المحرر موضوع: إليكم ُ عـَهدي ..............  (زيارة 1134 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إليكم ُ عـَهدي ..............
« في: 11:36 16/03/2007 »
                                                     إليكم ُ عـَهدي ..............
                             رشيد كَرمة
فـــي مثل هذه الأيام من عام 1988, قذفت الدكتاتورية البعثية حممها السامة على الشعب الكردي وتحديدا في قصبة حلبجة , حيث خنقت المواد السامة ارواح الآلاف من شيب وشبيبة اهلنا ذكورا ً وإناثا ً واطفأت احقاد الهمج كركرات الأطفال الرضع !!! فأي عار سيلحق بالجلادين ...وأي خزي سينال المقبور صدام ورهطه .
لقد كـُتِب َ الكثير عن هذا اليوم , وهذه الفعلة الخسيسة , التي تعد إنحرافا ً أخلاقيا فاضحا ً للقومانية العربية  ونزعـة الإستعلاء على المقدس من الأشياء . وهل هناك أقدس من بني البشر ؟                                                                                                     لقد أثبتَ قرار إبادة الشعب الكوردي في حلبجة وضواحيها , بالأسلحة المحرمة دوليا ً خطل القول السائد بأن الدين ( اي دين )  يشكل مانعا وسدا ً للتجاوز على حياة البشر, فالتاريخ البشري يحدثنا عن إنتهاكات لاعد لها ولا حصر شرعت ونفذت بإسم الدين , وتحت هذه الحجة وتلك , وتحت ذاك التفسير والتأويل الذي تقوده المرجعيات والمؤسسات الدينية الإسلامية , إحتمت الدكتاتورية البعثية ,  فلقد إنبرى حينها وعاظ السلاطين والمشايخ بتبرير عنجهية صدام , عبر الكثير من البيانات والفتاوى التي تخلط الاوراق وتضم الجميع في خانة واحدة , ساعدهم في ذلك عدد كبير جدا من خونة القلم والمهنة , الذين باعوا ضمائرهم مقابل حفنة من الدولارات .
ناهيك عن نجاح دولة العراق ـ الصدامية ــ البوليسية في شراء الذمم لأكثر دول العالم وسفاراتها وممثليها , والأنكى من ذلك إستطاع النظام البعثي وعبر دوائر الخارجية العراقية وأجهزة السلطة من إستمالة مؤسسات عالمية تابعة للأمم المتحدة بل والسيطرة عليها , عبر إهدار المال العام مقابل قلب الحقائق , وهذا ماحصل في هيئة شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في باكستان .
ولقد كنت أعيش في غرفة بائسة ووضع مزري في هذه الدولة الفقيرة المخترقة أصلا من جانب العربية السعودية..  والولايات المتحدة الأمريكية ..وبريطانيا ولم أكن مالكا ًلأي شئ  ( إلا ) من حلم العودة الى العراق وهزيمة الدكتاتورية البعثية .
كانت الذكرى الأولى لشهداء حلبجة , وكان الخوف والرعب منتشرا فى أصقاع الدنيا بفعل بربرية البعث والنزعة الدموية لصدام , وملاحقة المعارضين لنهج الدكتاتورية والأنتقام من ذويهم في العراق ,  ولقد أسدلت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها دون إندحار صدام , كما ان أغلب دول العالم أشاحت النظر الى إنتهاكات حقوق الأنسان بالعراق ولكن لابد من نضال ولا بد من وقفة ولابد من عمل إعلامي على الأقل بين جمهور قد يبدو أنه لايشكل ضغطا ً على أحد ..
