسي للأرض وبدورها تحد من قوة ألإرسال ألإنترنيتي، كما بينتم في مقالكم، وبما أن جهاز GPS ألخاص في أعمال ألمسوحات ألمستغدم عن طريق ألشبكات ألإنترنيت وألتي بدورها تصل إلى ألحاسوب أليدوي من خلآل جهاز يماثل ألمحمول يسمى myfi أو عن طريق ألمحمول نفسه عندما تتوفر فيه أل Personal Hotspot، وإن ألرياح ألشمسية تؤثر أو قد تعتم ألموجات ألإنترنيت وبذالك تؤثر على دقة ألمعلومات ألمستلمة أو تقطعها، ولهذا يقوم ألمساح بتركيب قاعدة موقعية ل GPS ألتي تقوم بألواجب، ولكن قابلية ألإرسال لهذه ألقاعدة محدود لا يتعدى ألميلين أو ثلاثة، بينما أل Network Base تساعد على ألإرسال لبعد قد يصل 30 ميلا حسب نوعية وقوة ألشبكة، وعن طريق أجهزة ألمساحة ألمذكورة تقاس مواقع ألنقاط على ألأرض وتحددها آنيا.

جلب إنتباهي طرحك نقطة ألتفكير بألطريقة ألعلمية، لو حصل أن وجد أفراد يتحلون بتفكير إجتماعي أو سياسي أو ديني بشكل مماثل للطريقة ألعلمية لبات ألإنسان في ألبلدان ألتي أتينا منها في أفضل حال، قصدت بألأفراد ألذين يقودون هذه ألمجتمعات، ولكن حدث عكس ذلك حيث أن ألأشخاص ألذين يقلدون مقاليد ألحكم لا يزالون يملكون ألتفكير وألعقل ألبدائي ألغير قابل على ألتغيير وألتطور، وأنهي ردي بمشاطرتك بأن ألإطلاع وألتركيز على ألظواهر ألعلمية تساعد على ترويض ألعقل ليفكر بشكل أسلم.

لقدد سررت بمحادثتك أخي رعد ودمت موفقا.

قيصر شهباز

[رعد الحافظ]

أخي قيصر شهباز
مرحباً بك مجدّداً وبتعليقاتكَ النافعة من جميع الوجوه !
لي بضعة مقالات علمية عن الشمس والمجموعة الشمسيّة والكون وما شابه / تمثل تلخيص لكتب علماء مشاهير من أمثال / روبرت لي بارك وريتشارد داوكنز و كارل ساجان وغيرهم كثير
لكنّي لا أتذكر قد تطرقتُ الى الرياح الشمسية الناتجة عن الإنفجارات التي تحدث في الشمس والتي أضحت حقيقة علمية معروفة / فشكراً لتذكيرك لنا بها وبتأثيرها على المحيط الجيو مغناطيسي للأرض وبالتالي على الإنترنت والإتصالات عموماً , ناهيك عن موضوع المقال نفسه (أقصد أضواء الشفق القطبي) !
وعن ذكركَ لحالة ساستنا (الفاشلين) ,فهي العجب العجاب فعلاً / الكثير منهم درس في الغرب (مثل رئيس الوزراء د. حيد العبادي نفسه) لكنّهم يصبحون أقرب الى الملالي في حالة الحُكُم !
أنا أستغرب حتى من الأطباء العرب عموماً / المفروض جميعهم يفهم نظرية التطوّر والإنتقاء الطبيعي لداروين ويؤمن بها كونها لم تعد نظرية فقط ,إنّما أصبحت الحقيقة المركزية لعلم البايولوجي وجميع العلوم ذات الصلة / مع ذلك تسمعهم يكررون جملة (بعون الله تمّ القضاء على فلان مرض أو فايروس أو وباء ... الخ ) ! ألا يبدو ذلك حديث عجائز لم يتعلموا في صغرهم ؟
على كلٍ حال بلادنا الحالي يستدعي الغثيان ,ولن تقوم لنا قائمة بغير العلم والتفكير بالطريقة العلمية !
أسعدني حضورك الجميل !
رعد الحافظ