تحيه و احترام ...
ليلا .. فجرا .. صبحا .. ظهرا .. مساءا ..هناك حيث تنطلق صرخه يتلوها بكاء ودموع ثم ضحكات تنساب معها دموع الفرح بضيف جديد للحظات ودقائق و ايام ليكون بعدها احد افراد الاسره .. هذا الملاك الذي يجذب انظار الاهل والاقارب و الاصدقاء ويملئ البيت فرحه عموما عند قدومه لايفقه شئ من امور هذا العالم الفاني الذي حل عليه (خطار) كباقي البشر , فياكل ويشرب ويتدفاء ويستحم وينام ويصحو دون ان يبذل اي مجهود يذكر و الفضل هنا يعود لابواه لانهم يسهرون على راحته . حسب الفهم البسيط للغالبيه.
وعندما يكبر الطفل قليلا ويبداء بالفهم البسيط يتعلق بأبواه اكثر واكثر ويتقيدون هم به اكثر واكثر فلا يستطيع الاب ان يخرج من البيت الا وهو ينسحب على اطراف اصابعه حتى لايحس به ابنه وإلا تعالت الصرخات للخروج مع بابا , وبابا يكون متوجه للعمل او موعد مع الاصدقاء ويضطر في بعض الاحيان الغاء الموعد واخذ ذو السنتين او الثلاثه الى حديقه بجانب المنزل او منطقه فيها العاب ليقضي فيها الطفل وقتا ممتعا مع اكبر و اروع واحلى وكل شئ بالنسبه له في العالم الا وهم بابا و ماما الذين يحملوه كي لا تصطدم بحجر رجله واذا من لعبه وقع تتلقفه الايادي وهو في الهواء , وبعد اللعب و التعب ايادي محبه تضع عليه الغطاء في الفراش . هكذا يراهم الطفل بابا وماما دائما حاضرين لكل شئ وفي اي وقت وزمان .
وتمر الايام ويكبر ذو السنتين و الثلاثه وتبداء الدراسه ومعها تبداء الحياه تظهر بشكل اخر بعدما كبر ذو السنتين والثلاثه واصبح طالب اعداديه او في مرحله جامعيه عندها يبداء انسان جديد , عصر جديد , احلام تحتاج الى تحقيق , فأن كان التفكير سليم فخيرا على خير , اما ان كان التفكير سقيم فهنا المشكله , وفي كل الاحوال نظره جديده تتكون لدى الشاب حول ابواه , فليس كل ما يقولوه له يرضيه وليس كل مايتمنوه له يناسبه وضمن طموحاته , لم يعودا كل شئ في كل شئ كما كان صغيرا , يحترمهم لكن لم يعد بحاجه لهم كل ذاك الاحتياج وفي كل الامور ,فهو اليوم يعتمد في الكثير على نفسه و امكانياته فلقد اصبح كبيرا وخريجا وصاحب عمل ويجني الاموال دارسا فاهما متعلما مثقفا, متزوجا وله ابناء وبنات وتشغله مطالب الحياه , الى ان جاء يوما ما قال له اباه بُني اريد منك ان تأتي لتصحبني الى الطبيب فأنا مريض , فيجيبه ويقول ابي انا مشغول في موعد عمل ولا استطيع ,انت اتصل بصاحب تكسي ليأخذك الى الطبيب , وبعد انتهاء عملي سوف أتي لزيارتك وأمي ....
وها قد كبر الاب وكبر الطفل وكبر التفكير و وكبرنا كلنا واصبح لايعجبنا العجب العجاب والبعض منا نسي اليد التي ترعى وتقوي الذين حملونا واطعمونا وعلمونا كيف نصلي وكيف نتكلم مع الرب الاله وكيف كان يشكره ابائنا قبل النوم على كل نعمه وأن كانت رغيف خبر مع قطعه جبن وزيتونه وبصله , فالبعض منا اليوم يريد إلهاً على قياساته و رغباته هو لاقياسات ورغبات وتعاليم الاله نفسه ,فنحن نعيش عصر العولمه عصر الطائرات والانترنيت والموبايلات والبعيد اصبح اقرب من القريب وهذا الاله الذي عرفنا اياه ابائنا اصبح موده قديمه لا يتناسب مع وقتنا وحاضرنا وعليه ان يضع قوانين جديده اقل قانون فيها يكون ساعه الك وساعه لربك وبغير هذا القانون يكون هذا الاله ظالم وقاسي وغير متفهم للتطور الذي نعيش فيه .. فهذا الاله بعده بعقليه الباحثين عن الخطاه والفقراء والزواني والجباه الذي يوما ما ارسل ابنه ليتفقد احوالهم فبصقوا عليه وجلدوه وعلى خشبه علقوه .. ولليوم بعد كل هذا مازال يُطلِـعُ شَمْسَهُ على الأشرارِ والصّالحينَ، ويُمطِرُ على الأبرارِ والظّالمينَ. !!! هذا ظلم ايها الرب الاله عليك ان تأخذ بأرائنا نحن الاطباء المهندسين الدارسين الفاهمين فنحن لم نعد اطفالا صغار. كلا ,فنحن اليوم كبار ولنا حجه ورأي وعليك ان تسمع لنا , وإلا ما انت باله , انت ظالم وقاسي وتتكلم عن الرحمه و المحبه وانت لا تمتلك منها شئ .
عليك ان تخفف من بعض تعاليمك التي اصبحت لا تلائم زماننا الحاضر .كأن تعطي فسحه للطلاق بغير عله الزنى , وان تسمح بقليل من النميمه , وان تسمح لنا بلعب بسيط من القمار فاصحاب صالات القمار لديهم عوائل ايضا وهم بحاجه الى رواد , مساكين علينا مساعدتهم ..و و و و فأنت اعلم بمطاليبنا الشرعيه !!!وإلا فسنترك كنيستك الى ان تحقق لنا مطاليبنا ..
ومع كل هذا يبقى الرب الاله رب الارباب واله الاله احن اب وام عرفه الكون و الانسان ولن يعرف غيره يوما ما يقول لنا على لسان ابنه الحبيب تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ والرّازحينَ تَحتَ أثقالِكُم وأنا أُريحُكُم...ها أنا واقِفّ على البابِ أدُقُّهُ، فإنْ سَمِعَ أحدٌ صوتي وفَتَحَ البابَ دَخَلتُ إلَيهِ وتَعَشَّيتُ مَعَهُ وتَعَشَّى هوَ مَعي. جاء في الكتاب المقدس ايضا إسهَرْ وأنعِشْ ما بَقِـيَ لكَ مِنَ الحياةِ قَبلَ أنْ يُعاجِلَهُ الموتُ. فأنا لا أجِدُ أعمالَكَ كامِلَةً في نظَرِ إلهي. فاذكُرْ ما تَعَلَّمتَهُ وكيفَ قَبِلتَهُ، واعمَلْ بِه وتُبْ. فإنْ كُنتَ لا تَسهَرُ جِئتُكَ كاللِّصِّ، لا تَعرِفُ في أيَّةِ ساعَةٍ أُباغِتُكَ. .امين.
تذكر ايها الانسان انك يوما ما كنت صغيرا ومهما كبرت ايها البشر فهناك من هو اكبر منك .
ظافر شانو