خطورة الإستعراض العسكري للميليشيات المنفلتة في بغداد إلى أين ؟
المعروف أن الإستعراضات العسكرية تجري بعد الإنتهاء من الحرب ، ولما كان العراق يخوض حرباً ضروساً ضد داعش ، فلماذا هذا الإستعراض الميليشياوي غير المبرر في هذا
التوقيت الحرج بالذات ؟ وداعش لا يزال يحتل الموصل ومدن أخرى .
إن ميليشيات بدر بقيادة هادي العامري ، الذي قال أن تحرير الموصل ستكون بمشاركة
الحشد ومن لا يرضى أن ينطح رأسه بالحائط ، وفرض على العبادي منع نقل المفتشين العامين التابعين لبدر من الوزارات ، كما إن أوس الخفاجي هدد بإقتحام السجون وقتل المعتقلين فيها ، وفعلاً نفذ تهديده وذهب للناصرية مما دفع فؤاد معصوم للمصادقة على
بعض احكام الإعدام ، وإما الخزعلي وعصابته يحمل صورة المرشد الإيراني علي خامنئي
على صدره ، وسيستعرض قواته غداً في بغداد ، وإما السيد مقتدى الصدر الذي زار الكرادة
بالزي العسكري واصفاً الميليشيات بالوقحة والمنفلتة والتي لا يتشرف بها ، داعياً إلى مظاهرة
مليونية غداً وهي الأخيرة كما يبدو ، تكون (شلع قلع ) حكومة العبادي أم ستكون سلمية كما
في السابق ؟
إن ما يجري في بغداد غير مبرر إطلاقاً ، لكن لماذا هذا التخطيط المريب ؟ الذي
يبدو تخطيطاً إيرانياً لفرض الأمر الواقع وتسليم أمن بغداد للميليشيات ، أو أن نوري
المالكي وراء هذا الإستعراض بتوجيه إيراني ؟ ليقود إنقلاباً عسكرياً على العبادي
الضعيف ، أو جعله دمية بيد إيران .
إن الإستعراض العسكري للميليشيات الشيعية في بغداد غداً يحمل في طياته الكثير
من المخاطر ، وعلامات الإستفهام المريبة التي لا تخدم العملية السياسية العرجاء اصلاً
في الوقت الذي يجب أن تكون كل الجهود للحرب ضد داعش الإرهابي ، إن إستعراض العضلات هي تحدٍ لسرايا السلام التابعة للتيار الصدري وقد ينجم تصادماً فيما بينها ،قد
تقود إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ، وهذا ما يخشى منه ، علماً بأن النواب الأكراد
بدأوا بالعودة إلى كردستان لتردي الأوضاع الأمنية في بغداد .
الخلاصة : إن الميليشيات التابعة لإيران والتي تحمل صور القادة الإيرانيين هي إستفزاز
للمشاعر العراقية ، فهل ستكون بغداد العاصمة الفارسية الثانية كما تخطط لها إيران ؟
أم أن القوات الأمنية والجيش العراقي سيقلبون الطاولة على الموالين لإيران ؟ سنرى
ذلك في قادم الأيام إن شاء الله .
منصور سناطي