English
Svenska
العربية
الرئيسية
المنتديات
أخبار شعبنا
أخبار العراق
الاخبار العالمية
اخبار الجمعيات والنوادي
اخبار و نشاطات المؤسسات الكنسية
المنبر الحر
المنبر السياسي
إعلام الفكر والفلسفة
الهجرة و واللاجئين
أدب
نتاجات بالسريانية
الكتب والمكتبات
استراحة المنتديات
التعازي
تاريخ شعبنا، التسميات وتراث الاباء والاجداد
راديو
اغاني
فيديو
تعارف
رفع ملفات
دردشة صوتية
التقويم
الارشيف
الدخول
التسجيل
الكتابة بالعربية
عن الموقع
عن عنكاوا
البحث
اتصلوا بنا
ankawa
عنكاوا كوم
أهلا,
زائر
. الرجاء
الدخول
أو
التسجيل
يمكنك الدخول او التسجيل عن طريق الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعية الاخرى ايضا
1 ساعة
1 يوم
1 أسبوع
1 شهر
غير محدد
تسجيل الدخول باسم المستخدم، كلمة المرور و الفترة الزمنية
الأخبار:
الرئيسية
تعليمات
بحث
التقويم
دخول
تسجيل
ankawa
»
الحوار والراي الحر
»
المنبر الحر
(مشرف:
عنكاوا دوت كوم
) »
خرجتُ والغمامةَ السوداء
« قبل
بعد »
طباعة
صفحات: [
1
]
للأسفل
المحرر
موضوع: خرجتُ والغمامةَ السوداء (زيارة 845 مرات)
0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.
شمعون كوسا
عضو فعال جدا
مشاركة: 201
خرجتُ والغمامةَ السوداء
«
في:
02:06 22/05/2016 »
خرجتُ والغمامةَ السوداء
شمعون كوسا
كنت في يوم بانت السماءُ وكأنّها قد أوكلت خفارتَها الى غيوم سوداء ، والغيوم السوداء تنقلني وكالمعتاد الى عالم غامض محمّل بالأسرار. اصبحتِ الغيومُ الخافرة هذه حافزي للخروج الى ساحة عامة ، تؤمّها شرائحُ مختلفة من الناس ، بعضهم يفكر بصمت ، وبعضهم لا ينقطع عن الحديث ، وبعض آخر يعزف او يغني ويرقص ، وكلهم حريصون على ألاّ يقلقوا راحة بعضهم البعض . حاولتُ المرور على اغلب هذه الاجنحة ، لأعاينَ ، وأسبر غور الافكار ، واصغي لبعض ما يقال ، وأخمّن بعض ما لا يُقال .
اخترتُ حيّز المفكرين بصمت، وحال جلوسي استقرّت أنظاري على حركة نسيم يتجوّل بهدوء . كنت أرقب إلهاما يهوّن عليّ دخول الافكار وقراءتها. وبانتظار ذلك ، انشغلت بالنسمات الهادئة ، التي اعادتني تدريجيا الى فترة صباي ، أيام كنت اغنّي وأصغي بشغف وشوق الى كل ما هو عذب ويريح النفس . كانت الاشجار تطاوع ابسط حركات النسيم الذي كان يمرّ بسكون ، فيتوقف ، ويتابع مساره ، ويعود . بعض نقلاته كانت تخلق داخل نفسي سعادة غريبة ، كنت اترقب عودة النسيم الى نفس النقطة لأستعيد نفس الاحساس السعيد ولكن دون جدوى، لان النسيم كالماء هو في حركة تغيير دائم .
رأيت من بين المفكرين شخصا كان في حالة انشراح وكأنه يستعيد مثلي ذكرياته فيبتسم بهدوء ويحرك رأسه. ورأيت آخر يرفع انظاره الى السماء وكأني به يقول لها ، انني هنا في قمة السعادة في أحضان هذه الطبيعة الخلابة وجلّ مناي ان استمرّ فيها الى الابد. وشخص آخر يقرأ كتابا ، فيترك الكتاب ويغمض عينه ويعود ليقرأ قليلا ويوجّه انظاره الى الغيوم السوداء وكأنه قد عقد العزم على اختراق غموضها وخفاياها .