جائني آزاد صباحا طالبا مني التعاون مع مجموعة من الأكراد لأحياء ذكرى شهداء حلبجة عبركتابة مقال او بيان ولقد أبديت رغبتي الكاملة وتطوعت عبر تنظيم تظاهرة إحتجاجية أمام مقر هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها من خلال حشد أكبرعدد من العراقيين عربا ًوكردا ً وتركمانا ً مسلمين ومسيحيين ,
وكنا قد وشحنا صدورنا رجالا ونساء ً وأطفالا ً بشارات ٍ من قماش أسود وأعددنا بيانا ً وكلمات معبرة ترجم بعضها الى الأنجليزية كتابة والى الأوردية شفاها ً , ولقد إخترنا أماكن عديدة للتظاهر غير ان بعض مسؤولي دائرة شؤون اللاجئين أنذرونا بالعقاب وإبلاغ الشرطة بل تطوعت موظفة في الدائرة وهي من رومانيا بمضايقتنا ومصادرة بعض الشعارات مع تهديد ووعيد ولابد من ذكر حقيقة ان يد السفارة الصدامية كانت طويلة في هذا البلد الفقير .
وكان المشهد مثيرا للمارة من الناس , ومن الباكستانيات والباكستانيين , ومبكيا ً لمن في قلبه ذرة رحمة أو شفقة , كنا قد طلبنا من مجموعة أطفال ان يفترشوا الأرض وكأنهم ضحايا الغاز السام مما زاد المشهد تراجيديا مضاعفة  ً ذات بعد إنساني يتمثل بقتل الأطفال الكورد بهذه الطريقة المأساوية....
كان الإتفاق ان تعطى للأخوة الأكراد إفتتاح ( الحفل التأبيني الإحتجاجي ) وكانت  كلمة الأخ برزان باللغة الكوردية الأسطر الأولى منها ترحم على الضحايا اما بقية الكلمة التي إستغرقت خمس دقائق فهي عبارة عن شتم وسب للإتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي الروسي !!!!!!
ثم ألقى ( ابو سعد ) كلمة التجمع الديمقراطي العراقي لللاجئين العراقيين وربما كانت الكلمة مناصفة مع الحزب الشيوعي العراقي .
وجاء دوري حيث ألقيت كلمة بالنيابة عن الراحل ابو الحسن هادي العلوي حيث جاء فيها :
 ايها الطفل الكردي المحترق بالغاز في قريته الصغيرة , على فراشه اوفي ساحة لعبه هذه براءتي من دمك اقدمها لك . معاهدا اياك الا اشرب نخب الامجاد الوهمية لجيوش العصر الحجري . ولا امد يدي الى واحد من انظمة العصر الحجري . اقدمها لك على استيحاء ينتابني شعور بالخجل منك و يجللني شعور بالعار امام الناس اني احمل نفس هوية الطيار الذي استبسل عليك وليت الناس اراحوني منها حتى يوفروا لي براءة حقيقية من دمك العزيز . انا المفجوع بك الباكي عليك في ظلمات ليلي الطويل . في زمن حكم الذئاب البشرية الذي لم نعد نملك فيه الا البكاء . اقبلها مني ايها المغدور فهي برائتي اليك من هويتي .
واليوم وبعد مرور 19 عاما  على جريمة قصف  حلبجة بالسلاح الكيمياوي  تتكاثر التبريرات لإستخدامها  سرا وعلانية وتنهزم عصابة القتلة , ويعرضوا البلاد للإحتلال  المتعدد الأوجه , ويمارس التقتيل بإسم الدين والإسلام , وتحصد أرواح العمال والطلبة والعلماء  وتنتهك الأعراض وتصادر الطفولة بفعل التخريف والبدع والجهل القادم من دول الجوار بدفع طائفي مقيت ليغتالوا العراق  ولا أحد يعلن برائته , وكل يحمل المصحف على هواه
 فالى شهداء حلبجة وشهداء البصرة وبغداد والحلة والخالص والديوانيةوالنجف والرمادي والفلوجة وتكريت وراوة وعانة وسامراء واربيل وكربلاء وكركوك وخانقين وجلولاء وتلعفروالموصل وحديثة والكاظمية والعمارة والكوت والى أخواتي وإخوتي من معتنقي الديانات اليهودية و المسيحية والصابئية المندائية أعلن برائتي من دمكم أينما كنتم وهذه لعنتي على  من يسبب لكم أذى ومطاردة وقطعا للرزق أعلن برائتي ممن يعمل على تهجيركم وهذا عهدي ان أقف الى جانبكم لأنكم العراق ....

رشيد كَرمة   السويد     16 آذار 2007