تبختر الأعلام بين أصحاب الزمنكان والحبربش

[زيد ميشو]

تبختر الأعلام بين أصحاب الزمنكان والحبربش
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com

سرد لي صديقي بفكاهة كاملة، جزء صغير من ما مر به من آلام أثناء توقيفه في المخابرات العراقية، حيث كان يقاد معصوب العينين، يتلقى توجيه من احد المهوسين بالتعذيب، تارة يقول له (نصي راسك جحش) هناك ارتفاع منخفض والمسكين يطأطأ رأسه ويطالبه بالمزيد من (الطأطأة)، ومرة أخرى (علّي رجلك غبي كي لا تتعثر) فهناك حجر وهو يفعل، ومرات يطالبه بأسراع خطواته او لا يقول له شيئاً، وإذا به يصطدم بجدار (يسطله ويعنجر رأسه) ويقول له (هل انت اعمى متشوف هَي حمار) يقول له آسف سيدي نعم حمار.
ناهيك عن من يطلب علي والحسين والمسيح والله أثناء التعذيب، ويخرج لهم (سعلوة) آخر يزيده ضرباً وهو يقول له: ماذا تريد يا إبن الـ ..... أنا هو من تطلب.
في ذلك الحين لو سأل المعتقل من هو سيد العالم وما بعد العالم، فلن يختار ابعد مِن مَن يراهم، كونهم يملكونه امتلاكاً شاذاً.
هذا في العراق، في دولة التعسف والحكم البعثي الجائر...ومن كان قبلهم واتى من بعدهم، والكلام عن السجناء، وايضاً من هم خارج القضبان، فهم جبراً خاضعين إلى سلطة جائرة.
في المهجر، في بلد الحرية والمواطنة وحقوق الأنسان، وعدالة القانون، لدينا الحرية المطلقة لنكون اسياد انفسنا، ولنا كل الحق بأن نختار الله او اي شيء آخر سيداً لحياتنا عساه يكون طوطماً، ما دام الكل تحت خيمة الدستور، ولا خلافات متأججة بسبب سيدهم او ربهم، ومع ذلك نرى الكثيرين  يختارون لهم شخصاً بمثابة صاحب الزمنكان بالنسبة لهم، والويل لمن يقول عنه إثماً وإن كانت السلبيات تغطيه من شعر رأسه إلى (فطر رجله) الذي يختبيء فيه الجرذ!
اثناء محاكمة المسيح، عصبوا عينيه وبدأ الأوغاد يضربوه، وهم يضحكون، ويسألوه ساخرين، تنبأ من ضربك؟
ومن يدعي اليوم بأنه ذلك التلميذ النجيب، هو من يضرب بالمساكين، ويسألهم من ضربكم؟ فيتهموا شخصاً آخر ذنبه صارحه وقال له: انت من يضرب ليس بيدك فحسب، بل تضرب الكل بالكل!
مشكلة البشر في هذا الزمن القاسي وقد يكون في كل الأزمان، يقبّلون يد الضارب ويهرولون لكسر يد الصريح!
هذا ما يمر به من يمارس الاعلام بحرية مطلقة ولا حرية في سجن العقول المقفلة.
الأعلامي المتملق، يقولون عنه في الأغلب متملق
الأعلامي الوصولي ...يقولون عنه في الأغلب وصولي
الأعلامي الصريح والجريء، يقولون عن السواد الأعظم: شتّام و (ابو مشاكل) ويعملون على تشويه سمعته، ولو كان بيد البعض لفخخوه.
عالم غريب الأطوار، يحللون الحرام ويغالطون الصواب، ويشرّعون للأسياد آثمهم!
وما اجمل الأعلام المسايِر بنظرهم، ولا اقبح من الناقد البناء
يقول لي البعض مازحين او (مبسمرين): سيأتي يوماً وتكتب علينا فأجيبهم:
من كان منكم بموقع مسؤولية ويخطأ ويكرر خطأه ويتمادى، ولا يردعه لوماً ولا يكترث لعتباً، فعند ذاك سأكتب فعلاً، إنما على اشخاص عاديين فهذا محال
يقول لي البعض بأنني أبحث عن المشاكل، وأجيبهم: بل قولوا احركها
المشاكل لم يخلقها من ينتقد الخطأ وفاعله، ومن انتقده هو ذلك المسؤول الذي لا يصلح من حاله، ويمارس خطأه بأريحية كاملة، فهو صاحب الزمنكان عند السذج
يزعجني احياناً عندما يتصوّر البعض بأنني ادافع عن اشخاص متى ما إستوجب منّي ذلك، فأجيب:
انا لا ادافع عن شخص وإنما عن المبدأ العام، وهذا لا يمنع من ان اكون مختلف في امور شتى مع من يتصورون بأنني ادافع عنه
شخصياً لا تربطي مصلحة شخصية مع اي كان، لكني مرتبط بمصلحة الوجود مع ذاتي، ولا مصلحة لي اكبر من ذلك
ووجودي مرتبط بما أحب، ولا حب اعظم من إنتمائي، اي لا حب أكبر من المصلحة العامة التي تشمل هذا الأنتماء وعالمه
ولا انتماء ذو قيمة دون حرية رأي، وإلا اصبح الكل مع الكل في معتقل دون قضبان، السجناء سجّانين، والمظلومين ظالمين، والأحرار عبيد، وصاحب الزمنكان سعيد
والمسكين على الباب يقرع، ولا من يفتح
ومن لا يسمع صوت الحر، لا يسمع صوت قرع الباب