ورأيت شخصا آخر وكأنه في مناجاة مع خالقه. كان كليمُ الله هذا مصحوباً بطفل لم ينهِ العقد الاول من عمره ولكنه يشكو من عوق في معظم انحاء جسمه . كان الاب يشكو حالة ابنه، فخِلته يقول : ما ذنب هذا الطفل ؟ لماذا اوجده الله على هذه الحالة ؟ أليس اللهُ خالقَه ؟ اليس ابني مخلوقا مثل الجميع على صورة الله ؟ أين صورة الله فيه ؟ تصورت نفسي وكأني جالس بجانبه ، فأجبتُه قائلا : ان ما اصاب ابنك ليس خطأَه ولا خطأ والديه ، ولكن هي ارادة الله . هنا أتأنى جوابه فوريا وبنبرة حادة فقال : وما مصلحة الله وحكمته في إعاقة هذا الطفل الذي لا يطيق نفسه ولا يحتمل آلاما تفوق طاقته ؟ متابعاً ردّي ، وكأني لا زلت معه قلت : ان الله قد خلق الطبيعة وتركها تسير وفق قوانين يسود فيها نظام العلة والمعلول أو السبب والنتيجة ، وهناك اسباب غير منظورة لا نفقهها تؤدي الى مثل هذه النتائج . سمعت المشتكي يردّ قائلا : ألم يمكن بمقدور الله منع هذه الاسباب ؟ وبعد فترة صمت تابع حديثه قائلاً : ولماذا لا يتدخل الله لإيقاف مثل هذه الاسباب؟ الم يتدخل في تغيير نظام الطبيعة أو ايقافه لدى اجتراح العجائب ؟ ألا يستحق ابني مثل هذا التدخل في نظام الطبيعة ؟ عندما رأيت بان الموضوع سيتّخذ منحىً لا أقوى الاسترسال فيه ، قلت لشاكي ربّه : إن نوايا الله وسبله غير قابلة للإدراك . ولا اعرف اذا كان قد سمعني أم لا !!!
تركت ذاك المكان وتحوّلتُ الى حيث الصخب ، وبعد إمضاء بعض الوقت هناك، هممت بالعودة ، وقبل ان اتحرك ، سمعت جدالا حادّا بين شخصين قد تأهبا للعودة ، ينتقدان رجلا دينيا . اردت الاسراع لعدم رغبتي الخوض في مثل هذا الحديث ، ولكن الاصوات كانت تتعالى أكثر فأكثر، فكان يقول احدهم : هل يليق بكاهن ، وهو في عطلته بعيداً عن كنيسته، ان يتصل بأحد الاشخاص ويطلب منه بإلحاح ألاّ يدَعَ الكاهن ،الذي ينوب عنه في اقامة القداس ، بالسيطرة على المبلغ الذي يجمع في الصينية ؟ وتابع نفس الشخص ايضا وقال : هل يحق لنفس الكاهن ، الذي غاب في مهمة شخصية أخرى ، ان يطالب اجرة سرّ عماد تمّ في غيابه على يد كاهن زميل له ؟ وكان ذيل الحديث عن رجل ديني آخر ، يمنع احد رعاياه من دخول الكنيسة لأنه لا يرتاح له ولا يطيقه ؟
ألم يكن أولى بهذا الرجل الروحاني جدا ان يبتهج لإقامة قداس في كنيسته والاحتفال بمراسيم عماد فيها وهو غائب ؟ ولكن حب المال كان قد احتل المرتبة الاولى في أولويات هذا الرجل الزاهد عن الدنيا ، فحوّل بيت الله الى صالة تجارية!!!
قلت في نفسي ان كل ما سمعته دون ارادتي ليس إلاّ غيضاً من فيض ، وينتهي دوما الى طريق مغلق . هؤلاء الذين كان يُفترض ان يكونوا ناراً متّقدة تُدفئ المؤمنين وتنوّر طريقهم ، اصبح الكثيرون منهم يكتفون بمجرد شمعة ، وبعضهم قد بهتت شمعتهم ، وبعضهم تذبذب نورها ، والقسم الاكبر منهم قد انطفأت منذ زمن طويل ولكنهم احتفظوا بلسان طويل وحركات معدومة من الروح . للأسف الشديد هذا ليس لا شعراً ولا خيالا ولا افتراء، ولكنه واقع وحقيقة.
دخلتُ الساحة بمعيّة غيوم سوداء ، فانشرحتْ نفسي لدقائق مع حركة النسيم الهادئة ، وعدت بصحبة نفس الغيوم السوداء بعد أن كشفت ما تخفيه في ثناياها من كرب وشكاوى وانتقادات .
سجل
طباعة
صفحات: [
1
]
للأعلى
« قبل
بعد »
ankawa
»
الحوار والراي الحر
»
المنبر الحر
(مشرف:
عنكاوا دوت كوم
) »
خرجتُ والغمامةَ السوداء