ألأخ الدكتور ألأكاديمي عبد الله رابي
سلام المحبة
أرجو أن تسمح لي بأن أعيد ما أصرح به مراراً بأني أقف على مسافة واحدة من كافة رعاتنا الأفاضل بغض النظر عن منزلتهم الروحية ومواقعهم الوظيفية , ولكن هذا لا يمنع من إبداء رأيي الشخصي بما حصل ويحصل بحسب قناعتي التي قد تسر أو لا تسر المعني , ويبقى موقفي تجاه الحدث لا الشخص .
أستهل مروري بالإقتباس التالي :
( طالما أن الموضوع هو عن السلطة ، فلابد أن نتعرف على ماهيتها وما هو تعريفنا الاجرائي لها ، وهذا ما أفتقدته مقالة المطران سعد ،فلابد أن يضع الباحث مفهوما أجرائيا لما يكتب عنه .حيث ان تحديد المفهوم يعتبر من الاجراءات الاساسية التي تجعل من الموضوع أن يتميز برصانة ومنهجية علمية والا سيدخل ضمن مواضيع الهواة ).
لا أرى الحاجة للولوج إلى تفاصيل السلطة في مقال سيادة " المطران سعد سيروب " , فمقاله من وجهة نظري ليس " بحثاً " حسب مفهوم البحوث , ولا حتى " مقالأ بحثياً " , لذلك هو غير ملزم بتعريفها والدخول في تفاصيلها بل الإكتفاء بإيصالها إلى القارئ حسب مفهومها العام والذي يحقق الهدف من المقال . وإن تعتقد خلاف ذلك أرجو بيان في أي تصنيف بحثي ضمن سلم تصنيف البحوث كرسائل أو كمقالات يقع فيه المقال مع ذكر المصدر ... كما إني لا أعتقد بأن الموضوع يعتبر من مواضيع الهواة بسبب ما مذكور في الإقتباس , بل المقال فيه من العمق والمعرفة ما يدعو إلى التأمل بجدية .
ارجو أن تعذرني إن قلت ما يخص القراء والكتاب جميعاً وأنا واحد منهم :
( من يعتقد أنه الوحيد العليم الفهيم , لا بد وأنه يعيش " أزمة ثقافية " يستوجب تجاوزها وإيجاد حلاُ لها بطريقة أو أخرى ).
أشعر بأن سيادة المطران يعبر عن معاناة ذاتية لها دوافعها وأسبابها , وكي تعالج بصورة صحيحة يستوجب من الطرف المقابل أن يعيش تلك المعاتاة ويحس بألام صاحبها كي يكتشف بنفسه مدى تأثيرها الجسدي والنفسي لكي يتم تجاوزها وحلها جذرياً ’ لا أن يسطر آراء فلسفية ومقولات لاهوتية مستمدة من بواطن الكتب ذات العلاقة ومتوفرة في العديد من المواقع الشبكية . لقد خسرنا كاهناً قبل مدة قصيرة لإهماله من قبل الكهنوت الذي كان على علم تام بإدمانه لعدة سنوات قبل اعترافه ولم يحرك الكهنوت ساكناً ’ فهل من الحكمة أن نفقد مطراناً لأن من يعنيه الأمر لا يكترث لمعاناته , وهنالك بيننا من يزيد الطين بلة , وكأن الأمر معركة توجب الإنحياز لهذا الجانب أو ذاك .
قليلاً من الإنصاف أيها البشر وأنا الخاطئ , وارفعوا أصواتكم لوصية المحبة كما أرادها الرب .
تحياتي