[Hanna Sliwa Jarjis]

 الي الاخ زيد غازي ميشو المحترم
 عزيز كلما كتبتو في كمتك اعلاء هو صح مائه بالمائه علي يد الحكام الظالميم في العراق والوطن العربي والاسلامي وخاصتا في العراق والسوريا حاليا
 اني احد الذين قاسيتو من التعذيب علي يد احكام فياخر ايام  الشباط اسود عند وعلي يد الحرس لا قومي وكان اخر ايامهم من اتعذيب وضعوني في السرداب مملوء مترين من الماء والمادة اسفنيك واخذو يضربونين لمدة اربعة ساعات ونعدها يغسلونني بالماء فيه مادة اسفنيك لمدة ثلاثة ايام  وبعد ان انقلبه عليهم المجرم
 عبدالسلام عارف بعد النقلابه لمدة خمسة عشر يوما سفرت من اربيل وكان معي اثنان من اخوننا البشمركه هم من البرزانين اخذونا الي مقر الفرقه الثانيه وكان
 قائد الفرقه فيصل الانصاري  الي ستخبارات الفرقه  وعند وصلنا ادخلونا الي غرفة العائده لفرقه يسمه غرفة التحقيق وجاء احد ضباط اسمه ادريس وهو
 ملازم اول من اهالي موصل واخذ يضربنا بالكيبالات ثخينا لمدة ثلاثه سعات وبعدها امر بالتعليقنا بالمروحيه السقفيه لغرفه وامر باضربنا طول ذلك الوم
  حوالي خمسة ساعات بدون التوقف وبقينه لمدة ثلاثتايام بالتعذيب وبعدها ارسلنا الي مديرية امن كركوك وسلمونا الي حد صباط من اسمه فرج وهو تلكيفي
 وكان ظالما وخذا بالتعذيبنوشدنا بالمروحية السقفيه لغرفه التحقيق وهو يضربنا لمدة اربعة امدة ساعتين يوميا وهكذا لسبب اننا بيشمركه وبعده اني قدمت
 الي مجلس العرفي الرابع في كركوك وكان رئيس المجلس عميد حسين الزرقي وحكمه علي سنتان سجن وسنتان تحت المرقبه صباحا ومسائا ان احضر
 بعد انتهاء محكوميتي الي مركز لشرطه ناحية عنكاوا


      حنا صليوا جرجيس     النمسا

[زيد ميشو]

الأخ حنا صليوا
مؤلم فعلاً ما مررت به في العهد البائد... اتمنى ان يعوضك الله كل خير لك ولمحبيك

[صباح قيا]

الأخ العزيز زيد
مقالك جدير بالإهتمام لتسليطه الضوء على " ثقافة المبدأ " والتي للأسف الشديد تمارس من قبل عدد جداً قليل من البشر . والسبب بسيط جداً حيث الشخص المبدأي هو أكثر الناس معاناة وعليه أن يتحمل تبعات موقفه المبدأي وقد يكون الثمن باهضاً جدا وربما يكلفه حياته , والتاريخ البعيد والقريب زاخر بالأمثلة . لذلك تفضل الأغلبية الجلوس على التل لأنه أسلم . من يخلد بإكبار وإجلال هو المبدأي , أما الهامشي فلن يحصل إلا على سعادة مصطنعة . عندما تفقد أية مؤسسة مبدأيتها تحكم على نهايتها , ولذلك تحاول القوى الكبرى إذلال وإخضاع  الفكر البشري الصامد على مبدأه عندما تحاول التسلط عليه , وهذه المهمة قد تنجح مع البعض ولكن ليس مع الكل
تحياتي

[زيد ميشو]

الدكتور العزيز صباح قيا
صاحب المبدأ يدفع ثمن باهض أحياناً، لكنه يحصل على احترامه لذاته، لذا اقول: صحيح الخسائر كبيرة، إنما الأرباح أكثر
اللا مبدأي عندما يخسر، لن يعوض خسارته شيء، لأنه قد خسروا انفسهم قبل كل شيء، ويسعون فقط لمآربهم الشخصية، وهم لا يعرفوا ماذا يعني ان يخسر الأنسان ذاته، لأن الخسارة التي يفهمونها هي مادية او منصب، لذا على اصحاب المباديء ان يستمروا بحربهم ضد الشر، وخسارة الشرير في هذه المعادلة شديدة
ولأجل هذه المعادلة يتصور البعض بأنني امسك ظهر فلان، او ادافع عن علان، لأنهم مصابون كما تقول بقصر نظر حياتي، ولن يتمكنوا من ان يفهموا ماذا يعني المبدأ
وأكبر نعمة لصاحب المبدأ هو عدم السعي لأخذ ما ليس له، ولا يجعل المصالح الشخصية تعلوا على اخلاقه، والأنتهازي يبيع ذمته رخيصاً ويغدر اقرب الناس له.
وكلامي هذا لا يمكن ان يستوعبه
تحياتي