اقلامنا بين السياسة والكنيسة ؟
اخيقر يوخنا نعرف جميعا ان في عالمنا المعاصر تتعدد العلوم والنشاطات الانسانية الاخرى سواء العلمية منها او الروحية او المهنيه او الثقافية وغيرها من اجل سد الاحتياجات العديدة للانسان الحالي نظرا لتوسع اهتماماته وازدياد مصالحه وبعد نظره في خلق مستقبل افضل للاجيال القادمة حيث ما زال الانسان رغم كل ما يعيشه حاليا من مدارك كبيره في كل مناحي الحياة متلهفا للمزيد من العلم لاشباع نفسه التواقه ابدا نحو الافضل وما يتطلب ذلك من جهد وابتكار وتسابق ومواهب وامتيازات كثيرة اخرى اضافة الى امكانيات مادية وموارد طبيعية وانظمة وقوانيين وسياسة وغيرها لتسهل مهمته تلك
ونجد ان لكل حقل من حقول العلم والمعرفة تخصص خاص به يتطلب من المهتم به ان يتحلى بصفات ودرجات علمية خاصة توءهله لان يكون قادرا على تحمل المسوءولية في اداء واجبه ومتطلبات عمله
وهكذا نجد ان للسياسي ساحة خاصة به بما تتطلبه من موءهلات وامكانيات ومواهب ومزايا شخصية خاصة يستطيع السياسي بها ان يشق طريقة في عالم السياسة والتي بدورها تختلف عن ما تتطلبه الساحة الروحية وغيرها ءمن ساحات النشاط الانساني
وبهذا الاختلاف في طبيعة ومهام وشروط ومنهاج العمل السياسي عن العمل الروحي نستطيع ان نقول ان الحكمة التي خلدها المسيح (اعطي ما لقيصر ما له وما لله ما له ) هي المقياس الصحيح للتفرقة او التمييز بين المهنتين فلا يجوز بموجبها ان يقلد احداهما الاخر في اداء عمله او التدخل في ما لا يعنيه
والقاريء الكريم يستطيع ان يكون صورة عما نعنى به بذلك ولا داعي للاسترسال الممل حول تلك القضية
وما يهمنا في حديثنا هذا هو ما تتناوله او ما تطرحة بعض اقلامنا من مواضيع تعج بها ساحة شعبنا
حيث نجد ان اختلاف في اهتمامات اقلامنا يمكن تجزءتها الى جزءين فقسم منها يهتم بالشوون الكنسية والقسم الاخر يهتم بالشوون السياسية
ويمكننا ارجاع اسباب ذلك الاختلاف في الاهتمام الى ان الاقلام التي تكتب بالشان الكناءسي تنتمى باكثرية عددية الى الكنيسة الكلدانية وبسبب ان الكنيسة الكلدانية لها تاريخ طويل في تلقين اعضاءها بالقيم الكناءسية الخاصه بعيدا عن عالم السياسية لاسباب قد تكون جغرافية بحكم تواجد قراهم بالقرب من المدن الكبيرة ذات السلطة السياسية المرعبه لايقاع العقاب القاسي بكل تحرك سياسي او توجه قوني
ولذلك نجد ان اكثر مقالات اتباع الكنيسة الكلدانية تهتم بالدرجة الاولى بما يتعلق بنشاطات الكنيسة الكلدانية
بينما نجد الاقلام التي تنتمى الى الكنيسة الاشورية بفرعيها تهتم بالشان السياسي حيث للاشوريين تاريخ طويل في الصراع السياسي مع الاقوام الذين كانوا يعيشون في محيطهم ولبعد قراهم عن السلطات العثمانية انذاك اضافة الى انتهاء السلطة الروحية للكنيسة الاشورية بعد مقتل مار بنيامين وترحيل العاءلة الدينية التي كانت تورث القيادات الدينية للكنيسة الاشورية لعدة اجيال في منطقة حكاري بعد ذلك
ويدخل انشاء احزاب اشورية سياسية في العقد السادس وما بعده من القرن الماضي بعد نجاح الاشوريين في تشكيل اندية ثقافية ورياضية في بغداد واشتهار اسماء اشورية في الوطن امثال اللاعب عمو بابا قد ساهم في تشجيع الاشوريين على توسيع نشاطاتهم تلك والانتقال الى نشاطات سياسية واحياء ما ناضل الاجداد له لعقود خلت منذ بدايات الحرب الكونية الاولى رغم معاناة الاشوريين وخساءرهم المادية والبشرية فان الوعي القومي الاشوري كان قويا حيا نابضا بالحياة في كل الاجيال اللاحقة فيما بعد حيث كانت الاجيال تنقل تطلعاتها السياسية والقومية من جيل الاباء الى جيل الابناء ومن كل اب الى ابنه كممارسة عاءلية متوارثة لا يمكن التغلي عنها او اهمالها فالسياسية هي زاد الاشوري في كل نشاطاته القومية وفي كل احاديثه وتطلعاته حيث ان التطلعات القومية تقف في مقدمة ما يحلم وما يسعى اليه كل اشوري وتلك التطلعات هي فوق كل الاعتبارات الشخصية
وبهذا الشرح الموجز اوضحت لاحد القراء لماذا هناك اختلاف بين ما تطرحه الاقلام الاشورية من ابناء شعبنا من مواضيع سياسية بعكس ما تطرحه الاقلام الاخرى
حيث وكما فهمته من بعض القراء ان هناك ملل من مطالعة مواضيع تعاد وتتكرر بعناوين مختلفة ومفهوم واحد تتعلق بالكنيسة لبعض اقلامنا حيث يتساءل البعض الاخر فيما اذا تحول المنبر الحر الى منبر كناءسي
وهنا يبرز سوءال حول كيفية تخلص اقلامنا من عباءة الكنيسة او الخروج منها ؟
ومن رايء الشخصي اعتقد ان الكناءس يجب ان لا تطرح همومها في مواقع كموقعنا هذا بل ان تكتفي بطرح همومها ومشاكلها واهتماماتها الاخرى في مواقع خاصه بها
وكما تفعله الكنيسة الاشورية بفرعيها حيث تبتعد رءاسة الكنيسة عن طرح مشاكلها واهتماماتها وشجونها او اراءها الاخرى في غير مواقعها الخاصة بها
كما اجد ان من الافضل لموقعنا هذا ان يستحدث منبر خاص بالامور الكناءسيية تطرح به تلك المقالات والهموم
كما اعتقد ان اقلامنا يجب ان تركز في اهتماماتها بما يتعلق بالحراك السياسي لشعبنا في هذا الموقع
وعدا ذلك فان الاستمرار في التدخل بالامور الكناءسية وتكرار نفس المواضيع التي تتعلق بقضايا الكنيسة سوف ينفر القراء من مواصلة زيارة الموقع ويوثر بالتالي على الحراك السياسي لشعبنا