امهاتنا وبناتنا يطبخن لمقاتلينا المتطوعين في معسكر تدريب القوشصوره من داخل معسكر القوش لتدريب المتطوعين
شوكت توسا يحار المرء اي كلام يختار من قاموس مفردات الاعجاب والانبهار كي يتناسب و اصاف هذه الصوره الناطقه بالكثير مما يجول في الخواطر والاذهان, وهل من معان ٍ ارقى من أبعاد هذه الصوره وهي تحكي لنا عن محبة الامهات والبنات للفلذات, جئن كعضوات اتحاد النساء الاشوري من منطقة نهله قاصدات معسكر القوش كي يقدمن ّ لأحبابهن وجبة طعام طبخنها بأنفسهن ليفرشنّها على ارض العسكر, وهل من مائدة اوسع من أرض الاباء والاجداد لتتسع محبة القلوب ووشائجها , انها بحق صورة تضامنيه ليس المهم ما اسم القوه ومن يدير شؤونها , المهم ان ابناء شعبنا يلتمون ويجتمعون على امر مصيري وحيوي وكأننا بها امام عائله يلم شملها رحلة التهيئه لمشوار جديد قرب سفح جبل كجبل القوش الأشم. صورة تعبيريه مليئة بما يهز المشاعر والاحاسيس في مدلولاتها ومعانيها, فهي بالتالي تنادي الذين عليهم ان يسمعوا وفي مقدمتهم اوليائنا ومسؤولينا دون استثناء احد منهم , وتطالبهم بهنيهة قصيره وقليل من التأمل بتفاصيل صور الامهات والحبيبات في حضرة الشباب المتطوعين لحماية مستقبل الاهالي , انها صورة تستدعي كل ناشط مثقف سياسي او ديني للتفكير بعمق ورويه ثم مساءلة الذات, يا ترى لماذا لم نستطع ان نجمع متطوعينا الشباب الغيارى في معسكر او معسكرين تحت ادارة ومسؤولية هيئة موحده من ممثلي ابناء شعبنا الذي يمر في احلك الظروف واشدها تأزما. أوَحقا لم يكن بإمكان الخيارى من مسؤولي الفصائل المسلحه الثلاث او الاربع تشكيل هيئة او مجلس عسكري مشترك يكتسب القدره العاليه للتنسيق والتفاهم مع البيشمركه وهكذا الجيش والحشد الشعبي .... بالمناسبه ما زال هناك متسع من الوقت لتحقيق المزيد من التنسيق والتفاهم المفيد بين فصائلنا لان ذلك في غاية الاهمية ما دام هدف القضاء على داعش وتطهير بلداتنا ثم اعادة النازحين الى اماكنهم هو الاسمى في اجندات كافة القوات والفصائل المسلحه من الفاو الى زاخو.
الشيئ بالشيئ يذكر , اذ سمعت قبل قرابة اسبوعين من احد الاصدقاء في القوش , بان اشخاصا خيرين من ابناء شعبنا في دهوك قد تبرعوا بما يتيسر لادامة وانجاح المعسكر, فقد تبرع احدهم بتجهيز المعسكر بثلاث وجبات اكل يوميا ولمدة ثلاثة اشهر, وأخر تبرع ببطانيات وشراشف واسرة كامله لمنام المقاتلين , وآخر تبرع بكلفة نقل المقاتلين لمدة شهر ,وآخرون تبرعوا باموال كل حسب مقدرته , حاولت قدر المستطاع ان اتعرف على اسماء المتبرعين كي انشرها في مقاله مخصصه للكرماء والاسخياء مع شعبهم , لكن الصديق الذي كان بيني وبينهم أكد لي بعد محاولته مرتين لاخذ الاذن منهم بان هؤلاء الاخوه يرفضون فكرة الاعلان عن اسمائهم رفضا قاطعا ,لذا لم يتركوا لي سوى القول بانهم خير نماذج لشعب اصيل محب لأرضه وتاريخه , متمنين لهم الموفقيه والنجاح في حياتهم .
الوطن والشعب وراء القصد